«إس آر إكس» و«سي تي إكس» تحفتان من كاديلاك جربتهما «الشرق الأوسط» ميدانيا على طرقات الغرب الأميركي (2 ـ 2)

TT

في نطاق التعليق على تجربة «الشرق الأوسط» الميدانية لطرازات ماركة كاديلاك الجديدة، عرضنا في العدد الأخير لطراز «إكس إل آر» الرودستر. وفي هذا العدد نوافيكم بانطباعاتنا عن تجربة شقيقتيها المركبة الرياضية الوعرية الفاخرة «إس آر إكس» والصالون الملمومة البديعة «سي تي إس».

* كاديلاك «إس آر إكس»

* كاديلاك «إس آر إكس» مركبة رياضية وعرية جديدة فخمة ومتوسطة الحجم كشف النقاب عنها اخيرا لتنافس المركبات الأخرى من هذا القطاع التي غزت الطرقات في مختلف انحاء العالم. وهي تقدم مستويات جديدة من الاداء والمرونة لكونها تلائم السير على الطرقات العادية وخارجها، كما ان بامكانها ان تقطر حمولات ثقيلة خلفها تصل حتى 1134 كيلوغراما. والمهم في هذه المركبة الجديدة انه يمكن قيادتها كذلك بنمط رياضي بالتبديل اليدوي المتتالي.

لقد وضعت كاديلاك في هذه المركبة الجديدة جل خبرتها على صعيد التصميم الجريء الذي يتسم بالجمال البالغ. وهي تتوفر اما بدفع على العجلتين الخلفيتين فقط، أو بدفع على العجلات الاربع.

وكان الظهور الأولي لهذه المركبة في معرض اميركا الشمالية الدولي للسيارات في ديترويت بمطلع العام الجاري قبل ان يبدأ الانتاج الفعلي قبل اسابيع تمهيدا لطرحها في الاسواق في مستهل الخريف المقبل.

المهم في هذه المركبة ايضا، كما اختبرتها «الشرق الأوسط» هو اداؤها الرفيع، وربما يعود ذلك الى انها تملك اطول قاعدة عجلات بين منافساتها، مما يوفر ركوبا متفوقا وتوازنا انسيابيا عاليا. ثم ان توزيع الثقل والحمولة بنسبة %50 الى %50 بين المقدمة والمؤخرة، وانخفاض مركز الثقل، وتجانس سلسلة الدفع بين المحرك حتى العجلات، وادخال آخر ما توصلت اليه تقنيات التوازن، عناصر ساهمت جميعها في اكساب هذه المركبة مزايا لافتة، سواء تأملها صاحبها من الخارج، أو جلس خلف مقودها في الطرق العادية والمسالك الوعرة.

يتوفر لهذه المركبة محركان جديدان هما «نورث ستار في 8» الثماني الاسطوانات «سعة 4.6 ليتر بتوقيت متفاوت للصمامات (في في تي)، ومحرك آخر جديد اصغر سعة 3.6 ليتر، كذلك بتوقيت متفاوت للصمامات.

مما يستحق الاشارة ان محرك «نورث ستار» الجديد ذو الـ 32 صماما قد اعيدت هندسته تماما ليركب طوليا على المركبة مولدا 320 حصانا (239 كيلو واط) من القدرة لدى دورانه بسرعة 6400 دورة في الدقيقة. كما يولد 315 رطل ـ قدم (427 نيوتن متر) من عزم الدوران لدى دورانه بسرعة 4400 دورة في الدقيقة. ثم انه ادخل على هذا المحرك المتطور تقنيا العديد من التحسينات والابتكارات الفنية، بما في ذلك حقن الوقود الكترونيا عن طريق دواسة القدم، اضافة الى موقتات مرحلية على جذوع الكامات الاربع جميعها للتحكم بتوقيت الصمامات على المدى الكامل لتشغيل المحرك.

في ما يتعلق بالمحرك الصغير (3.6 ليتر) فهو يولد 260 حصانا (194 كيلو واط) من القوة لدى دورانه بسرعة 6500 دورة في الدقيقة و 252 رطل ـ قدم (342 نيوتن متر) من عزم الدوران لدى دورانه بسرعة 2800 دورة في الدقيقة وهو مثل شقيقه الكبير يتمتع بالعديد من التحسينات مثل دواسة الوقود التي تعمل الكترونيا والتوقيت المتفاوت للصمامات، لكن بكامة علوية مزدوجة تعمل بسلسلة ذات طورين. كما انه مصنوع بالكامل من كتلة من الالومنيوم، فضلا عن رؤوس الاسطوانات ومحور جذعي من الحديد الصبّ.

والمحركان مقرونان بناقل اوتوماتيكي للحركة خماسي السرعات، أو بالنظام اليدوي للتبديل المتتالي الخالي من القابض ـ الفاصل (الكلتش) الذي يوفر استمتاعا شبيها بقيادة السيارات الرياضية السريعة ومكبحا بتحكم الكتروني ايضا.

ويأتي اضافة الى كل ذلك ايضا نظام التعليق المغناطيسي، الذي سبقت الاشارة اليه ليعزز الوضع كله ويجعل المركبة قادرة على التعاطي مع جميع انواع الطرق تقريبا.

