فوكيت (تايلاند) ـ رويترز: وجه جون سنو وزير الخزانة الاميركي رسالة الى آسيا حرص ان تصل اصداؤها الى بلاده امس عن ضرورة ان ترفع حكومات آسيا اياديها عن العملات وتترك آليات السوق تحدد قيمتها منهيا الاسبوع الذي قضاه في المنطقة بنفس الطريقة التي بدأ بها.
وتعكس رسالة سنو الشديدة اللهجة التهديد السياسي الذي يواجهه الرئيس جورج بوش في التحضير للانتخابات المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2004 من خسارة الاف من فرص العمل التي ترجعها واشنطن الى ما تعتبره اسعارا رخيصة بشكل غير عادل للعملات الآسيوية.
واشار سنو الى بيان صدر في ختام مؤتمر استمر يومين ضم 21 وزيرا للمالية من دول آسيا والمحيط الهادي باعتباره دليلا على احراز تقدم في حملته لاقناع آسيا بترك عملاتها ترتفع.
وقال سنو في تصريحات معدة سلفا للمؤتمر الصحافي في ختام مؤتمر منتدى التعاون الاقتصادي لدول اسيا والمحيط الهادي « اتفاقنا على ان اسعار الصرف المرنة ضرورية لتشجيع التسويات الخارجية بشكل منظم ومتوازن يعد أمرا مهما».
وأضاف سنو « هذا المبدأ يعد خطوة أولى مهمة باتجاه القبول الكوني للعملات الحرة المعتمدة على آلية السوق».
لكن دبلوماسيين قالوا ان بيان ابك جاء بمثابة هزيمة اكثر منه نصر للولايات المتحدة. فالصين التي استهدفها سنو بشكل اساسي تمسكت باشارة في البيان الختامي الى انتهاج سياسات صرف « ملائمة» باعتبارها اذن لها لمواصلة اتباع سياسة سعر الصرف شبه الثابت.
وقال جيوي لو نائب وزير المالية الصيني في المؤتمر الصحافي «اعتقد ان هذا تقييم سليم».
واكد زعماء الصين في محادثات في بكين في وقت سابق هذا الاسبوع التزامهم القوي بتخفيف قبضتهم على اسعار الصرف عندما يحين الوقت المناسب لذلك لكن ليس الان.
ومع اقتراب الانتخابات لا يبدو ما حدث ايجابيا بشكل كاف بالنسبة لبوش.
وفي حديث مع شبكة «سي.ان.بي.سي» قال بوش ان سنو استخدم اجتماعات بكين «في توجيه رسالة قوية من الادارة مفادها اننا نتوقع من شركائنا التجاريين ان يعاملوا شعبنا بشكل عادل، ونحن لا نعتقد اننا نعامل بشكل عادل عندما تتحكم الحكومات في اسعار العملة».
وكان جون سنو وزير الخزانة الاميركي قال امس انه أبلغ وزراء مالية آسيا ان الاقتصاد الاميركي ينتعش بسرعة وان بقية العالم تحتاج لبذل المزيد من الجهد.
وأبلغ سنو مؤتمرا صحافيا على هامش منتدى التعاون الاقتصادي في دول آسيا والمحيط الهادي (ابك) «ذكرت ان الاقتصاد الاميركي يعود الى مستويات النمو المرتفعة لكن الاقتصاد العالمي يتطلب من اوروبا وآسيا ـ وبخاصة اليابان ـ تحقيق مستويات نمو مرتفعة كذلك».
وتابع سنو ان الولايات المتحدة حددت عشرة اشخاص آخرين باعتبارهم اعضاء في منظمات يشتبه ان تكون ارهابية وجمدت ارصدتهم في الولايات المتحدة. وقال ان المشتبه فيهم اعضاء في الجماعة الاسلامية وهي جماعة متشددة تعمل في جنوب شرقي آسيا.
وأضاف «أحث زملائي على اتخاذ اجراءات أكثر جرأة ضد هذه المنظمة الارهابية وأتطلع للعمل مع حلفائنا في المنطقة على تجفيف مصادر تمويل الجماعة الاسلامية ودعمها والقضاء على التهديد الذي تشكله على شعوب جنوب شرقي آسيا».