إيران تسعى لتكون حلقة الوصل بين أوروبا وآسيا عبر إحياء طريق الحرير القديم

فتح الطريق أمام التجارة العابرة إلى الخليج يوفر لطهران أكثر من 5 مليارات دولار من الرسوم

TT

طهران ـ رويترز: عند ذكر طريق الحرير يتبادر الى الاذهان قوافل الجمال وتجار بعمائم لكن ايران تحيي طرق التوابل القديمة وتأمل ان تكون مرة اخرى حلقة وصل تجارية مهمة بين اوروبا واسيا.

تضخ ايران اموالا في شق طرق وجسور ومحطات تزود بالوقود في افغانستان لاعادة فتح طريق مشهور كان يجتازه التجار من اوروبا الى الصين لعدة قرون.

لكن هذه الافكار يعوقها غياب القانون في المنطقة وضعف تقييم ايران لفرص الاستثمار في المنطقة ولذلك فانها تركز في الوقت الحاضر على طريق حرير من بحر قزوين الى الخليج يسرق بساط التجارة من قناة السويس.

وقال مهدي، 30 سنة، البحار على سفينة بضائع، انه مذهول من ضخامة التجارة بين سواحل ايران الشمالية والجنوبية.

وقال «العمل يزداد هنا. كنا ننقل بصفة رئيسية الوقود والآن سيارات وآلات وكل شيء يخطر بذهنك».

ويثق مسؤولون ايرانيون ان بلادهم تستطيع ان تملأ مرة اخرى النزل الصغيرة المتناثرة على طول طريق الحرير القديم بمسافرين يبغون الراحة ولذلك تستثمر بكثافة في شق الطرق والسكك الحديدية والموانئ.

قال محمد جواد اطرشيان المدير الحكومي لممر عبور البضائع بين الشمال والجنوب ان القوافل الحديثة التي تنقل البضائع من اسيا الى اوروبا تقتطع نحو 5000 كيلومتر من الطريق عبر قناة السويس بالسفر عبر ايران.

وأضاف ان طريق ايران ايضا ارخص بما يتراوح بين 20 و30 في المائة.

وقال «تتمتع ايران بموقع يجعلها نقطة عبور محورية بين أوروبا واسيا على طريق الحرير».

وقال محللون ان فكرة طرح ايران كطريق عبور حيوي هي بمثابة بيان سياسي قوي من بلد تحاول الولايات المتحدة عزله.

وأصرت واشنطن على ان تبتعد انابيب عبور الغاز والنفط الدولية بعيدا عن ايران التي وصفها الرئيس الاميركي جورج بوش بانها ضالعة في محور للشر.

وقال المحلل السياسي الايراني حسين رسام «كلما ازداد اعتماد الناس عليك قوي شعورك بالأمن. وهذا حقيقي من منظور طرق عبور النفط».

ونشرت غرفة التجارة والصناعة والتعدين الايرانية احصائيات توضح الاحتمالات الاقتصادية لهذا الطريق.

وقال موقعها على الانترنت ان خبراء يعتقدون ان طريق الحرير الجديد يمكن ان يجلب عائدات تقدر بما بين خمسة الى ستة مليارات دولار سنويا لعبور نحو 20 مليون طن من البضائع سنويا.

وقالت الغرفة «تعتقد السلطات ان ايران تستطيع الحصول على اربعة الى خمسة في المائة من رسوم عبور تجارية مقدارها 120 مليار دولار متبادلة بين اسيا واوروبا».

وتغري ضخامة عائدات التجارة العابرة الحكومة الايرانية بصفة خاصة في وقت تحاول فيه تخليص اقتصادها من الاعتماد على النفط.

وقال المحلل المستقل هومان بيماني «قد يساعد طريق الحرير الجديد ايران على تنويع اقتصادها المعتمد على النفط بصفة رئيسية».

كما ان مشروعات التشييد والبنية التحتية مغرية لبلد نسبة البطالة فيه 16 في المائة.

ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن احمد خرم وزير الطرق والمواصلات قوله ان ايران كثفت شق الطرق خلال الاربع سنوات الماضية من 100 كيلومتر الى 500 كيلومتر سنويا.

وأدلى خرم بهذه التصريحات في اقليم خراسان الذي يقع على طريق قطعته أجيال متعددة من المسافرين الى هرات مدينة صناعة السجاد في أفغانستان، ومنها الى اسواق الصين المزدهرة.