وبمقدور «إس آر إكس» استيعاب سبعة ركاب عند الضرورة عن طريق وضع صف ثالث من المقاعد الاختيارية القابل للطي مع الارضية بكبسة زر فقط ليتحول المكان الى فسحة اضافية لتخزين الامتعة.. إلا ان الصف الثاني ينعم في الواقع بأكبر فسحة للاقدام في هذه الفئة من المركبات بامتداد يبلغ 104 سنتيمترات.

المزية الأخرى هي انه يمكن انارة المركبة بكاملها بضوء النهار عن طريق اكبر سقف شمسي متوفر في هذه الفئة من المركبات.. اذ تبلغ مساحة الفتحة 1.7 متر مربع مغطية صفي المقاعد الأول والثاني التي يدخلها الهواء الطلق بوفرة وسخاء. واخيرا وليس آخرا فإن التجهيزات الداخلية تعكس غنى في الذوق، خاصة لدى مشاهدة مزيج الخشب والجلد واللمسات الأخرى التي تطال كل شيء، حتى عجلة القيادة، وذراع ناقل الحركة.

* كاديلاك «سي تي إس»

* السيدان البديعة كاديلاك «سي تي إس» لعام 2004 جديدة بكل شيء، مظهرا واداء وقدرة على الحفاظ على تقليد يرقى الى 100 سنة من التفوق الهندسي والابتكارات التقنية. كما انها ترجمة حديثة ناطقة للمقاييس الجمالية الرفيعة التي اشتهرت بها كاديلاك عبر كل هذه السنوات.

لقد صممت الـ «سي تي إس» بحواف جريئة قاسية المظهر وخطوط متقاطعة. كما انها السيارة الاميركية الأولى التي جربت بقساوة وعنف في حلبة نوربورغرينغ في المانيا.

وتأتي هذه المركبة الجميلة بمحركين، الأول سداسي الاسطوانات بشكل V مقرون بناقل أوتوماتيكي خماسي السرعات، سعته 3.6 ليتر بتوقيت متفاوت للصمامات، والثاني ايضا سداسي الاسطوانات بشكل V ولكن سعة 3.2 ليتر مقرون بناقل يدوي خماسي السرعات سيسوق في أوروبا ابتداء من الخريف المقبل.

يتميز النموذج المزود الاقوى باداء متفوق جدا، لدرجة انها تجاري في المنعطفات السيارات الرياضية. وفعلا وجدت «الشرق الأوسط» لدى تجربتها على الطرقات الجبلية الملتوية في أريزونا انها متوازنة وثابتة الى اقصى الحدود حتى في السرعات العالية. بل لاحظت انها الافضل بين سيارات الكاديلاك الجديدة والقديمة معاً على صعيد التشبث بالطريق.

إن محرك هذه المركبة هو أحد استراتيجيات جنرال موتورز للمستقبل، فهو صمم لكي يعمل على مختلف المركبات الأخرى.

أما عن مواصفات التقنية فإنه يولد 255 حصانا (190 كيلو واط) من القوة لدى دورانه بسرعة 2800 دورة في الدقيقة. ويتميز بمرونة فائقة واقتصادية كبيرة وذي منفوثات عادمية منخفضة، فضلا عن هدوئه وانخفاض ضجيجه وارتجاجاته. فقد استطاع مهندسو جنرال موتورز السيطرة تماما على الاهتزازات في هذا المحرك الثوري الجديد.

اضف الى ما تقدم ان من ميزات المحرك تواؤمه التام مع نقل الحركة الاوتوماتيكي الخماسي السرعات الذي يعمل الكترونيا. فهو على حد قول مسؤول قسم كاديلاك آخر صيحة في هذا المجال، اذ يتضمن زرا للمفاضلة بين «القيادة الرياضية» و«الشتائية» و«الاقتصادية». كما خرجت الشركة، كبرى صانعي السيارات في العالم، بانجاز الكتروني آخر هو القدرة على الكبح بالحركات الترسية مما يضفي على الناقل الاوتوماتيكي سمات التغيير اليدوي الرياضي ذاتها.

بالنسبة الى المحرك الاصغر (سعة 3.2 ليتر)، ويولد 220 حصانا من القوة لدى دورانه بسرعة 3400 دورة في الدقيقة، و 218 رطل ـ قدم 300 نيوتن متر من عزم الدوران بالسرعة ذاتها، فإنه يعتبر الاكثر عملية واقتصادية بين جميع محركات كاديلاك، فهو قادر على دفع السيارة من حالة السكون التام الى سرعة 100 كلم في الثانية خلال 7 ثوان فقط.

* الشكل الخارجي

* يتكامل الشكل الخارجي الانيق لـ «السي تي اس» بحوافه وخطوطه المستقيمة مع المصابيح المتقاطعة مع المصابيح الامامية والخلفية العمودية النسق ومعها حوفظ على تقاليد كاديلاك التي اعتمدت هذا المظهر لأول مرة عام 1965.

أما في الداخل فقد احتوت السيارة على جميع أنواع الترف الممزوج بالذوق الرفيع المفروض توقعه من هذه الفئة من السيارات رغم ان الخشب لم يستخدم بكثرة، اذ اكتفي به في أماكن محددة كالمقود وذراع تبديل السرعة ومقابض الابواب.

يبقى ان الفولاذ المتين جدا استخدم بكرم بالغ في صنع هيكل المركبة، مما اتاح استخدام صفائح رقيقة جدا منه خفيفة الوزن قادرة على امتصاص الصدمات بسهولة لدى حصول اي حادث، مما يعني زيادة في سلامة الركاب وأمنهم.