روسيا: إعادة طرح موضوع فصل سعر صرف الروبل عن الدولار

TT

موسكو ـ أ.ف.ب: جدد تحسن سعر صرف الروبل الروسي مقابل الدولار والذي تسارع خلال هذا الاسبوع، النقاش حول دولرة الاقتصاد الروسي وقد ذهب بعض السياسيين الى حد طرح فكرة ان تبيع موسكو نفطها باليورو في فترة لاحقة. وبقي سعر صرف العملة الروسية منذ 21 اكتوبر (تشرين الاول) تحت عتبة 30 روبلا للدولار الواحد، وهو مستوى لم تسجله منذ اكتوبر 2001. ومنذ مطلع العام، تحسن سعر صرف الروبل بنسبة تفوق 13 في المائة، من دون احتساب التضخم، في مقابل الدولار.

ويعتبر كبير خبراء الاستراتيجية في بنك «ألفا» كريستوفر ويفر انه «بقدر ما يتراجع سعر صرف الدولار في مقابل اليورو، بقدر ما تتقلص ارباح الشركات الروسية».

يذكر ان 70 في المائة من الصادرات الروسية مسعرة بالدولار، وخصوصا المواد الاولية التي تنخفض قيمتها فور تحويلها الى الروبل بسبب ضعف سعر العملة الاميركية.

ويشهد سعر صرف الدولار تراجعا امام غالبية العملات الاخرى لكن الروبل تعرض لموجة مضاربة كبيرة بعدما رفعت وكالة التصنيف المالي «موديز» مرتبة العملة الروسية في مطلع اكتوبر بينما بقي تدخل البنك المركزي خفيفا في العموم. ويقول كريستوفر ويفر «رغم انزلاق خفيف بعد اعتقال ميخائيل خودوركوفسكي»، الرئيس السابق للمجموعة النفطية العملاقة «يوكوس»، «عاد سعر صرف الروبل الى الارتفاع بسرعة». وسينعكس تحسن سعر صرف الروبل سلبا على الصناعات الوطنية التي ستشهد تراجعا في قدرتها على منافسة الواردات الارخص سعراً.

وسيجعل خصوصا السيارات الاجنبية في متناول المواطن الروسي اكثر ويؤثر على مصانع السيارات الروسية، وفقا لما جاء في دراسة لشركة «رينيسانس كابيتال» للوساطة. كما ان الشركات النفطية التي تشكل ابرز مكونات الاقتصاد الروسي، ستشهد هي الاخرى تراجعا في عائدات صادراتها.

واثارت تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مطلع اكتوبر خلال لقاء مع المستشار الالماني غيرهارد شرودر مفادها ان روسيا «لا تستبعد» البدء ببيع نفطها باليورو، اهتماما كبيرا. ويعتبر نائب رئيس الوزراء فيكتور خريستنكو ان مثل هذه الثورة «لا مفر منها، وان عدم تنويع المخاطر (اسعار الصرف) لن يكون منطقيا من وجهة نظر مزودي المحروقات. لكن وزير الطاقة ايغور يوسفوف خفف من حماسة انصار البيع باليورو، معتبرا «انه يعود للشارين والبائعين تقرير ذلك وليس للحكومة». لكنه قال من روما حيث يرافق الرئيس بوتين، ان مسألة دفع ثمن شحنات الغاز باليورو بحاجة للبحث. واكد البنك المركزي الروسي من جهته انه ليس على استعداد لتعديل سياسته ولاهيكلية احتياطاته حيث ان 70 في المائة منها بالدولار و25 في المائة باليورو.

واعتبر اوليغ فيوغونين نائب رئيس البنك المركزي الروسي «ان سياسة الصرف لا تؤثر ابدا على الصناعة الروسية». وقال خلال هذا الاسبوع «وحده الارتفاع الكبير في الاستثمارات يمكن ان يضاعف اجمالي الناتج الداخلي. ان عملة مقيمة على اساس مستقل هي افضل اداة لجذب الاستثمارات من عملة ضعيفة».

وتنبه الروس الى الضعف المتواصل في سعر صرف الدولار وباتوا يحتفظون بمدخراتهم اكثر فاكثر في حسابات مصرفية بالروبل (62 في المائة) على حساب الحسابات بالعملات الاجنبية. وتعتبر المحللة ناتاليا اورلوفا من بنك «ألفا» انها «الخطوة الاولى تجاه ـ العودة عن الدولرة ـ في البلاد».

لكن اذا كان هروب الرساميل سيزداد في اعقاب قضية يوكوس، فان الطلب على العملات الاجنبية سيزداد وقد يتدهور سعر صرف العملة الروسية الى حدود 31 روبلا للدولارالواحد، كما تقول.