الوعلان: لا يوجد انخفاض في حجم سوق السيارات بالسعودية

TT

تعد سوق السيارات في المملكة العربية السعودية احدى اكبر الاسواق في الشرق الاوسط وأكثرها توسعا ونموا، وذلك نظراً لقوة الاقتصاد السعودي وتنوع احتياجات المتعاملين فيه وارتفاع مداخيلهم، اضافة الى الحرص المتزايد من قبل الشركات العالمية المنتجة للسيارات على دخول هذه السوق والاستحواذ على حصة منها. الا ان سوق السيارات هذه تشهد حاليا عدداً من مظاهر التغير واعادة التشكل في نوعية احتياجات العملاء وفئات وأنواع السيارات الجديدة التي تفرض نفسها على هذه الساحة الممتدة في كل أرجاء البلاد. ولتسليط الضوء على هذه السوق التقت «الشرق الأوسط» سعد فهد الوعلان، رئيس مجموعة الوعلان، وكيل سيارات هونداي الكورية في المنطقة الوسطى من السعودية.

* متى وكيف بدأت مجموعة الوعلان نشاطها؟ ـ كانت بعد الحصول على السجل التجاري في عام 1948، وكانت البداية في مكتب متواضع بشارع الأحساء في الرياض وذلك بعد أن استقلت من عملي في الخطوط الجوية السعودية، ولقد تمثلت البداية في استيراد سيارات من اميركا وبيعها بالجملة في الأسواق السعودية، ثم توسعنا بعد ذلك فافتتحنا معرضاً أطلقنا عليه مسمى «الاختيار للسيارات» لبيع السيارات المستوردة والبيع والشراء من السوق المحلية السعودية. كما مارست المجموعة نشاطات أخرى منها نقل الماء وبيعه للشركات الكبرى في ذلك الوقت مثل «ويست منجمنت» و«براوننغ فيرست» و«دوميز» و«بالاست نيدام».

* كم يبلغ حجم تعاملات الوعلان في سوق السيارات السعودية؟ وما هي حصتها من هذه السوق؟

ـ تقارب حصة مجموعة الوعلان في السوق حوالي 5 في المائة اذ تزيد مبيعاتنا عن عشرة آلاف سيارة سنويا، ونطمح إلى رفع نسبتنا في السوق بافتتاح فروع أخرى من معارض السيارات ومحلات لقطع الغيار في المنطقة الوسطى.

* ما هي الملامح الخاصة التي تجعل السوق السعودية من اكبر أسواق السيارات في الشرق الاوسط وأقواها؟ ـ لا يمكن اعتبار السوق السعودية أكبر سوق للسيارات في الشرق الأوسط، لكن ما يميزها أنها قابلة للنمو، خاصة في بعض الفئات من السيارات والمركبات، مثل المركبات الاقتصادية الصغيرة والسيارات العائلية. في السابق لم يكن هناك تناسق بين قوة الفرد الشرائية ومصاريفه، كما أن ارتفاع سعر الوقود ـ حتى ولو كان أدنى مما هو في الدول الأخرى ـ كان رسالة واضحة لبداية التفكير في ضرورة تقليل المصروف، لذا اتجه كثيرون من الافراد إلى شراء السيارات الاقتصادية أو تلك التي يستفيد منها جميع أفراد الأسرة.

* ما هو حسب رأيك سبب نمو سوق السيارات في السعودية خلال الأعوام الماضية؟

ـ هناك العديد من الاسباب، أولها الزيادة المطّردة في تعداد السكان، ثم إنشاء الطرق السريعة بين المدن، وكذلك عدم وجود النقل الجماعي المنظم داخل المدن أو أي وسائل أخرى بديلة.

* تتوقع بعض الدراسات تراجع حجم مبيعات السيارات في الفترة القادمة فهل تتفق معها على ذلك؟

ـ لا .. لا اتفق مع هذه النظرية، ولكنني ارى انه سيكون ثمة تغيير في النسب أو حصص البيع بين فئات السيارات الصغيرة والعائلية والسيارات الفخمة والمتوسطة الحجم، بحيث ستسجل زيادة ملحوظة لصالح السيارات الصغيرة والعائلية ومركبات الدفع الرباعي (المتعددة الاستخدامات).

* ما هو حجم استجابة الوعلان لمثل هذه التغيرات؟

ـ سيكون لنا نصيب في فئة السيارات الصغيرة والعائلية، لذلك نتوقع أن ترتفع نسبة مبيعات هيونداي في السوق بعدما أثبتت جودتها ونالت ثقة العملاء وتعددت أنواعها لتلبي كافة الاحتياجات، وقد بدأنا في تسويق ثلاثة أنواع من السيارات الصغيرة وثلاثة أنواع من السيارات العائلية.

* ما هي في رأيك ابرز المتغيرات الحديثة في السوق السعودية؟ ـ خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة صارح قرار شراء السيارات قرارا عائليا، تشارك في اتخاذه الزوجة وايضاً يسهم فيه الأبناء، ولم يعد قرارا يتخذه الأب وحده.

* كيف ترى مستقبل سوق تقسيط السيارات الآخذة في التنامي؟

ـ التقسيط ظاهرة صحية وموجودة في جميع دول العالم المتقدمة، ولكن للأسف التقسيط في السعودية ما زال يعاني من ضعف الأنظمة المعمول بها، وتردد البنوك في تقديم مثل هذه الخدمات للمواطن بالرغم من أنه أحد أدوارها المهمة. والأمل أن يزول تردد البنوك في هذا المجال بوضع أنظمة تكفل أو تضمن لها الحقوق. فوجود مثل هذه الأنظمة سيسهل أمور الناس ويخفف عليهم أعباء الشراء بالتقسيط.

* هل تقلص حجم سوق السيارات الجديدة في ظل تنامي مبيعات السيارات المستعملة؟

ـ سوق السيارات المستعملة تتنامى على حساب السيارات الفخمة والثمينة، أما السيارات المتوسطة فما زالت تحافظ على وضعها، خاصة أن بعض سياراتنا الجديدة اسعارها أقل من اسعار بعض السيارات المستعملة.

* أولت مجموعة الوعلان اهمية كبيرة للتدريب وتوظيف السعوديين، فهل لك ان تشرح لنا ما قدمتم في هذا المجال؟

ـ ما من شك أن التدريب هو أحد المنافذ الرئيسية لتحقيق عملية السعوَدة، ونحن نتعاون في هذا الشأن مع صندوق تنمية الموارد البشرية لتدريب بعض الكوادر البشرية التي نحتاجها ونقوم من جانبنا بالتدريب على رأس العمل في مراكز الصيانة التابعة لنا.

* يتحفظ بعض الوكلاء عن المشاركة في معرض الرياض الدولي للسيارات، فما مدى حرصكم على المشاركة في هذا المعرض؟ وما مردود هذه المشاركة؟

ـ في ما يخص بالوكلاء الذين لا يشاركون في معرض الرياض الدولي للسيارات فانني اقول ان لكل وكيل سياسته في الترويج، اما بالنسبة لنا فاننا نحرص دائما على المشاركة، ولم نفوّت فرصة المشاركة في أي معرض من معارض الرياض للسيارات منذ البدء في تنظيمه، خاصة اننا نرى ان لمثل هذه المشاركة لها مردود طيب في ما بعد، ومشاركاتنا بنيت دائماً على اعتبار الاستفادة الواضحة من هذه المشاركات.