مسؤول اقتصادي ياباني يبحث في الرياض مشاركة القطاع الخاص السعودي لنظيره الياباني في مشاريع إعادة إعمار العراق

هيراتسوكا لـ«الشرق الاوسط» : مؤتمر مدريد للدول المانحة سيوضح سبل الحصول على فرص الاستثمارات في السوق العراقية

TT

يكشف مسؤول اقتصادي ياباني عاد للتو من العراق عن رغبة القطاع الخاص في بلاده في الدخول في مشاريع اقتصادية في العراق جنبا الى جنب مع قطاع الاعمال السعودي. وقال نوبوياكي هيراتسوكا، نائب مدير مكتب الشؤون الاقتصادية الدولية في وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية، الذي وصل الى الرياض هذا الاسبوع قادما من البصرة، انه بحث مع عدد من رجال الاعمال السعوديين الذين لديهم اهتمامات باقامة مشاريع في العراق نوعية الاعمال التجارية التي يمكن ان يقوم بها الطرفان في العراق سواء في مجال الكهرباء اوغيرها من المجالات. واضاف في تصريح لـ«الشرق الاوسط» ان «الوضع الحالي في العراق لا يسمح لنا بالدخول في مشاريع لوحدنا فالناس مترددون او حساسون، ولذلك فاننا نحتاج الى بعض المساعدة من الدول المجاورة».

واشار الى ان رجال الاعمال اليابانيين لا يستطيعون الدخول في مشاريع في العراق لوحدهم، مضيفا انهم بحاجة الى شركاء يعرفون المنطقة بشكل جيد. واضاف: «لقد وجدت حماسا من رجال الاعمال السعوديين وهم خير من يعرف هذه المنطقة من خلال صلاتهم القوية بنظرائهم في العراق». وامضى هيراتسوكا اكثر من اسبوعين في مدينة البصرة برفقة فريق من الخبراء الاقتصاديين اليابانيين لتقييم الاوضاع الاقتصادية، والانسانية هناك، مشيرا الى حدوث العديد من المظاهرات احتجاجا على نقص الكهرباء والماء. وقال: «تقديم المال فقط لن يقدم شيئا حيث نرى في الوقت نفسه تسربا لمصادرنا، لذلك ارسلت طوكيو هذا الفريق لتفقد الاوضاع وتقييم الاحتياجات وعندها يمكننا ان نقوم بالاعمال الادارية بكل عناية لمشاريعنا هناك». واشار الى اعتزام طوكيو اقامة برنامج لاعادة تأهيل محطات الكهرباء التي تقع في شمال البصرة ولا تكتفي بتزويد البصرة فقط بالكهرباء ولكنها تزود ايضا العاصمة بغداد. وفيما يتعلق بالمشاريع الصحية، اشار الى وجود مشروع مشترك بين طوكيو والقاهرة تقوم مصر بموجبه بتوفير الاطباء والممرضين فيما توفر اليابان الادوية والمعدات الطبية الضرورية، مضيفا ان طوكيو خصصت في الوقت الراهن 72 مليون دولار لمشاريع اعادة تأهيل الاقتصاد. من جانب اخر، اشار هيراتسوكا الى صعوبة التكهن بنتائج اجتماع الدول المانحة للعراق والمقرر عقده في العاصمة الاسبانية مدريد يومي 23 و24 اكتوبر (تشرين الاول) المقبل. واضاف «اعتقد ان الصورة ستكون اكثر وضوحا للمجتمع الدولي بعد نهاية الاجتماع حول سبل الحصول على حجم استثمارات اكبر في العراق لاعادة تأهيل الاقتصاد هناك، لكن يجب ان يكون لدينا العزم القوي للتنسيق بشكل سريع وان تكون لدينا اجابات واقعية بالنسبة لبعض الصعوبات». وتابع: «اعتقد ان على الدول المانحة ان تتفق على اهمية توفير الامن للعاملين الاجانب لاننا نعمل هناك من اجل العراقيين ومن الضروري توفير الامن لنا». وقال هيراتسوكا: «نحن نتفهم تاريخ الحرب في العراق والوضع الحالي وحكومة اليابان ستواصل تقديم مساهماتها في العراق ونريد الاستمرار لان العراقيين يعانون من نقص المواد الغذائية والامن ولا نستطيع تجاهل الوضع».