انتقد خبير بريطاني امس ما اسماه بغياب التشريعات والاطر الاجرائية الخاصة باجراءات السلامة الهادفة لتقليل حوادث اصابات العمل في الشركات والمؤسسات العربية. وقال كريس مالينجر مسؤول المؤتمرات في معهد الابحاث الدولية بدبي «في ظل انعدام التشريعات المحلية، أو بالأحرى غياب الرغبة بتطبيقها، فإن مسألة تنفيذ البرامج الساعية إلى تقليل الحوادث في بيئة العمل لم تحصل على أولوية كبيرة من جانب العديد من الشركات في المنطقة، إذا ما استثنينا بعض الحالات التي تستحق الإشادة». وذكر انه في ظل التطورات الكبيرة التي تشهدها عملية مراقبة المؤسسات والشركات، بات جميع الموظفين، بدءا من أصغر موظف وانتهاء برئيس الشركات الكبيرة مطالبين بالوقوف على مدى أهلية برامج السلامة. واردف قائلا «بيد أن هذا الأمر قد بدأ بالتغير، حيث تطبق الشركات متعددة الجنسيات برامج حماية ضمن بيئات العمل الخاصة بها في الشرق الأوسط، حيث تحظى هذه المواقع بمعايير السلامة الصارمة ذاتها التي يجري تطبيقها في الدول الأم التي توجد فيها هذه الشركات. ويفرض هذا الأمر بدوره على الشركات الإقليمية الأخرى القيام باجراءات مماثلة». وسيكون هذا الموضوع المادة الرئيسية لمؤتمر الشرق الأوسط الأول لإدارة السلامة في بيئة العمل، والذي يعقد في دبي في الفترة ما بين السابع والعاشر من الشهر المقبل.
واشار مالينجر الى ان مسؤولية الشركات وإدارة السلامة تحتل أولوية كبيرة في أجندة مؤتمر إدارة السلامة في بيئات العمل، حيث ستتم مناقشة أفضل الممارسات الدولية والإقليمية. وسيلي المؤتمر ورش عمل خاصة على مستويات المديرين الإقليميين وكبار التنفيذيين حول المسؤولية الملقاة على عاتقهم لما يتعلق بسلامة بيئة العمل. وقال ان الشركات الكبيرة في المنطقة باتت تحتاج إلى برامج الحماية خاصة ان إحدى الدراسات اشارت إلى أن عدد الوفيات في بلدان الاتحاد الأوروبي قد وصلت إلى 6000 حالة جراء الإهمال في بيئة العمل، في حين بلغت التكاليف المالية المترتبة عن وفاة 5300 عامل في الولايات المتحدة عام 2001 ما يقرب 132 مليار دولار.
وقال في تصريحات للصحافيين «في ظل رغبة الكثير من الشركات الإقليمية على بيع منتجاتها في أسواق أخرى، فإنها تقوم بإدخال برامج تعنى بالسلامة والبيئة وتلقى قبولا من جانب الزبائن». ويشتمل المؤتمر على ورشتي عمل حول تقييم المخاطر في بيئة العمل ومسؤوليات المديرين لما يتعلق بالسلامة في بيئة العمل. ويتحدث في المؤتمر خبراء دوليون من شل وإي أند بي انترناشيونال، ومعهد الصحة والسلامة الوظيفية، ومعهد المعايير البريطانية، وتشارلز تايلور كونسلتنغ، وسيركو أشورانس، وشركة تطوير البترول في سلطنة عمان وغيرهم.