الرئيس النيجيري: لا بديل لنا عن «أوبك» ونسعى لزيادة حصتنا

تنافس على حصة أكبر من الانتاج بين اعضاء «أوبك» ووزارة الطاقة الأميركية تتوقع من الأعضاء تقليل انتاجهم

TT

هدأت نيجيريا من مخاوف اقرانها الاعضاء في اوبك من انها ربما تفكر في الانسحاب من المنظمة لزيادة انتاجها من النفط الخام قائلة انها تحتاج للبقاء داخل اوبك للمساعدة في دعم الاسعار.

وقال الرئيس النيجيري اولوسيجون أوباسانجو امس ان بلاده تريد زيادة حصتها الانتاجية داخل المنظمة لتتمشى مع خططها لزيادة طاقتها الانتاجية لكنها ستواصل العمل على تحقيق اهدافها داخل اطار المنظمة. وقال اوباسانجو في مؤتمر صحافي خلال زيارة لالمانيا «نحن نحتاج لزيادة حصتنا نتيجة لوضعنا الخاص».

وأضاف «بالطبع سنفعل ذلك تحت اشراف أوبك لانني أعتقد انه لا بديل لاوبك». واثيرت الشكوك بشأن مستقبل نيجيريا في المنظمة هذا الاسبوع في اسواق النفط العالمية بعد ان عين اوباسانجو مستشارا رئاسيا جديدا لشؤون الطاقة ورئيسا جديدا لشركة البترول الوطنية النيجيرية التابعة للحكومة.

وسارع فونسو كوبولوكون رئيس الشركة باعلان انه حقق المستوى المستهدف لزيادة الطاقة الانتاجية بمقدار 5.1 مليون برميل يوميا قبل موعده المقرر عام 2006 باربع سنوات لتبلغ الطاقة الانتاجية 1.4. مليون برميل يوميا. واشار اوباسانجو الى انه لا يساوره اي شك في دور اوبك في الابقاء على اسعار النفط العالمية داخل النطاق المطلوب عن طريق خفض انتاجها.

وقال «اوبك حققت الاستقرار لاسعار النفط... وهذا يضمن الاستقرار للمنتجين والمستهلكين والمنتج مثلنا يعلم ان بامكانه وضع خطط ميزانيته على اساس سعر يبلغ نحو 22 دولارا للبرميل».

وتراجعت اسعار النفط الى اقل من عشرة دولارات للبرميل في عام 1998 و1999 عندما تزامن تجاوز اعضاء اوبك لحصصهم داخل المنظمة مع الازمة المالية الاسيوية.

وتنافس نيجيريا خامس اكبر منتج للنفط في اوبك والتي تبلغ حصتها الانتاجية 02.2 مليون برميل يوميا مع الجزائر وليبيا على حصة اكبر من اجمالي انتاج المنظمة.

وتواجه نيجيريا مهمة صعبة نظرا الى الحاجة قريبا الى ادخال انتاج العراق في حسابات المنظمة ونظرا الى فائض الطاقة الانتاجية الكبير في السعودية اكبر منتجي اوبك والعالم.

ومن المقرر ان تبدأ اربعة حقول نفط بحرية نيجيرية تضم احتياطيات تقدر بنحو ستة مليارات برميل الانتاج في عام 2004 بتمويل من شركات نفط عملاقة مثل رويال داتش/شل لكن اوبك قد تحتاج لخفض انتاجها العام المقبل وليس زيادته لدعم الاسعار.

وتعني زيادة انتاج دول من خارج المنظمة بقيادة روسيا ان اوبك ليس امامها فرصة كبيرة لزيادة انتاجها اذا ارادت ان تبقي على الاسعار عند مستوى 25 دولارا للبرميل الذي تشير اليه العديد من التقديرات.

إلى ذلك قالت ادارة معلومات الطاقة الاميركية اول من امس ان انتاج منظمة اوبك من النفط الخام ما عدا العراق يزيد نحو 905 الاف برميل يوميا عن السقف الجديد المنخفض للمنظمة الذي بدأ العمل به من اول نوفمبر (تشرين الثاني).

