بيروت ـ واس: اكد الامير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز الامين العام للهيئة العليا للسياحة ان السياحة في السعودية ستشهد خلال السنوات الخمس المقبلة اعادة هيكلة شاملة للقطاع السياحي تقوم فيه الهيئة بدورالشريك القائد لتفسح المجال تدريجيا للاجهزة السياحية والقطاع الخاص للقيام بهذه المهمة بعد ان يتحول دور الهيئة الى شريك مساند.
وأوضح في لقاء صحافي بمناسبة حضوره فعاليات الملتقى العربي الدولي للسياحة والسفر الذي يعقد حاليا في بيروت ان الهيئة العليا للسياحة تضم في عضوية مجلس ادارتها الذي يرأسه الامير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام عدداً من الوزراء وممثلين عن قطاعات مختلفة انطلاقا من مبدأ الشراكة المتكاملة.
وقال الامير سلطان بن سلمان: «انه وبعد مرور ثلاث سنوات على انشاء الهيئة فان الوضع يتطلب اجراء تغيير في تنظيم الهيئة خصوصا مع بدء تطبيق السياسة العامة لتطوير السياحة الوطنية التي ستطبق خلال العقدين القادمين ومرحلة العناية المركزة لقطاع السياحة خلال السنوات الخمس القادمة والتي تتضمن انتقال صلاحيات عدد من القطاعات المرتبطة بالمجال السياحي الى الهيئة حيث ستقوم الهيئة باجراء هيكلة جديدة للقطاع».
ولفت الى ان الهيئة تعمل على تفعيل انشاء اجهزة سياحية محلية في المناطق تشارك الهيئة في تطويرها وتنمية السياحة المحلية وافساح المجال للقطاع الخاص ليتولى الدور الاساسي في الاستثمار والتنمية من خلال تطبيق استراتيجيات تنموية على مدى عشرين عاما.
وفي اجابة على سؤال حول برنامج الشراكة الذي عملت الهيئة على تنفيذه منذ انشائها اوضح ان السياحة قطاع متداخل مع قطاعات اخرى لذلك استقطبت الهيئة العديد من الخبرات من شتى القطاعات المختلفة وهو ما تسميه الهيئة برنامج الشراكة الذي تقوم من خلاله باشراك القطاعات العامة والخاصة والمواطنين في اعداد الاستراتيجيات والخطط المستقبلية مشيرا الى انه وبدلا من تضخيم الهيئة كجهاز اداري تعمل على ايجاد الاف الشركاء من كافة القطاعات المرتبطة بصناعة السياحة. وعن تفعيل قطاع السفر والفنادق قال الامير سلطان بن سلمان ان الهيئة تعمل على تأسيس اربع جمعيات تجارية مهنية منها واحدة لقطاع السفر والسياحة والاتفاق مع قطاع الطيران المدني على نقل صلاحية الاشراف على هذه الجهات الى الهيئة التي ستقوم باعادة تنظيمها وفق المنظور العالمي الجديد وهو ما سيشهده قطاع الفنادق خلال العام القادم حيث سيتم اشراك هذا القطاع في عملية التسويق وتذليل كافة المعوقات التي تواجه نموه.
واشار الى ان السياحة اصبحت اليوم صناعة ذات اهمية وسمعة عالمية وان السعودية ستعمل على استثمار وتطوير هذه الصناعة وفق ميزات المملكة وواقعها وبعد اجراءات كاملة لدراسات الجدوى.
واستعرض البرامج والمشروعات التي ستقوم الهيئة بتنفيذها لتطوير السياحة مثل برنامج السياحة والمجتمع وبرنامج سياحة الثقافة والتراث وبرنامج السياحة المرتبطة بالعمرة الذي يتيح لابناء المسلمين الاستفادة من المقومات السياحية بعد ادائهم العمرة وغيرها من برامج تتضمنها المرحلة المقبلة.
وخلص الى ان السياحة في السعودية ستكون ضمن مفهوم السياحة القيمة وسيكون لها ابعاد متنوعة ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا وتنظيميا بحيث تكون سياحة ذات جودة عالية ومقاييس ترفع من مستوى التميز والبرامج الممتعة التي تنطلق من الواقع الفعلي لصناعة السياحة.