«جنرال إلكتريك» تستثمر في قطاعي الطب والإعلام بعد تراجع أدائها

TT

واشنطن ـ أ.ف.ب: استثمرت شركة جنرال الكتريك، اكبر تجمع صناعي في العالم، هذا الاسبوع مليارات الدولارات في قطاعي الطب والاعلام سعيا لتحقيق مزيد من النمو، الا انها اعترفت اول امس بان ارباحها لن تصل الى المستوى المتوقع لهذا العام.

واعلنت جنرال الكتريك اول من امس، عن تراجع ارباحها خلال الفصل الثالث من العام 2003 بنسبة 11% الى 3.65 مليار دولار، متوقعة في الوقت نفسه الا ترتفع ارباحها خلال الفصل الاخير الى المبلغ الذي اعلنت عنه في الربيع.

واشار رئيس مجلس ادارة الشركة جيفري ايملت الى ان الظروف الحالية حساسة، لكنه اكد بعزم «سنواصل تنمية الموارد التي ستمكننا من توليد النمو في عالم يعاني من نمو ضعيف».

وللتعويض عن المصاعب التي تواجهها الشركة في بعض قطاعات نشاطها نتيجة الظروف الحالية مثل انتاج التوربينات ومحركات الطائرات والمنتوجات البلاستيكية، اختارت جنرال الكتريك التي تتولى تأمين خدمات مالية اضافة الى كونها شركة صناعية عملاقة، ان تركز على تطوير قطاعات تنطوي على احتمالات نمو قوية.

ووقعت المجموعة في هذا الاطار هذا الاسبوع اتفاقا مع شركة «فيفندي يونيفرسال» الفرنسية يؤمن لها قاعدة اقوى في المجال السمعي البصري في الولايات المتحدة، حيث تملك تلفزيون «ان بي سي»، الشبكة التلفزيونية الاولى والاكثر مردودا في الولايات المتحدة.

ويمكن الاتفاق شبكة «ان بي سي» من وضع يدها على عدد من الشبكات الناجحة داخل الولايات المتحدة، كما يمنحها سيطرة قوية على استديوهات يونيفرسال لانتاج الافلام. وجاءت المفاجأة اول من امس على الصعيد الطبي، اذ اعلنت جنرال الكتريك شراء مجموعة «امرشام» البريطانية للتصوير الطبي في صفقة بقيمة حوالي 9.5 مليار دولار.

ولم تتردد المجموعة الصناعية في تقديم علاوة بقيمة 45% الى اصحاب الاسهم في «امرشام» لضمان نجاح الصفقة.

وكانت جنرال الكتريك اتمت الاربعاء اتفاقا بقيمة ملياري دولار لشراء شركة «انسترومنتاريوم» الفنلندية للادوات الطبية.

واعلن ايملت «ان انشاء «ان بي سي ـ يونيفرسال» وتوسيع نشاطاتنا الى قطاع الصحة اعطيا شركتنا دفعا كبيرا للمستقبل».

واشار الى ان هذا القطاع الطبي لطالما اتسم بنمو قوي، مؤكدا ان «التطور الديموغرافي يأتي لصالحه»، منوها الى ارتفاع نسبة المسنين بين السكان في الدول الصناعية، ما ينذر من حاجة متزايدة الى خدمات طبية.

وسجل هذا القطاع نموا بمعدل 11% في ارباحه التي وصلت الى 1.129 مليار دولار خلال الاشهر التسعة الاولى من العام 2003 مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2002.

كما ان الاستثمار في التجهيزات الطبية يشكل خيارا شخصيا لجيف ايملت، الذي كان مديرا لهذا القطاع قبل ان يحل محل جاك ويلش على رأس جنرال الكتريك قبل عامين.

وفي المجال الاعلامي، اعتبر ايملت ان الاتفاق مع فيفندي يونيفرسال «سيعزز بالتاكيد شبكة «ان بي سي» على الصعيد الاستراتيجي». والشبكة لا تزال تستقطب اكبر عدد من المشاهدين الذين تتراوح اعمارهم ما بين 18 و49 عاما، مع ما يرافق هذه الشهرة من اعلانات.

وسجلت «ان بي سي» ارتفاعا في ارباحها خلال النصف الاول من العام 2003 بنسبة 23% الى 1.46 مليار دولار، غير ان الشبكة لديها استحقاقات وتحديات، ولا سيما مع توقف اثنين من اشهر مسلسلاتها هما «فريندز» (اصدقاء) الذي يختتم حلقاته في ربيع 2004 و«اي ار» (غرفة الطوارئ) الذي تراجع اهتمام الجمهور به.

وابدى المستثمرون رغبتهم في العودة الى النمو القوي الذي عهدوه في زمن جاك ويلش.