تراجع عقود النفط الخام عشية تطبيق قرار «أوبك» لخفض الإنتاج

TT

في الوقت الذي تراجعت فيه اسعار عقود النفط الخام في الاسواق الدولية امس، اعرب الامين العام لمنظمة «اوبك» الفارو سيلفا كالديرون عن قلق المنظمة من احتمالات ترجع الاسعار العام المقبل. ويأتي ذلك عشية تطبيق قرار المنظمة بخفض 900 ألف برميل يوميا من انتاجها اعتبارا من يوم غد.

وقال متعاملون ان اسعار العقود الاجلة للنفط الخام انخفضت في التعاملات الالكترونية لبورصة نيويورك التجارية (نايمكس) عبر نظام اكسيس في اسيا صباح امس اذ حومت حول ادنى مستويات لها في شهر بعد نشر بيانات تظهر زيادة مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام وزيت التدفئة لتنحسر المخاوف من اي نقص في الشتاء.

وهبط سعر العقود الاجلة للنفط الخام الاميركي الخفيف لشهر ديسمبر (كانون الاول) في التعاملات الالكترونية لنايمكس حتى مستوى 82.28 دولار للبرميل وبحلول الساعة 04:11 جمت كان منخفضا ثلاثة سنتات عن اقفاله في نيويورك الى 88.28 دولار للبرميل.

وانخفضت اسعار عقود مزيج نفط خام برنت في بورصة البترول الدولية بلندن تسعة سنتات الى 35.27 دولار للبرميل.

الى ذلك، اعرب الامين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) الفارو سيلفا كالديرون في فيينا امس عن قلقه من احتمال تراجع اسعار النفط الخام في العام 2004 نتيجة عرض يفوق اللازم.

وقال كالديرون خلال مؤتمر صحافي في مقر اوبك في فيينا «نحن قلقون من احتمال تراجع الاسعار العام 2004 (..) لاننا نتوقع ان يكون النفط متوافرا بكميات كبيرة في السوق العام المقبل». واضاف «نتوقع استقرارا في الاسعار لما تبقى من السنة» الحالية، مؤكدا ان السوق حاليا «مزودة بكميات جيدة».

ومنذ اكثر من شهر، تتراوح الاسعار حول 28 دولارا للبرميل الواحد وهو الحد الاعلى للتقلبات في السعر التي حددتها اوبك وتتراوح بين 22 و28 دولارا.

ورأى كالديرون ان ارتفاع اسعار النفط الخام حاليا غير مرتبط باسس السوق لجهة العرض والطلب وانما بـ«عوامل خارجية»، بينها اعادة ترتيب المخزون العالمي وعودة العراق الى السوق، وهي التي «تولد بعض القلق»، بحسب رأيه.

وعشية البدء بتطبيق خفض انتاج اوبك بواقع 900 الف برميل في اليوم ليصل الى5،24 مليون برميل يوميا، قال «ان استقرار الاسعار يشكل هدفنا الرئيسي».

وكان تقرر هذا التخفيض اثناء الاجتماع الوزاري الاخير لمنظمة اوبك في نهاية سبتمبر (ايلول) في فيينا لتفادي تدهور الاسعار امام اعادة تشكيل المخزون النفطي العالمي.

وفي تقريره السنوي الاخير الذي نشر الاسبوع الماضي في لندن، اعتبر مركز دراسات الطاقة الشاملة ان اوبك تدفع الاسعار الى الارتفاع لزيادة مداخيل دولها الاعضاء، لكن المنظمة لا يمكنها مواصلة هذه السياسة على المدى الطويل اذا ارادت الحفاظ على حصتها في السوق، اي حوالي 35% من العرض العالمي.

وهكذا لفت مركز دراسات الطاقة الشاملة الى المنافسة المتزايدة من الدول المنتجة للنفط غير الاعضاء في اوبك، مثل روسيا والنروج، التي ترفض خفض انتاجها كما تطلب اوبك لانها تعتبر ان سعرا يزيد عن 25 دولارا للبرميل الواحد سيلقي بثقله على المستهلكين.

وواصلت اسعار النفط امس تراجعها كرد فعل على ارتفاع مفاجىء في المخزون الاميركي من النفط الخام والمنتجات المكررة. وقرابة الساعة 00،12 (00،11 ت غ) في لندن، تراجع سعر برميل النفط المرجعي لبحر الشمال (برنت)، تسليم ديسمبر (كانون الاول)، 44 سنتا وبلغ 27 دولارا، اي ادنى مستوى له منذ شهر.

وفي السوق الالكترونية في نيويورك، خسر برميل النفط المرجعي الخفيف، تسليم ديسمبر، وقبل افتتاح جلسة التداول رسميا، 34 سنتا ليسجل 57.28 دولار.

وبحسب وكالة انباء اوبك (اوبكنا)، فقد بلغ السعر الرسمي «لسلة» منظمة اوبك، وهو متوسط سبعة انواع من النفط الخام، الاربعاء 58.27 دولارا للبرميل مقابل 77.27 دولارا الثلاثاء.

وتعقد منظمة اوبك اجتماعها المقبل في الرابع من كانون الاول/ديسمبر في فيينا.