جهود عراقية أميركية لإعمار القطاع النفطي ورفع الإنتاج إلى 3 ملايين برميل يوميا منتصف 2004

TT

تستعد وزارة النفط في العراق للبدء بحملة اعمار القطاع النفطي للاشهر الستة المقبلة، للوصول الى ثلاثة ملايين برميل يوميا منتصف عام 2004. وقال احمد اسماعيل الخبير في وزارة النفط في تصريح للصحافيين، أمس اننا بانتظار الموافقة على الموازنة المالية في غضون الايام القليلة المقبلة للبدء في الحملة التي ساهم فيها الكونغرس الاميركي بمنحة مالية، والتعاقد مع شركتين أميركيتين عن طريق وزارة الدفاع الاميركية لاعادة وضع القطاع النفطي الى ما قبل الحرب، مشيرا الى ان من اسباب تأخر الموافقة على الموازنة لاكثر من شهر بطء عمل وزارة التخطيط والمالية، وضعف التنسيق مع الائتلاف ولكون التخصيص للموازنة بالدولار، والتسديد للشركات العراقية المنفذة بالعملة العراقية.

واضاف ان الهدف من الحملة بالدرجة الاولى قطاع الانتاج، أي زيادة انتاج النفط الخام ليستطيع العراق الوصول الى ثلاثة ملايين برميل في اليوم منتصف عام 2004، والهدف الثاني خطوط الانابيب ومضخاتها التي تنقل النفط الخام الى منافذ التصدير.

والمصافي التي بدورها تندرج كهدف ثالث للحملة ليحصل العراق على احتياجاته المحلية من المشتقات النفطية (البنزين والغاز والنفط الابيض والغاز السائل والجاف والدهون).. مؤكدا ان دور الشركات الاميركية سيكون تجهيز المواد الضرورية للعمل، لانها تستطيع بعلاقاتها الدولية الحصول عليها بسرعة ومن مصادر متخصصة بصناعة المعدات النفطية، في حين ان الشركات العراقية ستتولى عملية تنفيذ المشاريع.

واوضح الخبير النفطي ان حملة الاعمار ستباشر في المشاريع التي كان العمل قد بدأ فيها قبل العمليات العسكرية كبناء الخزانات النفطية الضخمة التي انجزت نصف الاعمال فيها، واستكمال ربط الخط الاستراتيجي للنفط بخطوط انابيب الى محطة كهرباء اليوسفية لتوفير الوقود للمحطة، اضافة الى مشاريع نفط في الشمال والجنوب تعرضت معداتها للنهب والسرقة، مشيرا الى ان العمل يجري حاليا باسلوب غير اعتيادي، كاستخدام المضخات اليدوية بدلا من المضخات الالية.

وقال ان عملية استيراد البنزين والغاز السائل (غاز الطبخ) مستمرة لان انتاج النفط الخام غير مستقر، ما يؤدي الى قلة انتاج الغاز السائل المصاحب للنفط الخام، اضافة الى اعتماد عمل المصافي على توفير الطاقة الكهربائية، فتوقف المصفى لساعة واحدة قد يؤدي الى نقص في الطاقة الكهربائية، وهذا بدوره يعطل المصفى لايام عدة ليعود بعدها الى العمل.

من جانب آخر شكك رئيس شركة نفط الشمال في العراق امس في الجدول الزمني لاعادة تشغيل خط انابيب كركوك لتصدير النفط من شمال العراق، وقال ان اعمال الاصلاح مازالت جارية. وقال عادل القزاز ان استئناف التشغيل يعتمد على تعليمات وزارة النفط ببغداد، ولكنه يرى ان الخط ليس صالحا لاستئناف العمل.

وسئل عن رد فعله في حالة اصدار ثامر غضبان المسؤول عن ادارة وزارة النفط تعليمات باستئناف الانتاج في اليوم التالي، فأجاب «ساتجادل معه»، وتابع «ساتجادل معه اذا قال اسبوعا، وساتجادل معه اذا قال شهرا».

وفي الاسبوع الماضي قال مسؤولون في بغداد ان الخط البالغ طوله 965 كيلومترا والممتد لميناء جيهان التركي جاهز للعمل، وان من المقرر استئناف الصادرات في الايام الاولى من أغسطس (آب) بنحو 250 الف برميل يوميا اي اقل من ثلث طاقته قبل الحرب. الا أن القزاز قال ان ليس لديه أي فكرة عن موعد تشغيل الخط المغلق منذ الاحتلال الاميركي للعراق.

وقال «ليس بأيدينا اتخاذ قرار استئناف الضخ، القرار في يد الوزارة». وتابع: لا يمكنني القول انه جرى اصلاحه بنسبة مائة في المائة ولكننا نعمل على اصلاحه. ولم يوضح ما اذا كانت الصادرات الجزئية ستستأنف في ظل الوضع الحالي لاصلاح الخط. وتابع هناك تآكل ويحدث بعض التسرب. اذا القى اي شخص سيجارة او أعد كوبا من الشاي يمكن ان يشعل حريقا. وقال القزاز ان شركة نفط الشمال سترفع الانتاج في حقول كركوك الى ما بين 600 و650 الف برميل يوميا خلال اسبوعين اذا كانت هناك حاجة للتصدير.

وقال ان الحقول تضخ حاليا 500 الف برميل يوميا وتذهب نصف الكمية لمصفاة بيجي والباقي يعاد ضخه في الحقول للحفاظ على الضغط وتوفير غاز بترول مسال للاستهلاك المحلي.