مجموعة الأهلي التجاري و«بنك يو بي اس» السويسري يفوزان بعقد الاستشارات المالية لمشروع توسعة شبكة الخطوط الحديدية السعودية

3 مليارات دولار كلفة المشروع لربط الرياض بجدة بطول 950 كيلومترا والمدينة المنورة بمكة والجبيل بالدمام

TT

كشف المهندس خالد اليحيى الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية السعودية امس أن مجموعة مكونة من بنك «يو بي اس» غروب الاستثماري السويسري، والبنك الاهلي التجاري قد فازت بعقد تقديم خدمات الاستشاري المالي لمشروع توسعة شبكة الخطوط الحديدية في السعودية، بعد ان تقدمت العام الماضي اكثر من 30 مؤسسة مالية بطلب تأهيلها للقيام بهذه الخدمات، وقد تم تأهيل ثمان منها تمت دعوتها لتقديم عروضها، وقد وجه المجلس الاقتصادي الاعلى كلا من وزير المالية رئيس مجلس ادارة صندوق الاستثمارات العامة ووزير النقل رئيس مجلس ادارة المؤسسة العامة للخطوط الحديدية بتوقيع العقد مع الاستشاري المالي الفائز. من جانبه صرح مدير عام البنك الاهلي التجاري عبد الهادي شايف أمس «ان ربط البحر الاحمر بالخليج العربي بالسكك الحديدية سيكرس أهمية ميناء جدة الاسلامي كميناء اقليمي رئيسي فى المنطقة». وقال ان ربط المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة بخط حديدي لخدمة الحجاج والمعتمرين سيكون له وقع مميز في نفوس جميع المسلمين في شتى أنحاء العالم. وكانت الحكومة السعودية ممثلة بالمجلس الاقتصادي الاعلى قد اعلنت العام الماضي عن عزمها المضي قدما في تنفيذ مشروع توسعة شبكة الخطوط الحديدية الذي تتجاوز كلفة انشائه الاجمالية 3 مليارات دولار والمشتمل على خطين احدهما ما يسمى «بالجسر البري السعودي» والذي يربط الشبكة القائمة بدءاً من مدينة الرياض بمدينة جدة بطول 950 كلم ويشمل ايضا انشاء وصلة تربط الدمام بالجبيل بطول 115 كلم، اما الخط الآخر فيربط مكة المكرمة بالمدينة المنورة مرورا بجدة بطول 570 كلم مع انشاء وصلة لربط مدينة ينبع، وقد اعلن في حينه تكليف المؤسسة العامة للخطوط الحديدية بالقيام بمهام الجهة التنفيذية للمشروع، وشكلت لجنة توجيهية يرأسها رئيس عام المؤسسة وتضم اعضاء رفيعي المستوى من وزارة النقل ووزارة المالية ووزارة البترول والثروة المعدنية وصندوق الاستثمارات العامة والمؤسسة العامة للموانئ ، وتضطلع هذه اللجنة بمهام الاشراف على سير البرنامج التنفيذي للمشروع والتنسيق بين الجهات ذات العلاقة لازالة اي عقبات تعترض تنفيذه. وسوف تشمل مهام الاستشاري المالي للمشروع دراسة واقتراح الحلول الفنية والتجارية الممكنة لتنفيذه بأسلوب البناء والتشغيل ثم التحويل ونظام التشغيل ونقل الملكية علما بأنه من المزمع طرح امتياز تنفيذ وتشغيل الخطين على القطاع الخاص في منافستين منفصلتين ، ويرى الخبراء ان فصل هذين المشروعين امر طبيعي في ضوء اختلاف المنقولات على كل منهما وما يترتب على ذلك من اختلاف في خبرات التشغيل اللازمة لكل خط، فالجسر البري الذي يربط البحر الاحمر بالخليج العربي يخدم بالدرجة الاولى حركة نقل البضائع الواردة من الخارج والمتجهة الى الاسواق المحلية وكذلك اسواق الدول المطلة على الخليج العربي مع توفير خدمات اساسية لنقل الركاب، اما خط مكة المدينة فيعتمد بالدرجة الاولى على توفير خدمة نقل الركاب بين المدينتين المقدستين ومدينة جدة من الحجاج والمعتمرين وساكني هذه المدن التي تبعد عن بعضها مسافات تعتبر ملائمة جدا للقطار كوسيلة نقل، ويرى الخبراء ايضا ان التقنيات الحديثة في عالم قطارات الركاب كالقطارات المغناطيسية والقطارات المعلقة والقطارات القابلة للميلان وكلها من القطارات ذات السرعات العالية ستلعب دورا اساسيا في منافسة بناء وتشغيل خط مكة المدينة. تجدر الاشارة الى انه يتم حاليا إعداد دراسات تفصيلية لخط ثالث على جانب كبير من الاهمية تحت اشراف فريق عمل تم تشكيله في صندوق الاستثمارات العامة وبعضوية ممثلين من الجهات ذات العلاقة، وهو خط الشمال الجنوب الذي ينطلق من مدينة الرياض باتجاه الشمال ليربط منطقة حزم الجلاميد في اقصى شمال السعودية بالشبكة الحالية مرورا بمناطق سدير والقصيم وحائل والجوف وبطول يبلغ 1300 كلم، وستتركز المنقولات عليه في خامات المعادن وبالتحديد الفوسفات من حزم الجلاميد والبوكسايت من منطقة الزبيرة في حائل، ليتم نقلها الى مدينة الجبيل الصناعية واستعمالها لتصنيع العديد من المنتجات ذات القيمة المضافة كالاسمدة ومادة الالمنيوم.