مصر: تواصل تراجع دولار السوق غير الرسمية وسط مراهنات على صعود اليورو

TT

رصد مصرفيون مصريون زيادة تراوحت بين 4% و5% من الطلب على اليورو والجنيه الاسترليني وكذلك ارتفاع ملحوظ في معدلات الادخار باليورو على مدار الاسبوع الماضي، وأوضحوا ان حصيلة الأوعية الادخارية باليورو مرشحة للزيارة خلال الايام القليلة المقبلة على خلفية التوقعات التي ترجح استمرار تصاعد اليورو أمام الدولار الاميركي الذي يواصل التراجع في السوق غير الرسمية.

من جهة أخرى شهدت سوق الصرف غير الرسمية تحولا نوعيا في مجال المضاربة على العملات الاجنبية حيث نشطت المضاربة على اليورو والجنيه الاسترليني بعد أن قفز سعر الأول في البنوك الى نحو 7.26 جنيه للشراء و7.38 جنيه للبيع وبلغ سعر الثاني حوالي 10.27 جنيه للشراء و10.48جنيه للبيع.

ويراهن المضاربون الذين يكتنزون العملة الاوروبية على احتمالات استمرار صعود اليورو أمام الدولار وزيادة الطلب عليه الأمر الذي ينتج عنه فجوة يستطيعون من خلالها تحقيق مكاسب. وبدأ بعض المدخرين في التحول من الدولار الى اليورو سعيا وراء الحصول على فائدة أعلى وأملا في زيادة قيمة اليورو التي زادت بحوالي 3 جنيهات في أقل من ثلاثة أشهر.

وأبدى بعض المصرفيين مخاوف من تعرض احتياطيات مصر من النقد الاجنبي للتراجع دفتريا في ظل صعود اليورو والاسترليني أمام الدولار والتوقعات المرجحة لاستمرار هذا الصعود واهتزاز مكانة الدولار الاميركي كمخزن للقيمة. وأكد محافظ البنك المركزي السابق اسماعيل حسن أن الدولار يشكل نحو 85% من الاحتياطيات المصرية من النقد الاجنبي البالغة حاليا نحو 14.3 مليار دولار، وبالتالي فإن استمرار تراجع قيمة العملة الاميركية أمام اليورو والجنيه الاسترليني يعني الحاق خسائر في قيمة هذه الاحتياطيات في حالة توريقها أو محاولة تحويلها لعملات أخرى. وتوقع مصرفيون حدوث انخفاض بنسب تتراوح بين 8% و10% في الارصدة والودائع الدولارية، خاصة خلال الاسابيع المقبلة في حالة استمرار تراجع الدولار في السوق غير الرسمية والاقبال المتزايد محليا على حيازة اليورو.

ورجح مدير عام بنك التمويل المصري ـ السعودي صلاح عطية ان يتحول جزء من الارصدة والودائع الدولارية الى العملة الاوروبية والجنيه الاسترليني وربما الفرنك السويسري وذلك نتيجة حرص بعض العملاء المتنامي حاليا على أوعية اليورو الادخارية التي تسابقت البنوك المصرية منذ يوليو (تموز) العام الماضي في الاعلان عنها وتنافست في طرحها بفائدة عالية. ونبه رئيس مجلس ادارة بنك «الدلتا» الدولي علي نجم الى أن البنوك مطالبة باعادة النطر في مراكزها المالية بالعملات الاجنبية وان تأخذ التدابير الاحتياطية التي تجنبها تحقيق خسائر محتملة من تصاعد عمليات المضاربة المتوقعة على أسعار اليورو والجنيه الاسترليني وأيضا الدولار ومن ثم الدينار الكويتي والريال السعودي أمام الجنيه، موضحا انه من غير المنتظر هبوط اليورو مجددا أمام الدولار خلال الأشهر القليلة المقبلة خاصة في ضوء تحسن مؤشرات الاداء الاقتصادي في منطقة اليورو. فيما قلل مدير غرفة المعاملات الدولية في بنك «الشرق» بالقاهرة ايهاب الليثي من احتمالات حدوث مضاربة على اليورو على الرغم من توقعات زيادة الطلب عليه بعد اتفاق القاهرة والمفوضية الاوروبية على تفعيل الجانب التجاري من اتفاقية المشاركة المصرية ـ الاوروبية. كما استبعد ارتفاع الدولار بنفس معدلات مطلع العام الحالي نتيجة الاستقرار الواضح في سوق الصرف ونجاح الآلية الجديدة في تحجيم تعاملات السوق غير الرسمية متوقعا ان يواصل دولار السوق غير الرسمية، تراجعه ويقترب أكثر من سعره في البنوك الذي يتراوح حاليا بين 616 و618 قرش.