انتعاش الين مرشح للتباطئ في الأشهر الستة المقبلة بسبب تدخل اليابان

الحكومة اليابانية باعت ما قيمته 40 مليار دولار من عملتها خلال شهر لدعم صادراتها

TT

توقع استطلاع ان يتباطأ انتعاش الين الياباني مقابل الدولار، والذي وصلت نسبته الى 7.4 في المائة خلال العام الحالي، في الاشهر الستة المقبلة مع تدخل السلطات اليابانية بائعة عملتها لاستئصال الاثار السلبية لارتفاع قيمتها على الصادرات اليابانية التي تقود انتعاش الاقتصاد حاليا.

ولفت تقرير لبلومبرغ الى توقعات بان يتداول الين عند مستوى 110.76 ين مقابل الدولار في نهاية العام الحالي وبسعر 109.75 ين في مارس (اذار) المقبل. وهذه التوقعات هي نتيجة استطلاع للرأي اجرته بلومبرغ ضم 53 من المحللين والمستثمرين والمتعاملين في كل من طوكيو ولندن ونيويورك. فبعد ثلاث حالات تراجع اقتصادي خلال 12 عاما، نما الاقتصاد الياباني، الثاني من حيث الحجم عالميا، في الربع الثاني من العام الحالي باسرع وتيرة منذ عامين ونصف. وقد قال ساداكازو تانيجاكي وزير المالية الاربعاء الماضي انه يقود حربا على المتعاملين لحماية الصادرات التي تمثل خمس اجمالي الناتج المحلي. وعلق دانيال كاتزيفا، محلل العملات الاجنبية في «يو.بي.اس ايه.جي» في كينيكيتكت بالقول «ان اي تحرك حاد في سعر الين سيشكل خطرا للانتعاش الهش في اليابان»، مشيرا الى ان لدى بنك اليابان المركزي القدرة والدافع لمنع ذلك. ويتوقع «يو.بي.اس»، اكبر مصرف يتداول العملة، ان يكون الين عند سعر 110 ينات للدولار في نهاية ديسمبر (كانون الاول) المقبل، حسبما نقلت بلومبرغ عن مجلة «يوروماني».

وكانت الاسهم اليابانية قد ارتفعت اول من امس وحقق مؤشر نيكاي اكبر مكاسبه في اسبوع مع توقف الين عند سعر 110 ينات للدولار نتيجة بيع الحكومة للعملة اليابانية. وقد تدخل بنك اليابان بائعا للين في ثلاثة ايام خلال الاسبوع الماضي على الاقل، وقد اكدت وزارة المالية واحدة من عمليات التدخل في حين اكد متعاملون مع البنك المركزي حصول التدخل مرتين. يذكر ان ارتفاع الين بنسبة 2 في المائة من اصل الانتعاش السنوي بنسبة 7.1 في المائة تم تحقيقها بعد اجتماع وزراء مالية مجموعة السبع في 20 سبتمبر (ايلول) الماضي الذي دعا الى تحرير سوق الصرف، الامر الذي فسره بعض المستثمرين بأنه اشارة لتخفيف اليابان من عمليات بيعها للين.

لكن وزير المالية تانيجاكي وحاكم البنك المركزي الياباني توشيهيكو فوكيي لا يتفقان مع تقييم المستثمرين المذكور. فقد قال تانيجاكي لبلومبرغ خلال الاسبوع الماضي «انها معركة مع السوق»، في حين اعتبر فوكيي التحركات «غير المنظمة» في سعر العملة مؤذية لانتعاش الاقتصاد الياباني. وتساءل يو باربارت محلل الاستراتيجية في «بنك اوف اميركا كورب» في هونغ كونغ في تقرير «هل ستنجح وزارة المالية والبنك المركزي في كبح الين عند مستوى 110 ينات؟» ليجيب بان سياسة تانيجاكي ستنجح الا في حال جاءت توقعات العمالة الاميركية مخيبة مغرقة الثقة العالمية بالدولار.

وتوقع استطلاع بلومبرغ ان يكون الدولار عند مستوى 1.15 يورو في نهاية ديسمبر ونهاية مارس المقبلين. وكانت آراء مؤسسات «بير ستيرنز» و«يو.بي.اس» و«نومورا هولدنغز» الاكثر تشاؤما بالنسبة لموقف الدولار مقابل اليورو متوقعين تراجعه الى 1.25 مقابل اليورو في نهاية مارس. وقد اقفل الدولار اول من امس على مستوى 1.1580 مقابل اليورو. وتوقع الاستطلاع ايضا تداول الدولار عند مستوى 1.65 مقابل الجنيه الاسترليني مع نهاية العام الحالي، على ان يتراجع الى 1.66 في نهاية مارس، فيما توقع تداوله بسعر 1.37 مقابل الفرنك السويسري مع نهاية الربع الاول. وقد باعت اليابان الين بكميات قياسية في سبتمبر حسبما اشارت الارقام الصادرة عن الحكومة الثلاثاء الماضي. فقد باع البنك المركزي 4.46 تريليون ين (40.4 مليار دولار) في الفترة بين 28 اغسطس (اب) و26 سبتمبر، في حين بلغ مجموع التدخل هذا العام مستوى قياسيا عند 13.5 تريليون ين، وذلك لكبح انتعاش العملة اليابانية.

وعلق ايان غانار، مسؤول ابحاث سوق العملة في «ميلون فايننشال كورب» في لندن بالقول «هذه الارقام توضح انهم مستعدين للمحاربة بأي طريقة لابقاء الدولار فوق مستوى 110 ينات»، مضيفاً ان «اليابان شهدت حالات كثيرة توقف فيها الانتعاش الاقتصادي وهم لا يريدون تكرار الامر نفسه الان».