اليورو يتجاوز مستوى 1.20 دولار للمرة الأولى منذ طرحه في بداية 1999

TT

تجاوزت العملة الاوروبية الموحدة (اليورو) مستوى 1.20 دولار مقابل العملة الاميركية مسجلة رقما قياسيا جديدا لم تبلغه منذ طرحها في يناير (كانون الثاني) عام 1999 وصعد سعر اليورو منتصف يوم امس الى 1.2015 دولار بارتفاع بنسبة 0.80 في المائة عن سعر اقفاله اول امس متجاوزا مستواه القياسي البالغ 1.1978 دولار الذي سجله في وقت سابق هذا الشهر.

وارتفع اليورو بشدة امام الدولار في الجلسات القليلة الماضية اذ لم يعد المستثمرون ينظرون الى البيانات الاقتصادية الاميركية الايجابية كمؤشر على توازن الاقتصاد الاميركي وفشلت هذه التقارير في تعويض اثر المخاوف المتعلقة بالعجز الكبير في ميزان المعاملات الجارية الاميركي، وأثرت الاضطرابات السياسية كذلك على الدولار.

وقال بلال حافظ المحلل في دويتشه بنك في لندن «الامر يتعلق بالدولار. في الاسابيع القليلة الماضية تركز الاهتمام على مشكلات العجز الاميركي والخلافات التجارية. واستوعبت السوق بالفعل الانباء الطيبة المتعلقة بالاقتصاد الكلي».

وأضاف «بشكل عام ما زال امام البنك المركزي الاوروبي فرصة لخفض سعر الفائدة قبل ان يشعر بقلق بشأن سعر الصرف».

وتدعم اليورو بتعاملات في سوق الادوات المالية المشتقة مع سعي المستثمرين9 للاستفادة من ضعف الدولار الاميركي.

وفشل الدولار في الارتفاع متأثرا بالبيانات الايجابية عن النمو وثقة المستثمرين الصادرة في وقت سابق هذا الاسبوع مما زاد من انخفاضه وعزز وجهة النظر القائلة ان الانتعاش الاقتصادي الاميركي لن يحل المشكلات الهيكلية في الولايات المتحدة.

وتضرر الين كذلك أمام اليورو فانخفض الى أدنى مستوياته منذ أكثر من شهرين بعد ان احبطت بيانات الانتاج الصناعي الياباني التفاؤل بشأن انتعاش الاقتصاد الياباني.

وارتفع الانتاج الصناعي بنسبة 0.8 في المائة في اكتوبر (تشرين الاول) اي باقل من نصف المعدل الذي توقعته الاسواق.

وارتفع اليورو بنسبة واحد في المائة الى 131.20 ين في منتصف جلسة التعاملات الاوروبية مدعوما بمكاسبه السابقة في اسيا.

واستفاد الاسترليني كذلك من ضعف الدولار فارتفع الى اعلى مستوياته منذ خمس سنوات امام الدولار لليوم الثالث على التوالي وتجاوز 1.72 دولار في حين اقترب الدولار الاسترالي والدولار النيوزيلندي من اعلى مستوياتهما منذ ست سنوات.

وقال بول ماكيل المحلل في «ايه.بي.ان امرو» ان «الدولار أظهر رد فعل مخيبا بشدة للآمال تجاه البيانات الاميركية هذا الاسبوع».

وارتفع الاسترليني كذلك أمام الين الى 187.98 ين وهو أعلى سعر له منذ منتصف سبتمبر (ايلول) مدعوما بتعديل بيانات النمو البريطانية للربع الثالث من العام هذا الاسبوع بالزيادة واحتمالات رفع الفائدة البريطانية يوم الخميس المقبل. وتراجع الاسترليني قليلا امام اليورو الرتفع بشكل عام وبلغ 69.59 بنس.

ومن المقرر ان يعقد بنك انجلترا جلسة تستمر يومين الاسبوع المقبل لبحث سعر الفائدة وان يتخذ قراره يوم الخميس. وقبل ذلك من المنتظر صدور تقارير مهمة عن قطاعي الصناعة والخدمات في اوائل الاسبوع المقبل.

اما بالنسبة لاسواق الاسهم العالمية، فقد ارتفع مؤشر فاينانشال تايمز الرئيسي للاسهم البريطانية في بداية المعاملات امس ليسترد الخسائر التي مني بها في الجلسة السابقة مع ارتفاع اسهم مجموعة «اتش.اس.بي.سي» المصرفية العملاقة.

وزاد سهم «اتش.اس.بي.سي» 1.3 في المائة بعد ان أعلنت المجموعة للمستثمرين فيها ان نموها لن يستلزم ابرام صفقات كبرى لشراء مؤسسات أخرى وانها ستستغني عن ثلث العاملين في انشطة الاسهم.

وارتفع المؤشر المكون من أسهم 100 مؤسسة بريطانية كبرى 10.7 نقطة اي بنسبة 0.25 في المائة الى 4371.8 نقطة. وكان المؤشر قد انخفض تسع نقاط اول من أمس الخميس.

الا ان حجم التداول كان محدودا وتوقع المتعاملون ان يستمر على هذا الحال خلال جلسة التداول القصيرة امس بسبب اغلاق الاسواق الاميركية بمناسبة عطلة عيد الشكر.

وانخفضت اسهم قطاع الادوية بعد ان أعلن بنك «كريدي سويس فرست بوسطن» امس انه خفض تصنيفه لقطاع الادوية الاوروبي.

وفي طوكيو، انخفض مؤشر نيكاي للاسهم اليابانية امس منهيا ارتفاعاته التي استمرت ثلاثة ايام مع تخلي المستثمرين عن مؤسسة «سوميتومو ميتسوي» المالية واسهم بنوك اخرى وسط شكوك بشأن خطة حكومية متوقعة لانقاذ مجموعة «اشيكاجا» المالية.

وقال ماساهارو ساكودو المستشار في شركة «تاتشيبانا» للاوراق المالية «اشيكاجا بنك اقليمي، لكن المستثمرين لا يريدون الاحتفاظ باسهم اي بنك خاصة قبيل عطلة نهاية الاسبوع».

وهبط مؤشر نيكاي الرئيسي بنسبة 0.62 في المائة الى 10100.57 نقطة بعد ارتفاعه على المدى الايام الثلاثة الماضية. وهبط مؤشر توبكس الاوسع نطاقا بنسبة 0.63 في المائة الى 999.75 نقطة بعد ارتفاعه باكثر من خمسة في المائة منذ ان سجل ادنى مستوياته منذ ثلاثة اشهر الاربعاء الماضي.

وهبط سهم «اشيكاجا» بنسبة 23.58 في المائة الى 81 ينا ليصبح اكثر الاسهم تضررا.

وتكثف الحديث عن خطة لانقاذ «اشيكاجا» بعد ان ابلغ مصدر حكومي رويترز امس ان من المرجح ان تضخ الحكومة اموالا عامة في البنك.

واغلق مؤشر مجموعة «سوميتومو ميتسوي» المالية على انخفاض بنسبة 2.73 في المائة بعد ارتفاعه في وقت سابق بنسبة ثلاثة في المائة.