«شل» و«توتال» توقعان عقد شراكة مع أرامكو السعودية للتنقيب عن الغاز بقيمة ملياري دولار

مناطق الاستكشاف تمتد بمساحة 200 ألف كيلومتر و40% من الشراكة الجديدة للشركة الهولندية و30% لكل من «أرامكو» و«توتال»

TT

وقعت مجموعة شركات «شل» الملكية الهولندية وشركة «توتال» الفرنسية أمس اتفاقية مع الحكومة السعودية لإنشاء شراكة مع شركة «ارامكو» السعودية للتنقيب عن الغاز في جنوب الربع الخالي من السعودية. وقدرت مصادر صحافية قيمة المشروع بملياري دولار، وذكر بيان لشركات «شل» في السعودية ومقرها الرياض وزع أمس وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أن شركة «شل» ستكون مشاركة في الشراكة الجديدة بنسبة 40 في المائة، أما شركة «ارامكو» السعودية وشركة «توتال» فستكون المشاركة بنسبة 30 في المائة لكل منهما، كما أن شركة «شل» سيكون لها منصب القيادة، معتبراً أن هذه الاتفاقية قد خلقت أول بداية منذ تأسيس شركة «ارامكو» لتقوم شركة بترول أجنبية لتعمل في المشاريع الأساسية للتنقيب عن الغاز في السعودية، مشدداً على أن الشراكة مع «ارامكو» تعتبر عاملاً مهماً لنجاح التنفيذ. وذكر البيان أن شركة «شل» و«توتال» فخورتان بانضمامهما إلى المشاريع الأساسية لمشاريع الغاز، والتي بنجاحها ستؤدي دوراً مهماً في خطة السعودية لإنتاج مزيد من مصادر الغاز لتغذية محطات الطاقة والمياه والبتروكيماويات وغيرها في القطاع الصناعي، مما سيؤدي إلى تطور اقتصادي إضافة إلى خلق فرص للعمل. ونقلت وكالة الأنباء السعودية أمس أن ائتلافاً مكوناً من شركة شل العالمية وشركة «توتال» الفرنسية وافق على عرض السعودية في ما يخص عمليات استكشاف وانتاج الغاز في مناطق واسعة من الربع الخالي تصل مساحتها الى حوالي 200 ألف كيلومتر مربع، وقد جرى ذلك اثناء اجتماع وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن ابراهيم النعيمي مع نائب رئيس مجلس ادارة شركة «شل» العالمية ميرون فندر فير الذي عقد ظهر أمس الاربعاء في مكتب الوزير النعيمي بالرياض بحضور ممثلي شركة «توتال». وبهذه المناسبة صرح المهندس علي بن ابراهيم النعيمي لوكالة الانباء السعودية قائلاً ان هذا المشروع يعد خطوة مهمة وانطلاقة قوية في مجال الاستثمارات العالمية في عمليات استكشاف وانتاج الغاز في المملكة والتي وجه بتنفيذها الامير عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني، ويعد هذا المشروع ضمن منظومة من المشاريع الاخرى التي ستنفذ من خلال شركات البترول العالمية. وبهذا الخصوص ستقوم وزارة البترول والثروة المعدنية ومن خلال جدول زمني محدد بطرح مناطق اخرى واعدة على شركات بترولية عالمية على اسس تنافسية واضحة وبشفافية تامة تيسرها الانظمة التي توفر البيئة الاستثمارية المناسبة وبأفضل ما هو معمول به عالمياً وبما يحقق مصالح المملكة في استكشاف وانتاج وتصنيع الغاز الطبيعي.

واضاف ان هذا البرنامج سيبدأ بندوة تنظمها وزارة البترول والثروة المعدنية في لندن في الفترة 22 ـ 23 يوليو (تموز) الحالي حيث تم دعوة عدد كبير من الشركات البترولية العالمية من دول مثل الولايات المتحدة واوروبا واليابان والهند وروسيا والصين وغيرها لحضور هذه الندوة، وتمت الدعوات على اسس ومعايير واضحة من اهمها ان تكون لدى الشركة المدعوة خبرة جيدة في مجالات استكشاف وانتاج البترول والغاز الطبيعي وان تكون الشركة ذات مركز مالي متين وتستطيع المنافسة عالمياً. واختتم المهندس النعيمي تصريحه لوكالة الانباء السعودية قائلاً ان هذه الخطوات تأتي بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الامير عبد الله بن عبد العزيز آل سعود والنائب الثاني الامير سلطان بن عبد العزيز آل سعود لدفع عجلة نمو وازدهار الاقتصاد السعودي بما يخدم الوطن والمواطنين من حيث جذب الاستثمارات الاجنبية وتوسعة قاعدة الاقتصاد السعودي واستغلال ثرواته الطبيعية بأفضل وجه ممكن. وقد عبر النعيمي عن خالص شكره لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده على الدعم الذي يلقاه قطاع البترول السعودي. وحضر الاجتماع الامير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز وكيل الوزارة لشؤون البترول والامير فيصل بن تركي بن عبد العزيز المستشار بوزارة البترول والثروة المعدنية ووكيل الوزارة لشؤون الشركات عبد الرحمن بن محمد عبد الكريم وعدد من كبار المسؤولين في وزارة البترول والثروة المعدنية.

ويشار إلى أن «شل» وشركاءها لها تاريخ طويل في السعودية حيث تزيد فترة وجودها فيها على خمسين عاماً باستثمار يزيد على 7 مليارات دولار أميركي. ففي مجال البتروكيماويات توجد شركة «صدف» ومجال مصافي البترول شركة «ساسرف» ومجال زيوت التشحيم شركة «غوسلوك» وشركة «ساسلوبكو» وكذلك تموين الوقود بالمطارات شركة «باسكو»، وفي مجال زيوت التشحيم يعتبر زيت سوبر شل للمحركات هو الرائد الوحيد في السوق السعودي، بالإضافة إلى ذلك تعتبر «شل» هي الرائدة في استقطاب الزيت الخام من شركة «ارامكو» السعودية بما يزيد على مليون برميل يومياً، كما أن شراكة «شل» مع شركة «ارامكو» السعودية في الولايات المتحدة الأميركية (موتيفيا) تتطور وتقوى بشكل مستمر، وبأمل أن تتبعها شراكات أخرى مع شركة «ارامكو» السعودية في مختلف دول العالم.