مصر: «أزمة الريال السعودي» تتجدد موسمياً وارتفاع الدولار ضاعف حدتها

TT

وصف مصرفيون مصريون «أزمة الريال السعودي» الحالية بأنها غير مسبوقة وتوقعوا ان تزداد حدتها خلال الأسابيع القليلة المقبلة مع الاقتراب من ذروة موسم العمرة وفتح باب طلبات الحج السياحي، ورغم تراجع أعداد المعتمرين بنحو 50 في المائة مقارنة بالموسم الماضي إلا ان الطلب على الريال السعودي يفوق المعروض منه بنحو 40 في المائة، الأمر الذي أدى لارتفاع سعر العملة السعودية الى نحو 190 قرشا بزيادة 35 بالمائة مقارنة بالعام الماضي في سوق الصرف غير الرسمية، رغم ثبات قيمتها في البنوك ما بين 162 قرشا للشراء و165 قرشا للبيع. وذكر مصرفيون وأصحاب شركات صرافة ان معدلات الطلب على العملة السعودية رغم انتعاشها خلال الفترة الماضية تكاد تكون مساوية للأعوام الماضية، غير ان قلة المعروض في البنوك وشركات الصرافة وكذلك تفضيل السياح السعوديين للتعامل بالدولار وليس بالريال واتجاه آخرين لاجراء عملية استبدال العملة في المملكة علاوة على عجز البنوك عن تدبير احتياجات المعتمرين والحجاج نتيجة تقلص مواردها من الريال كل ذلك ضاعف الاحساس بوجود أزمة في الريال.

كما أشار المصرفيون الى ان الصعود المتواصل لسعر الدولار وتجاوزه حاجز الـ675 قرشا في السوق غير الرسمية ساهم في زيادة سعر الريال الذي يتميز بثبات سعره أمام الدولار. وتابع المصرفيون ان أزمة الريال باتت مشكلة متكررة سنويا في مثل هذا التوقيت وأصبحت الزيادة التي يحققها الريال السعودي أمام الجنيه المصري أمرا معتادا، وأكدوا انه بالرغم من ان مشكلة الريال السعودي مؤقتة ومرتبطة بموسمي العمرة والحج إلا انها اصبحت مؤثرة في سوق الصرف المصرية. كما ان زيادة الريال تؤدي بدورها الى ارتفاع رسوم العمرة والحج بما يتراوح بين 30 و35 في المائة سنويا. وذكر رئيس شعبة شركات الصرافة محمد حسن الأبيض ان متوسط تداول الريال في شركات الصرافة رغم انتعاشه الاسابيع الماضية لا يتجاوز 150 ألف ريال مقارنة بنحو ملياري ريال في السنوات القليلة الماضية، وعلل ذلك الانخفاض بتراجع موارد شركات الصرافة من الريال السعودي نتيجة احجام الافراد عن التعامل معها سعيا وراء الاسعار الأعلى في السوق غير الرسمية، فضلا عن الانخفاض النسبي في حجم انفاق السياحة الوافدة لمصر وكذلك انخفاض تحويلات المصريين العاملين في الخارج بالريال السعودي، وأيضا لجوء معظم السياح السعوديين الى اجراء عمليات استبدال الجنيه بالريال في السعودية، حيث يباع الريال بسعر أفضل من المعروض في شركات الصرافة المصرية.

وأشار سكرتير شعبة شركات الصرافة علي الحريري الى ان الاقبال على الريال في مثل هذا التوقيت سنويا أمر معتاد وليس جديدا، غير ان انحسار المعروض من الريال مقابل الزيادة في الطلب عليه أعطت هذا الانطباع وكانت بمثابة جرس انذار مبكر قبل اشتداد الطلب الحقيقي على الريال في موسمي عمرة رمضان والحج.

وأرجع الحريري زيادة الطلب على الريال بتحرك اعداد المعتمرين المصريين نحو الصعود الايام القليلة الماضية والانفاق الزائد عن الحد في هذا الصدد، الأمر الذي يستنزف كل المعروض من الريال ويضغط الطلب على عملات أخرى في مقدمتها الدولار، ورفض الحريري اتهام شركات الصرافة بالمضاربة على الريال، موضحا ان الريال شأنه شأن العملات الأخرى المرتبطة بالدولار الاميركي وبالتالي تأثر بالصعود الذي طرأ على الدولار. ومن جهته علل شروط الحصول على الريال من البنوك بمحاولة ضبط تداول هذه العملة، خاصة في ظل عمليات المضاربة التي جرت عليها في الموسم الماضي، حيث كان يتم الشراء من البنوك واعادة البيع مرة أخرى في شركات الصرافة أو السوق غير الرسمية.