النعيمي: السعودية لن تبيع نفطها باليورو ولا نقص في الإمدادات

الوزير السعودي يدعو إلى العمل على زيادة الاهتمام العالمي بالبترول وتقليص اعتماد اقتصاديات الدول العربية عليه

TT

قالت المملكة العربية السعودية اكبر مصدري النفط في العالم امس انها لن تدرس بيع النفط باليورو بدلا من الدولار رغم ضعف العملة الاميركية.

وقال علي النعيمي وزير البترول السعودي للصحافيين في القاهرة حيث يشارك في اجتماع منظمة البلدان العربية المصدرة للبترول (اوابك) انه قلق من قفزة في اسعار النفط رفعت سعر الخام الاميركي الى حوالي 33 دولارا للبرميل لكنه اضاف ان ارتفاع الاسعار لا يرجع الى نقص في الامدادات بل الى عوامل مثل الاحوال الجوية والمضاربين.

وعندما سئل النعيمي هل ستدرس السعودية بيع النفط باليورو بدلا من الدولار اجاب بالنفي قائلا «لا احد يتحدث عن اليورو... على قدر علمي فانني لم اقل ابدا اي شيء عن اليورو» مضيفا ان اوبك لن تناقش مسألة التحول الى مبيعات مقومة بالعملة الاوروبية الموحدة في اجتماعها في العاشر من فبراير (شباط).

وانعقد بالقاهرة أمس الاجتماع الـ17 لمجلس وزراء منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول «الأوابك» برئاسة المهندس علي النعيمي وزير البترول السعودي الذي دعا في بداية كلمته العراق الى أن يأخذ دوره المميز في صناعة البترول. وقال النعيمي: ان هناك علاقة متينة وتاريخية بين الوطن العربي والبترول، حيث اشار الى أنه يمتلك حوالي 65% من الاحتياطي العالمي ويصل انتاجه الى أكثر من 22 مليون برميل يوميا أي ربع الانتاج العالمي. ويمثل البترول العربي ما يربو من 40% من التجارة العالمية للتبرول ويصل دخل العرب من البترول الى حوالي 200 مليار دولار سنويا. وقال الوزير السعودي ان الوطن العربي يزداد أهمية وقوة بازدياد انتاجه من البترول وحصته في السوق العالمية مع استقرار اسعاره.

ودعا الوزير السعودي الى العمل على زيادة الاهتمام العالمي بالبترول وتقليص اعتماد اقتصاديات الدول العربية عليه، فالأول يعطينا دخلا ماديا أفضل وأهمية استراتيجية عالمية أكبر، والثاني يجعلنا أكثر استقلالية ومقدرة على اتخاد القرار وعدم الاعتماد على مصد واحد للدخل. وخص الوزير السعودي التجربة البترولية السعودية وعدد أوجه سياساتها حيث قال: انه تم بناء شركات بترولية عالمية ذات انتاجية عالية، وتدار على أسس تجارية بحتة وهذا يشمل شركة ارامكو السعودية التي تملكها الدولة وكذلك توطين صناعة الخدمات البترولية وهذا يشمل هندسة البترول والحفر والمسح الجيولوجي والصناعات المختلفة.

وأوضح الوزير انه تم تأسيس علاقات بترولية قوية مع الدول المستهلكة الرئيسية والعمل على اقامة علاقات تجارية متينة معها مع العمل على زيادة استخدام البترول والأخذ في الاعتبار ان هناك بعض القوى التي تسعى الى التشكيك في موثوقية الاعتماد على البترول العربي، وتسعى الى التقليل من أهميته. وأشار الوزير الى تقوية قطاع الأبحاث والدراسات والمعلومات والتدريب في مواضيع الطاقة والبترول.

وقال الوزير السعودي: ان السعودية تعمل على مواجهة وفضح القوى التي تسعى الى محاربة البترول بشكل عام والبترول العربي بشكل خاص والتي تعمل تحت دعاوي مختلفة مثل أمن الامدادات وحماية البيئة وأمن الطاقة ونضوب البترول.

من ناحية أخرى قال الوزير القطري عبد الله بن حمد العطيه: انه لا يوجد تصور لدى منظمة الأوابك لمواجهة الانخفاض في سعر الدولار مقابل اليورو مؤكدا ان سوق الأموال عملية معقدة وسوف يستمر هذا الانخفاض ويرتفع. في حين أشار الوزير المصري سامح فهمي لـ«الشرق الأوسط» الى أن هذا الانخفاض في سعر الدولار سيؤثر في شكل مباشرعلى ايرادات الدول المنتجة لأن الفرق كبير جدا يصل الى 20%.

