على هامش جولة بوش لخمس دول أفريقية: سياسة أميركا التجارية نعمة أم نقمة لأفريقيا؟

TT

صعبة في جولته الافريقية هذا الاسبوع لاقناع مضيفيه بأن سياسة اميركا التجارية افادت القارة ولم تضرها.

تشكل افريقيا نحو 13 في المائة من سكان العالم ولكن اثنين في المائة فقط من التجارة العالمية. يقول منتقدون لنظام التجارة العالمي الحالي ان اضرار السياسات في هذا المجال مثل سياسة اميركا الحمائية تتجاوز بكثير الاموال التي تلقي بها في صورة مساعدات غذائية وتعليمية وصحية.

ويظهر هذا جليا في الزراعة حيث يقول عاملون بمنظمات معونة ان هذه السياسات وخاصة في صناعات رئيسية مثل القطن تسهم في بقاء افريقيا في فقر مدقع.

تقول وكالة المعونة «أوكسفام» في تقرير حديث ان دعم الولايات المتحدة لصناعة القطن الذي بلغ 3.9 مليار دولار في 2002/2001 ساعد على انخفاض الاسعار العالمية بسبب وفرة الانتاج وبذلك تدنت الدخول في اكثر دول العالم فقرا حيث يشكل القطن مصدرا رئيسيا للعملة الاجنبية والعائدات الحكومية.

وتضيف «أوكسفام»: «تلقت مالي معونات مقدارها 37 مليون دولار في 2001 ولكنها خسرت 43 مليون دولار بسبب انخفاض عائدات التصدير» وذلك رغم ان انتاج القطن في غرب افريقيا أرخص بكثير منه في الولايات المتحدة.

قال ميني ديالو رئيس اتحاد القطن في مالي «اذا أراد جورج (بوش) مساعدتنا فيجب دعم قطننا بنفس الطريقة التي يدعم بها القطن الاميركي». ويقلل مسؤولون اميركيون من اهمية القلق من الدعم المحلي. ويقولون ان افريقيا ليست منتجا كبيرا لمحاصيل مثل القمح والقطن الذي يتلقى مزارعوه الاميركيون دعما لانتاجه.

وتصدر غرب افريقيا وحدها نحو 15 في المائة من انتاج القطن العالمي.

ولكن لا ينتظر ان يكون القطن والتجارة بوجه عام موضوعا رئيسيا يناقشه بوش أثناء رحلته القصيرة لغرب افريقيا.

ومن السخرية ان زيارة بوش للسنغال تشمل جولة في قلعة قديمة كان يشحن منها الاف العبيد الى الولايات المتحدة للعمل في مزارع القطن الذي تدعمه حكومته الان.

وبعد السنغال سيزور بوش جنوب افريقيا أقوى اقتصاد في القارة ومنها الى بوتسوانا وأوغندا وستنتهي الجولة في نيجيريا أكثر دول افريقيا سكانا وأكبر منتج للنفط فيها.

وأوغندا هي الدولة الوحيدة في العالم التي نجحت في تقليل نسبة الاصابة بالايدز والفيروس الذي يسببه بينما تشكل بوتسوانا رغم نموها الاقتصادي احدى أكبر نسب الاصابة بهذا المرض أو فيروسه.

ورحب ناشطون بتعهد بوش تخصيص 15 مليار دولار لمكافحة الوباء ولكنهم يقولون ان تعنت الولايات المتحدة نيابة عن شركات العقاقير الكبيرة عن طريق منظمة التجارة العالمية يؤخر كثيرا توفير أدوية رخيصة ويمكن أن يدمر منطقة مصابة بأعلى معدل من حالات الايدز.

وبعثت منظمات غير حكومية برسالة الى بوش هذا الشهر تقول فيها ان اتفاق التجارة الحرة المزمع عقده مع دول في الجنوب الافريقي سيؤخر انتاج مكونات ادوية لعلاج المرض.

وينتظر ان تحتل هذه القضية اهمية كبيرة في محادثات بوش مع رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي. ويذكر ان جنوب افريقيا من أكثر الدول الافريقية اصابة بالمرض بمعدل اصابة شخص من كل تسعة أشخاص.

ولكن مبيكي قد يتوخى الحذر في محادثاته مع بوش حول التجارة رغم أخبار بأن الولايات المتحدة قد توقف معونتها لجنوب افريقيا بسبب رفضها اعفاء مواطنين اميركيين من المثول أمام المحكمة الجنائية الدولية.

وتتفاوض جنوب افريقيا وشركاؤها بوتسوانا وليسوتو وناميبيا وسوازيلاند حاليا حول ابرام اتفاق للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة ينتظر ان يزيد الى الضعف حجم التجارة مع هذه المجموعة.

كما تأمل الولايات المتحدة أن اتفاقا مع الاتحاد الجمركي الافريقي الجنوبي قد يساوي بين الولايات المتحدة وأوروبا في المجال التجاري مع المنطقة.

ويعتقد الاتحاد ان الاتفاق سيجتذب مستثمرين ويزيد من تنمية المنطقة.