ارتفاع حجم الطلب على أسهم الشركات القيادية ينعش سوق الأوراق المالية في الإمارات

خفض الفائدة على الودائع يساهم في تحريك أموال المودعين نحو الاستثمار في الأسهم

TT

شهد سوق الاسهم الاماراتية تحسناً كبيراً خلال الايام القليلة الماضية وسجلت جميع مؤشرات الاداء طفرة من حيث حجم التداول او عدد الصفقات المنفذة او عدد الاسهم المتداولة او اسعار الاسهم المتداولة، وساهم حجم الطلب الكبير على اسهم بعض الشركات القيادية ومحدودية عروض البيع بتخطي اسعار اسهم هذه الشركات الحواجز النفسية، حيث تخطى سعر سهم شركة الفنادق حاجز المائة درهم وهو اعلى سعر يصل اليه سهم الشركة منذ اكثر من عام، كما تخطى سعر اسهم شركة ابوظبي الوطنية للتأمين حاجز المائة درهم ايضاً.

وتوفرت طلبات شراء على اسهم الشركة وقت ادراجها في سوق ابوظبي للاوراق المالية صباح امس بسعر مائة درهم ولم تتوفر عروض بيع على اسهم الشركة بهذا السعر، وقد بلغ ريع اسهم الشركتين عند سعر مائة درهم 5% اي خمسة اضعاف ايرادات الفوائد على الودائع والتي انخفضت الى 1% خلال الاسبوع الماضي.

وقال زياد الدباس مستشار الاسهم ببنك ابوظبي الوطني ان الخفض الاخير في سعر الفائدة على الودائع كان الشعرة التي قصمت ظهر البعير وساهمت بتحرك اموال المودعين نحو المنافذ الاستثمارية والادوات الاستثمارية الاخرى، حيث اصبح دخل الفوائد اقل من نسبة التضخم الذي باعتقادي لا يقل مستواه عن 4% بعد انخفاض سعر صرف الدولار والدرهم مقابل العملات الرئيسية وفي مقدمتها اليورو وحيث تشكل واردات الدولة من دول اوروبا نسبة هامة لان مجموع وارداتها من السلع الاستهلاكية والترفيهية، وبالتالي اصبح المودعون يخسرون جزءاً من رأسمالهم الحقيقي عند سعر الفائدة الحالي والملاحظ ايضاً خلال هذه الايام التحسن الكبير في سعر اسهم اتصالات حيث ساهم ارتفاع حجم الطلب على اسهمها الى ارتفاع سعرها السوقي خلال الخمسة ايام الماضية من 128 الى 133.5 درهم، وبما نسبته 4.29% وساهم هذا الارتفاع بزيادة القيمة السوقية لاسهم المؤسسة بحوالي 1.65 مليار درهم وبالتالي فان المضاربين والمستثمرين في اسهم المؤسسة حققوا عوائد عالية خلال فترة زمنية قصيرة، ولعل قرب توزيع الدفعة الاولى من ارباح عام 2003 اضافة الى حصول المشتري على حقوق البائع بالنسبة لزيادة رأسمال المؤسسة من اسباب استمرارية توفر طلبات شراء على اسهمها ويربط بعض المستثمرين تحسن اداء السوق خلال هذه الايام بتوفر معلومات عن اداء بعض الشركات والبنوك عن فترة النصف الاول من هذا العام والتي تعتبر مؤشراً هاماً لاداء العام بأكمله حيث تشير هذه المعلومات الى تحسن كبير ونمو ملحوظ في صافي ارباح بعض الشركات والبنوك والذي يتوقع ان ينعكس على نسب الارباح الموزعة على المساهمين.

وقد تخطى سعر اسهم بنك الاتحاد الوطني حاجز الستين درهماً ليغلق عند مستوى 62 درهماً وبحيث تصبح نسبة ارتفاع سعر اسهم البنك مقارنة ببداية العام 18.25% كما تخطى سعر اسهم بنك الخلية الاول حاجز الستة دراهم ليرتفع بنسبة 12% مقارنة ببداية العام كما تخطى سعر اسهم بنك دبي الوطني حاجز المائة درهم ليغلق امس عند مستوى 103 دراهم، والملاحظ ان توقعات التحسن الكبير في اداء هذه البنوك عزز حجم الطلب بالرغم من ارتفاع مضاعف اسعارها وانخفاض ريع اسهمها وحيث يتوقع ان ينعكس هذا التحسن في الاداء على المؤشرات الاستثمارية لهذه البنوك.

وارتفع سعر اسهم بنك ابوظبي الوطني الى 91 درهماً وهو اعلى سعر يسجله سهم البنك منذ سنوات حيث يلاحظ توفر طلبات بكميات تجارية على اسهم البنك مع توقعات استمرارية تحسن اداء البنك وتوقعات ارتفاع نسبة الارباح الموزعة على المساهمين وانتقلت عدوى الارتفاع لتشمل عدداً كبيراً من اسهم البنوك والشركات، وساهم بذلك تحسن معنويات المستثمرين.

ولاحظ الدباس ان بعض كبار المستثمرين بادروا خلال هذه الايام بالشراء قبل السفر لقضاء الاجازة الصيفية وهناك اجتماع على ان اسهم الشركات والبنوك ما تزال اسعارها مغرية للشراء اذا اخذنا في الاعتبار مؤشرات الاستثمار وانخفاض المخاطرة وفرص الاستثمار البديلة وانخفاض سعر الفائدة وتحسن اداء الشركات وتحسن اداء الاقتصاد الوطني بكافة قطاعاته والاستقرار السياسي في المنطقة، والملاحظ ايضاً خلال هذه الايام ارتفاع حجم التداول بنسبة كبيرة في الاسواق المالية حيث بلغ حجم التداول امس في سوق ابوظبي حوالي 18 مليون درهم وسوق دبي المالي 15.6 مليون درهم والمجموع 33.6 مليون درهم بينما بلغ حجم التداول في سوق ابوظبي يوم الاحد 12.5 مليون درهم وسوق دبي المالي 11.5 مليون درهم والمجموع 24 مليون درهم.