خبراء: المنتجات الفاخرة تواجه «تهديدا خطيرا» لسوق ومبيعات الذهب والمجوهرات في المنطقة

الإمارات تستهلك ذهبا بقيمة 1.3 مليار دولار سنويا والاستهلاك الخليجي يصل إلى 4.5 مليار دولار

TT

حذر خبراء امس من تهديد جديد «غير مسبوق» يواجه سوق الذهب والمجوهرات في منطقة الشرق الاوسط التي تعتبر واحدة من اضخم اسواق استهلاك المعادن الثمينة في العالم ممثلا في تنامي الاتجاه الاستهلاكي نحو تفضيل المنتجات الفاخرة على شراء المجوهرات وخاصة وسط شرائح الشباب. وقال توحيد عبد الله رئيس مجموعة الذهب والمجوهرات في دبي «لم نواجه يوما هذا المستوى من المنافسة على صعيد انفاق المستهلك فالمنافسة اليوم تصدر من عدة عوامل ومنها منتجات الازياء والهواتف المتحركة والعطور والمنتجات الترفيهية والسفر وغيرها». ودعا عبد الله تجار المجوهرات الى تأسيس هيئة عالمية لتسويق المجوهرات لمواجهة هذه التهديدات تهدف الى «استقطاب الشباب زبائن المستقبل من خلال ابتكار طرق تسويقية جديدة». وقال عبد الله مخاطبا وفودا مشاركة في مؤتمر «دبي مدينة الذهب» ان الهيئة العالمية الجديدة التي يجب استحداثها هي حاجة ملحة اذا اراد قطاع المجوهرات مواجهة التحديات الجمة التي تشكلها الشركات العالمية المنظمة. واضاف ان تلك الشركات تستثمر ملايين الدولارات لتسويق منتجاتها داعيا الى تعاون اوثق بين تجار الذهب لتسويق المنتجات بصورة مشتركة. واعتبر معاذ بركات مدير عام مجلس الذهب العالمي في الشرق الاوسط وتركيا وباكستان ان منافسة المنتجات الفاخرة لدخل الفرد تمثل «تهديدا خطيرا» مشيرا الى انه يجب بالتحديد استهداف الشباب للاقبال على شراء المجوهرات بدلا من انفاق اموالهم على شراء العطور والازياء وغيرها. وقلل بركات من تاثير ارتفاع المعدن الاصفر على معدلات الاستهلاك في المنطقة التي تبلغ 4.5 مليار دولار في منطقة الخليج. ووصل سعر اونصة الذهب في سوق لندن للقطع الفوري الى 405 دولارات مسجلا ارتفاعا بمعدل يزيد عن 23 دولارا منذ الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ونسبة 27 في المائة منذ بداية العام الحالي. وتوقع بركات ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» ان تحافظ اسعار الذهب على اتجاهها التصاعدي خلال العام المقبل مشيرا الى ان بنك «اتش اس بي سي» يتوقع ان يصل سعر الاونصة العام المقبل الى 435 دولارا وان مجموعة الـ«ماركيت ميكرز» المكونة من 12 بنكا عالميا لا تستبعد ان يتراوح سعر الاونصة ما بين 425 ـ 500 دولار. وقال ان اسعار المعدن الاصفر ستواصل تماسكها حتى نهاية 2004 موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية وحتى يتضح مسار الاقتصاد العالمي بصورة افضل مضافا الى ذلك نقص المعروض نتيجة تخفيض مناجم الذهب لانتاجها بنسبة 2 في المائة لمدة 10 سنوات. وتستهلك السوق الاماراتية وفقا لبركات 5 مليارات درهم (1.3 مليار دولار) سنويا من المجوهرات والمشغولات الذهبية بمعدل 36 غراما للفرد سنويا مقابل معدل خليجي يتراوح بين 23 ـ 24 غراما سنويا ومعدل عالمي يبلغ اقل من جرام واحد. واستبعد ان تتأثر السوق الاماراتية بارتفاع اسعار الذهب قائلا ان معدل زيادة الطلب على المجوهرات الذهبية ارتفع بنسبة 5 في المائة منذ 2002 كما ارتفع الطلب على الذهب كأداة استثمارية بنسبة 80 في المائة. وقال ان الامارات تستورد 135 طنا من المجوهرات الذهبية و 300 طن من السبائك وتصنع 40 طنا سنويا.