بوش يبدأ جولة لحصاد الأموال بعد التصويت على قرار العراق

الرئيس الأميركي يمارس ضغوطا شخصية على زعماء العالم لزيادة مساهمات دولهم في إعمار العراق

TT

قالت الولايات المتحدة امس انها متفائلة بان الدول المانحة التي ستجتمع في مدريد الاسبوع القادم ستكون اكثر سخاء عقب الموافقة بالاجماع على قرار مجلس الامن الدولي بشأن العراق بعد الحرب.

ووصل الرئيس الاميركي امس الى اليابان في بداية جولة آسيوية، وقال مسؤول كبير في الادارة الاميركية سافر مع الرئيس الاميركي الى آسيا لاجراء محاثات مع زعماء الدول هناك ان بوش يضغط شخصيا على زعماء العالم ليقدموا مساهمات توجه الى اعادة اعمار العراق.

وقال المسؤول من على متن الطائرة الرئاسية انه اجرى عددا من المكالمات الهاتفية ومن الواضح ان هذه الاجتماعات في آسيا ستسمح له بان يدعم قضيته.

وتشمل جولة بوش الفلبين وتايلاند وسنغافورة واندونيسيا واستراليا.

وفي تطور من المؤكد انه أسعد الرئيس بوش وافق مجلس الامن بالاجماع اول من امس الخميس على قرار يهدف الى اجتذاب قوات واموال الى العراق.

وبينما يتعرض بوش لضغوط في الداخل بشأن التكاليف المتزايدة للعمليات في العراق في الارواح والنفقات فان القرار يطلب من الدول المساعدة في اعمار العراق. ويقضي القرار بتشكيل قوة متعددة الجنسيات بقيادة اميركية لاعطاء غطاء سياسي للدول المترددة في ارسال جنود للانضمام الى قوات احتلال.

وقال المسؤول الاميركي ان بوش يمارس ضغوطا بنفسه على زعماء العالم للمساهمة في اعادة اعمار العراق.

وقال المسؤول «انه يقوم باجراء عدد من المكالمات الهاتفية وبالطبع هذه الاجتماعات (في آسيا) ستسمح له بطرح قضيته وان كان اليابانيون يتفهمون بالطبع القضية».

وتلقى بوش بالفعل هدية من كويزومي في شكل تعهد بتقديم 1.5 مليار دولار مساعدات لاعادة اعمار العراق في عام 2004 ومن المرجح ان تقدم طوكيو المزيد من المساعدات في مؤتمر المانحين الذي سيعقد في مدريد يومي 23 و24 اكتوبر (تشرين الاول) الحالي.

وتأمل حكومة الرئيس بوش ان تكون المساهمات اكثر لتخفيف العبء عن الاقتصاد الاميركي المتراخي بالفعل وبخاصة في الفترة السابقة على انتخابات الرئاسة القادمة في عام 2004.

وقال كولن باول وزير الخارجية الاميركي انه يساوره الامل ان الدول المانحة ستعطي الان بسخاء اكثر في اعادة اعمار العراق مما سيخفف العبء عن الولايات المتحدة التي حصلت على دعم حيوي من الامم المتحدة بالموافقة على القرار الذي يقضي بانشاء قوة متعددة الجنسيات تحت قيادة اميركية ويطلب من الدول المساعدة في اعادة اعمار البلاد بالجنود والمال.

وقال باول للصحافيين «بالتأكيد فانه مفيد حينما نتجول الان ونسأل الناس ان يكونوا اسخياء وفي الوقت الذي تخطط فيه الولايات المتحدة ان تكون سخية». واضاف ان الخلافات الرئيسية انتهت.

وقال باول دون اسهاب «بصراحة اصبحت اكثر تفاؤلا بشأن مؤتمر المانحين الاسبوع القادم. اجريت بعض المحادثات الجيدة».

ورفض عدد من الحكومات تمويل جهود اعادة اعمار العراق بعد ان شرعت واشنطن في شن الحرب على العراق دون موافقة الامم المتحدة للاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين.

وقدر البنك الدولي ان عملية اعادة اعمار العراق ستتكلف نحو 36 مليار دولار خلال الفترة من عام 2004 الى عام 2007. هذا بالاضافة الى 20.3 مليار دولار طلبها الرئيس الاميركي بوش من الكونغرس.

وكانت فرنسا وروسيا والمانيا من اكثر الدول تعبيرا عن رفضها للاحتلال الاميركي للعراق وقال وزير الخارجية الاميركي كولن باول انه لا يتوقع تغيرا جوهريا في موقف هؤلاء الثلاث.

وقال باول «آمل اذا فكروا في حاجات الشعب العراقي ان يولوا اهتماما جديا لفعل ما يستطيعونه لمساندة الشعب العراقي. المسألة ليست مساندة الولايات المتحدة او التحالف. هذه مسألة مساعدة شعب محتاج».

وقالت روسيا وفرنسا والمانيا في بيان بعد التصويت على القرار انها لن تقدم اي تعهدات عسكرية او اي مساعدة مالية اخرى لان قرار الامم المتحدة لم يذهب الى الحد الكافي فيما يختص بدور الامم المتحدة في العراق ونقل السلطة الى الشعب العراقي.

وتعهدت المانيا وفرنسا بتقديم نحو 232 مليون دولار فقط لاعادة اعمار العراق من خلال اللجنة التنفيذية للاتحاد الاوربي البالغ عدد اعضائه 15 عضوا.

ومن المقرر ان يحضر نحو 75 دولة مؤتمر المانحين في مدريد خلال يومي 23 و24 من اكتوبر الجاري. وتعهدت اليابان بمنح 1.5 مليار دولار وبريطانيا 919 مليون دولار بالاضافة الى تعهد الاتحاد الاوروبي الا انه لايزال هناك عجز بالنسبة للاموال المطلوبة.

وقال دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الاميركي انه يأمل ان الموافقة على القرار ستسهل على مؤسسات الاقراض العالمية تقديم العون.

واضاف رامسفيلد «اعتقد انه يسهل على هذه المجموعة من المنظمات الدولية الى حد ما المساعدة في اعادة اعمار العراق».

مصدر: إسبانيا ستتعهد بتقديم 300 مليون دولار معونة للعراق مدريد ـ رويترز: قال مصدر حكومي امس ان اسبانيا ستتعهد بتقديم 300 مليون دولار معونة اقتصادية للعراق حتى عام 2007 بما يجعلها واحدة من اكثر مانحي المعونة لاعادة بناء العراق سخاء في العالم.

وجاءت التصريحات قبل اسبوع من قمة للمانحين الدوليين تستضيفها مدريد يومي 23 و24 اكتوبر(تشرين الأول) الحالي.