أثار الاعلان عن بدء تداول أسهم شركة فودافون ـ مصر للاتصالات ببورصة الأوراق المالية المصرية الثلاثاء المقبل، ردود فعل متباينة في أوساط المتعاملين ببورصتي القاهرة والاسكندرية.
ففي الوقت الذي أكد فيه البعض أن قيد أسهم الشركة وتداولها يمثل اضافة للسوق وزيادة في رأسماله السوقي، وكذلك يعتبر بضاعة جديدة من أحد أهم القطاعات وهو قطاع الاتصالات، قال البعض الآخر إن هناك حالة من الارتباك والتخبط السائدة نتيجة لعدم وضوح الرؤية حول طرح هذه الأسهم وقيمتها والنسب المتداولة، ومدى آلية دخول البنوك المصرية والمؤسسات وصناديق الاستثمار كجهات صانعة للاستثمار بالشراء. ويتوقع البعض طرح عدد كبير من الأسهم في البورصة في أول أيام التداول، فيما توقع البعض الآخر ألا يحدث ذلك في ظل احتفاظ بعض المساهمين بأسهم أو طرح جزء بسيط (صغير) منها.
وكان السوق قد شهد خلال الفترة القليلة الماضية تراجعاً كبيراً في ظل وجود موجات بيع من قبل المستثمرين لتسييل محافظهم بهدف شراء أسهم من فودافون، وكانت الأسهم الصغيرة هي التي تأثرت بشدة، في حين حافظت أسهم قطاع الاتصالات: «أوراسكوم تيليكوم» و«موبينيل» على مستوياتها ولم تنزلق في هذه الموجة الهبوطية. وقال هاني هنداوي سمسار بشركة وديان لتداول الأوراق المالية ان الاعلان عن تداول أسهم فودافون خلال الأسبوعين الماضيين كان له تأثيره السلبي في السوق لعدم وضوح أسلوب الترويج والطرح أو التداول.
ويتوقع هنداوي أن يكون تأثير تداول أسهم فودافون خلال الفترة المقبلة محدوداً جداً لعدم وضوح توجه البنوك والمؤسسات، بالاضافة الى تجربة «موبينيل» الراسخة في أذهان البعض منذ عامين، حيث لم تتجه البنوك لبيع أسهمها إلا في ظل أسعار مغرية. ولا يتوقع أيضاً أن يقبل المساهمون من الأفراد على البيع إلا في ظل وجود أسعار تنافسية عالية، إلا أن هذا لم يتحدد في ظل عدم معرفة سعر اتجاه السوق إلا في ظل طرح الورقة والآليات التي تحكم ذلك.
ويرى هنداوي أن تداول أسهم فودافون له تأثير ايجابي في «موبينيل» مما يجعل المستثمرين يقارنون بين أرباح الشركتين، لكن ما زال هناك غموض حول تداول الأسهم، ومدى دخول البنوك والمؤسسات وصناديق الاستثمار بالشراء، إلا أنه يرى تأثيراً ايجابياً للطرح في السوق.
وأضاف أن مجرد قيد الورقة في بورصة الأوراق المالية في حد ذاته يمثل اضافة للسوق المالي والبورصة ونجاحا لهما، لأن القيد سيدخل في المؤشر العام ويرفع رأس المال السوقي بقيمة اسمية مليار و200 مليون جنيه، مشيراً الى أن لا أحد يعرف مدى نتيجة هذا التداول في السوق حالياً.
وتوقع أن لا يتم التداول على الأسهم بشكل عال إلا في وجود أسعار مغرية للبيع، ولا أحد يعرف سر اتجاه السوق.
من جانبه يقول عمرو أبو العينين رئيس قسم البحوث بشركة H C إن تداول أسهم فودافون في بورصة الأوراق المالية يعطي نوعاً من التنوع في الفرص الاستثمارية ويعمل على زيادة رأس المال السوقي في البورصة، كما يتيح للمستثمرين الأجانب سهولة الدخول للاستثمار في البورصة، مما يعطي ايجابية بصفة عامة للشركات الأجنبية وقدرة على الحركة في السوق بصورة أكبر.
وقال ان الاعلان منذ فترة مضت عن دخول فودافون في بورصة الأوراق المالية أثر في سهم «موبينيل» لرغبة بعض المستثمرين في تنويع محافظهم الاستثمارية. ويرى أن تداول أسهم فودافون له تأثير ايجابي في قطاع الاتصالات، ويتوقع أن يتم تداول أكثر من 15% من عدد الأسهم البالغة 240 مليون سهم. وأضاف إنه ليس من الضروري أن يتم الطرح بالكامل (التداول بكامل قيمة الأسهم). وينفي أبو العينين رغبة الحكومة في بيع حصتها في فودافون وعدم طرح الشركة لأسهم جديدة، وانما الذي سيحدث هو بيع المستثمرين جزءا من حصصهم أو بالكامل كلما ارتفع سعر بيع لفودافون.
يذكر أن رأسمال الشركة المقيد ببورصة الأوراق المالية 1.2 مليار جنيه موزعاً على 240 مليون سهم بقيمة اسمية 5 جنيهات. ويتوزع هيكل ملكية الشركة الحالي على 5% لشركة ألكان، و3.75% لصندوق الاستثمار العربي و5% لبنك القاهرة وصندوق حورس للاستثمار 1.83%، و7% و72% لفودافون جروب، وآخرين (أقل من 1%).
وكان محمد تيمور المستشار المالي لفودافون مصر للاتصالات قد كشف في مؤتمر صحافي عقد مؤخراً بالقاهرة (الثلاثاء الماضي) عن اعتقاد الشركة بصحة موقفها الضريبي الرامي إلى حصولها على اعفاء لمدة 10 سنوات وليس 5 سنوات فقط، وسعي الشركة إلى اثبات صحة موقفها عن طريق اعداد الدراسات والتحليلات.