وقدرت الادارة انتاج نفط اوبك الحالي بنحو 25.405 مليون برميل يوميا. ومع ان هذا الرقم اقل من متوسط اكتوبر (تشرين الاول) البالغ 25.505 مليون برميل يوميا فان الانتاج ما زال يزيد عن سقف الحصص الرسمي الجديد للمنظمة البالغ 24.5 مليون برميل يوميا.

ولاحظت الادارة ان العراق الذي لا يخضع لنظام الحصص المعمول به في منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) مع انه من الاعضاء المؤسسين للمنظمة، زاد انتاجه الى 1.85 مليون برميل يوميا من 1.7 مليون برميل يوميا في اكتوبر. ويعتزم العراق العودة الى مستويات انتاجه قبل الحرب والبالغة نحو مليوني برميل يوميا بحلول ابريل (نيسان) المقبل.

وقالت الادارة وهي الذراع التحليلية لوزارة الطاقة الاميركية، انها تفترض ان اعضاء اوبك الاخرين سيقللون انتاجهم لمواجهة زيادة انتاج العراق لابقاء مجمل انتاج اوبك مستقرا.

وقالت الادارة «هذه التخفيضات قد تعود بانتاج الاعضاء العشرة لاوبك الى نفس المستوى تقريبا الذي بلغه في المتوسط خلال عام 2002 وهوالعام الذي اظهرت فيه المنظمة انها مستعدة للدفاع عن نطاقها المستهدف لاسعار نفطها».

واضافت الادارة انها تتوقع ان تتمكن اوبك من تأجيل توقيت وحجم اي تخفيضات انتاجية العام المقبل اذا ظلت مشكلات امنية تعوق انتاج النفط العراقي وتصديره.

وعلى صعيد آخر، ارتفع مزيج القياس الاوروبي في بورصة البترول الدولية في التعاملات الالكترونية المبكرة امس، وقال المتعاملون انهم يتوقعون عمليات تغطية مراكز شراء لموازنة اي عمليات بيع لجني الارباح.

وفي الساعة 0857 بتوقيت غرينتش سجل سعر برنت في عقود ديسمبر (كانون الاول) 28.48 دولار للبرميل بارتفاع سبعة سنتات. وارتفع سعر الخام الاميركي الخفيف في بورصة نايمكس اربعة سنتات ليسجل 30.30 دولار للبرميل.

وقال المتعاملون ان السوق حددت نطاقا جديدا لسعر برنت يتراوح بين 28 و29 دولارا للبرميل مع ارتفاع العقود الاجلة بنحو دولار ونصف دولار بعد ان اظهرت بيانات المخزونات الاميركية يوم الاربعاء تراجعا في مخزونات نواتج التقطير وزيت التدفئة.

وادت تصريحات عبد الله العطية رئيس اوبك يوم الاحد الماضي عن ان المنظمة قد تبحث خفض انتاجها اذا استمرت امدادات النفط في الارتفاع، الى بدء موجة من ارتفاع الاسعار هذا الاسبوع.

وبدأت اوبك خفضا بنسبة 3.5 في المئة في انتاجها اعتبارا من الاول من نوفمبر ليبلغ سقف انتاجها 24.5 مليون برميل يوميا بسبب مخاوف من ارتفاع مخزونات النفط في الشهور المقبلة مع زيادة انتاج العراق ودول من خارج المنظمة مثل روسيا.

لكن قفزة برنت يوم الاربعاء جاءت بعد اعلان ادارة معلومات الطاقة الامريكية بيانات اشارت الى انخفاض بمقدار 1.3 مليون برميل في مخزونات نواتج التقطير وهبوط بمقدار 1.4 مليون برميل في مخزونات زيت التدفئة.

وتراجع سعر السولار قليلا امس 258.75 دولار للطن بانخفاض 25 سنتا في تعاملات محدودة بعد ان ارتفع بمقدار 15 دولارا هذا الاسبوع.