فولكسفاغن «عربة الشعب» الأليفة تودع مصانعها في السبعين من عمرها

TT

بويبلا - المكسيك ـ رويترز: تقترب «خنفساء الحب» سيارة فولكسفاغن الصغيرة الشقية التي أحبها الناس في جميع أنحاء العالم اليوم (الخميس) من نهايتها، حيث يعرض المصنع الوحيد في المكسيك الذي ما يزال ينتج السيارة الخنفساء من الطراز القديم الدفعة الاخيرة من هذه السيارة ليسدل الستار على تاريخ بدأ منذ 70 عاما.

وتقول الشركة ان هذا الطراز من «سيارة الشعب» وهي الترجمة لكلمة فولكسفاغن التي أمر بانتاجها الزعيم النازي أدولف هتلر ثم ترعرعت لتصبح رمزا لثورة الهيبيز سيتوقف انتاجه في نهاية الشهر الحالي.

قالت كريستين كولماير رئيسة الاتصالات في فولكسفاغن في المكسيك «لم تماثلها أية سيارة قط. ولكن لا أعتقد أن الانتاج سيستمر». من أيسلندا الى ماليزيا لم تضارع الخنفساء سيارة أخرى في اجتذاب المحبين المخلصين. ويذكر ان طرازا جديدا أنيقا سمي البيتل «الخنفساء» الجديدة طرح عام 1998 ولكن بسعر يتراوح بين 20 ألفا و30 ألف دولار ومن ثم لم تعد السيارة الشعبية التي يستطيع اقتناءها أي شخص.

ويعتبر جورج ممتوف الذي أنشأ نادي الخنفساء الكلاسيكية في مينسك عاصمة روسيا البيضاء ان أصحاب البيتل الاصلية ذات التبريد الهوائي والتي يوجد محركها في الخلف أناس من سلالة خاصة.

قال ممتوف لرويترز بالهاتف «يقود الخنفساء نوع معين من الناس. وكل من يمتلكونها يتميزون بانفتاح عقلي ويحبون الحياة».

وبالنسبة لثلاثمائة مكسيكي يعملون في المصنع بولاية بويبلو بوسط المكسيك سيكون وقف الانتاج مثل الافتراق عن احد افراد العائلة وان كان المصنع سيستمر في انتاج الطراز الجديد.

قال أرماندو باسيلاف، 60 عاما، الذي اشتغل 37 عاما في صناعة الخنفساء التي تنتج في المكسيك منذ 1964 «انها جوهرة بالنسبة لي. هذه الخنفساء الصغيرة منحت عائلتي الرخاء»، وأضاف «أحب رؤية هذه الخنافس في الشوارع لانني ادرك حينئذ انها مرت تحت يدي». وفي 1996 كانت المكسيك اخر بلد تصنع فيه البيتل القديمة ومنذ 1998 تباع السيارة هناك فقط. ومصنع فولكسفاغن في بويبلا هو الوحيد في العالم الذي ينتج البيتل الجديدة ولكن للتصدير بصفة رئيسية.

وعلى الانترنت يتبادل هواة الخنفساء قصصا مرحة ومغامرات عن السيارة الصغيرة مثل ابحارها في خليج نيويورك عام 1960 بعد تزويدها بمروحة.

ويحكي موقع آخر على الانترنت كيف كان الالمان الشرقيون يجرون تعديلا في خزان وقودها ليسع شخصا يتم تهريبه الى برلين الغربية وأن هذه الطريقة ساعدت في تهريب 50 شخصا الى الغرب قبل سقوط حائط برلين في 1989.

ولدت السيارة التي اشتهرت باسم «خنفساء الحب» في 1930 بناء على رغبة هتلر انتاج سيارة عائلية رخيصة ومتينة. وانتشرت بعد الحرب العالمية الثانية وأصبحت رمزا للمعجزة الاقتصادية الالمانية.

وبانتشار شعبيتها أصبحت السيارة المفضلة لجيل ما بعد الحرب المتمرد في الولايات المتحدة وأوروبا ورمزا للتحرر من القيود الاجتماعية الصارمة في ذلك الوقت.

وتأكدت مكانة السيارة في سلسلة افلام هيربي لوالت ديزني مثل «هيربي تذهب الى مونت كارلو».

وفي المكسيك وحدها يوجد حوالي 1.5 مليون فولكسفاغن و90 ناديا لهواة هذه السيارة.

وفي مكسيكو سيتي تحتل الخنفساء موقعا مهما حيث تطلى باللونين الابيض والاخضر وتستخدم كسيارات اجرة تمرق بين المركبات المكدسة في الشوارع والميادين في ذروة المرور.

ومن أكبر هواة الخنفساء ريك مورتنسن الذي بدأ في 1989 السباق السنوي لهذا الطراز ونادي هواة السيارة الخنفساء في فينكس بأريزونا.

وتقول مؤسسة غينيس للارقام القياسية أن بول كحيل هو صاحب الرقم القياسي في أطول مدة امتلاك لسيارة اذ اشترى خنفساء عام 1961 في استراليا ويقودها يوميا منذئذ وقد قطعت حتى الان نصف مليون كيلومتر.

ولكن لكل شيء جميل نهاية. عندما تدنت المبيعات الى النصف تقريبا اي حوالي 24500 سيارة في الفترة من عام 2000 الى 2002 قرر مصنع فولكسفاغن وقف الانتاج.

كما ان التكنولوجيا الحديثة تمخضت عن طرز مختلفة من السيارات الصغيرة مثل فيات أونو وفورد فيستا وتفوقت هذه السيارات على خنفساء فولكسفاغن في السوق.

قالت كولماير «في نهاية الامر انه قرار الزبون».

كما ساعد على غروب شمس الخنفساء قرار حكومة المكسيك ان سيارات الاجرة يجب ان تكون بأربعة أبواب.

في فترة امجادها كانت المصانع تنتج أكثر من مليون خنفساء سنويا في مختلف أرجاء العالم بنفس التصميم الذي لم يتغير رغم مرور الزمن.