160 شركة عربية وعالمية تبحث في عمان تشكيل ائتلافات للدخول في إعادة إعمار العراق

TT

اتسم مؤتمر اعادة اعمار العراق الذي بدأ في العاصمة الاردنية عمان امس بمحاولة الشركات العربية البحث عن إقامة تحالفات مع الشركات الاميركية للحصول على حصة من مشروعات اعادة الاعمار، كونها باتت مقتنعة بأن المشاركة المباشرة صعبة بالنسبة لها، خاصة بعد ان ابعدت سلطات التحالف في العراق الشركات العربية عن عطاء الجوال بفرضها شرطا في العطاء يمنع مشاركة أية شركة تمتلك فيها الحكومات نسبة تزيد على 5 في المائة من أسهمها.

ويناقش حوالي 300 رجل اعمال يمثلون اكثر من 160 شركة عربية وعالمية على مدى يومين الفرص الاقتصادية المتاحة في العراق والتحديات التي تفرضها الظروف السائدة حاليا.

وبحث المجتمعون في المؤتمر الذي نظمته غرفة التجارة العراقية ـ الاميركية عدة مواضيع، اهمها الديمقراطية من خلال الاعمال وإعادة تأهيل قطاع النفط والغاز والمخاطر القائمة حاليا والتحالف بين الشركات العراقية وغير العراقية وقضايا الاقراض المالي وبرنامج اعادة اعمار البنية التحتية العراقية.

وتشارك في المؤتمر شركات من اميركا والعراق والامارات وتركيا والسعودية والكويت والهند وانجلترا وسنغافورة وماليزيا.

واكد رئيس غرفة التجارة العراقية ـ الاميركية كبة ان على الشركات العالمية اذا ما ارادت النجاح في اعمالها داخل العراق التعاون مع شركات عراقية محلية، خاصة ان الحالة التي يشهدها المواطن العراقي صعبة للغاية جراء عدم توفر فرص العمل وتدني مستوى الخدمات المقدمة له.

وأشار الى ان العراق يحتاج حاليا الى استتباب الامن واستقرار الوضع لجذب الاستثمارات العالمية، متوقعا ان يشهد الوضع الاقتصادي ازدهارا ملموسا اذا ما استقر الوضع الامني.

من جانبه، قال مدير المعهد العراقي للديمقراطية لـ«الشرق الأوسط» حسين سنجاري ان الانفتاح في السياسات سيؤدي حتما الى التنمية المستدامة وازدهار بيئة الاعمال في العراق، مشيرا الى ان العمل الديمقراطي والاقتصادي يسيران جنبا الى جنب ويستند كل منهما الى الاخر وفقدان احدهما بالضرورة يؤثر سلبا على كافة مناحي الحياة.

وقال السفير الاردني في واشنطن كريم قعوار ان الاولوية ستكون للشركات العراقية للمشاركة في نشاطات اعادة الاعمار داعيا الشركات الاردنية لاستثمارالعلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين للمشاركة في هذه النشاطات.

وبيّن قعوار ان الاردن يمثل بوابة رئيسية لدخول المستوردات العراقية حيث تشكل البضائع العراقية حوالي 75 في المائة من البضائع المارة من ميناء العقبة.

وعبر عدد من ممثلي الشركات عن املهم بالمشاركة في جهود الاعمار في العراق سواء من خلال المشاركة مع الشركات العراقية او الفوز بعقود بالباطن من الشركات الامريكية الكبرى المتعاقدة لاعادة الاعمار.

وتوقع مدير التطوير في شركة «كاد شركونترول» الاميركية التي تعمل بمجال صيانة آبار النفط والغاز عصام شرارة ان يكون للشركة دور في اعادة تأهيل ابار النفط والغاز سواء من خلال الشركات الاميركية او بالتعاقد المباشر كونها من الشركات المؤهلة بهذا المجال على مستوى الولايات المتحدة.

وقال مدير شركة البير العراقية للمقاولات احمد البير ان الدور الاول في اعادة الاعمار يجب ان يكون للشركات العراقية التي تمتلك الخبرة في السوق العراقي وكذلك رأس المال.

واضاف ان من يتولى توزيع الاعمال على الشركات الباحثة عن اعمال في السوق العراقي هي قوات التحالف «وهذا يعتمد على سياستها» التي نتمنى أن تكون منصفة للشركات العراقية.

واكد ان شركات الانشاءات العراقية لديها القدرة على تنفيذ الاعمال الانشائية الكبيرة مثل اقامة الجسور وانشاء المباني بكفاءة وبأيد عاملة عراقية.

وقال نائب رئيس مجموعة الجريسي السعودية لشؤون الاستثمار خلف السعدان إن: الهدف من المشاركة في المؤتمر لبحث الفرص المتاحة للاستثمار في مجال اعادة الاعمار في العراق .

واضاف ان الشركة مهتمة بالاستثمار في مجال البنوك الاسلامية والفنادق الاسلامية المخصصة للسياحة الدينية ووضع موطئ قدم لها في العراق مؤكدا «ان حالة المخاطرة بالاستثمار في العراق هي مؤقتة وستزول في اقرب وقت».

واشار ممثل شركة كومبيوتر لاند البولندية «مايك كومسكي» الى ان المؤتمرعلى درجة عالية من الاهمية للعمل على تلبية متطلبات السوق العراقي مع التأكيد ضرورة اقامة تعاون مع الشركات الاردنية المتخصصة في مجال خدمات الكمبيوتر لسهولة دخولها الى السوق العراقي.