مؤكدا ان دخول العراق لن يؤثر على قرار «الأوابك» في خفض سقف الانتاج لأنه لأول مرة منذ أربع سنوات يحدث استقرار في الانتاج والأسعار، بل ان الدول المنتجة لديها تسهيلات الآن في انتاج المزيد من النفط. وقال الوزير: ان منظمة أوابك ستعقد اجتماعها في الجزائر يوم 10 فبراير (شباط) 2004 لبحث أوضاع السوق ويحضر هذا الاجتماع دول من خارج الأوابك مثل روسيا والمكسيك لتحديد سقف موحد لانتاج النفط. وعقدت مساء أمس بالقاهرة جلسة مباحثات بين مصر وقطر لبحث التعاون في مجال البترول والغاز الطبيعي.

وكان أمين عام المنظمة العربية للدول المنتجة للبترول «أوابك» عبد العزيز بن عبد الله التركي قد صرح اول من امس بأن الاجتماع سيبحث اقرار ميزانية المنظمة وبرنامج عملها العام القادم ومناقشة نتائج أعمال العام الماضي بالاضافة الى جائزة اوابك العلمية لتكريم عدد من الفائزين بها. وقال التركي انه فيما يتعلق بوفد العراق فانه تمت دعوة العراق للمشاركة وأبلغونا بأن وفدا برئاسة ابراهيم بحر العلوم وزير البترول سيصل للمشاركة في اللقاء ثم فوجئنا باعتذارهم لاسباب طارئة. يذكر أن «اوابك» تضم عشر دول عربية هي مصر والسعودية والجزائر وقطر وسورية وليبيا والبحرين والكويت والامارات والعراق. من ناحيته أكد المهندس سامح فهمي وزير البترول المصري ان الصناعات البترولية تأتي في طليعة القطاعات الاقتصادية التي لها دور مهم في تفعيل التعاون العربي المشترك وتساهم بدور حيوي ورئيسي في تحديد مسار التنمية الاقتصادية في الدول العربية البترولية وغير البترولية.

وأشار الى ان التعاون العربي المشترك يأتي على قائمة استراتيجيات وزارة البترول الذي شهد خلال السنوات الماضية ازدهارا ونشاطا في اطار العلاقات المتميزة التي تربط مصر بقيادة الرئيس حسني مبارك ودول العالم العربي. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها وزير البترول اليوم على هامش استقبالاته لوزراء البترول العرب الاعضاء في منظمة الاقطار العربية المصدرة للبترول «اوابك» والذين بدأ توافدهم على القاهرة امس واليوم لحضور الدورة الحادية والسبعين للمجلس الوزاري للمنظمة والتي تبدأ اجتماعاتها اليوم «السبت» برئاسة على النعيمي وزير البترول السعودي والذي ترأس بلاده الدورة الحالية. واستعرض المهندس سامح فهمي ـ في تصريحاته ـ المشروعات الناجحة للتعاون العربي المشترك في مجالات الصناعات البترولية والغاز خاصة مشروع نقل الغاز المصري لدول المشرق العربي والخط المزمع اقامته مع ليبيا لتصدير الغاز المصري وخط ثاني لنقل البترول الليبي لتكريره في المعامل المصرية.

كما استعرض وزير البترول المشروع المصرى الكويتي لاقامة مصنع لمواسير نقل الغاز في منطقة بورسعيد اضافة الى التعاون مع الامارات والسعودية لاقامة العديد من المشروعات المشتركة في مجالات الصناعات البتروكيماوية وتسويق المنتجات البترولية. ومن المقرر ان تناقش الدورة الحادية والسبعون للمجلس الوزاري لمنظمة «الاوابك» غدا عددا من التقارير الاقتصادية والفنية حول نشاط الشركات المنبثقة عن المنظمة والتعاون المستقبلي بين الدول الاعضاء في مجالات الصناعات البترولية والغازية.

كما تتناول الدورة اعتماد الميزانية التقديرية للامانة العامة للمنظمة ونشاطها في العام المقبل لدعم اواصر التعاون وتفعيله بين الدول العربية وكذلك متابعة سير العمل في بنك المعلومات واعلان نتائج تحكيم جائزة الاوابك للبحث العلمي لعام 2002 .

جدير بالذكر ان منظمة الاوابك انشئت عام 1968 وتتخذ من الكويت مقرا لها وتضم في عضويتها مصر والسعودية والجزائر وسورية والبحرين وقطر وليبيا والكويت والامارات والعراق.