رئيس وزراء الصين يبحث في المكسيك المنافسة بين صادرات البلدين إلى السوق الأميركي

الصين تسجل فائضا في معاملاتها التجارية بقيمة 4.86 مليار دولار في نوفمبر

TT

بكين ـ رويترز: وصل رئيس الوزراء الصيني وين جيا باو الى المكسيك اول من امس، في اول زيارة يقوم بها رئيس وزراء صيني للمكسيك منذ ثماني سنوات، بهدف تخفيف التوترات بشأن تجارة السلع المهربة وتراجع نصيب المكسيك من الصادرات الى الولايات المتحدة بسبب السلع الصينية الارخص.

وتأتي الزيارة في وقت تواصل فيه الصادرات الصينية نموها معززة الفائض التجاري بشكل مطرد، بينما الاقتصاد الاميركي يعاني، في الطرف المقابل، من عجر كبير في المعاملات التجارية. وقد بلغ الفائض التجاري الصيني في نوفمبر (تشرين الثاني) 4.86 مليار دولار، بينما اظهرت البيانات الرسمية الاميركية اول من امس، تصاعد عجز المعاملات التجارية الاميركية الى 41.8 مليار دولار في اكتوبر (تشرين الاول). وقال وين في كلمة امام اعضاء مجلس الشيوخ المكسيكي قبل توجهه الى القصر الوطني لاجراء محادثات خاصة وحضور مأدبة عشاء رسمية مع الرئيس المكسيكي فيسينتي فوكس الذي زار بكين في يونيو (حزيران) عام 2001 «اننا شركاء متعاونون ولسنا بأي حال متنافسين».

وقام وين في الاسبوع الماضي بزيارة كل من الولايات المتحدة وكندا. والتقى في واشنطن مع الرئيس الاميركي جورج بوش الذي انحت ادارته باللائمة على السلع الصينية الرخيصة في فقد ملايين لوظائفهم في القطاع الصناعي.

ويقول اقتصاديون ان المكسيك التي ترسل 90 في المائة من صادراتها الى الولايات المتحدة معرضة بشكل اكبر للخطر من الصين، كما انها فقدت نصيبها في السوق الاميركية لصالح الصين في قطاعات رئيسية، مثل المنسوجات واجهزة التلفزيون والسيارات واجزاء الكومبيوتر.

وقال وين ان العلاقات بين الصين والمكسيك يمكن ان تنمو اذا وجدت الدولتان سبل الازدهار معا. ومن المتوقع ان يروج وين خلال محادثاته مع فوكس للصين كفرصة استثمار امام الشركات المكسيكية وتبديد فكرة ان الصين وراء معظم السلع المهربة التي يتم ارسالها الى المكسيك والتي تتفوق على لعب الاطفال والملابس المصنوعة محليا.

وقال راؤول جارسيا تابيا رئيس الغرفة الوطنية للملابس ان 58 في المائة من سوق الملابس المحلية المكسيكية التي يبلغ حجمها 16 مليار دولار يتألف من ملابس مهربة.

واضاف «انها احدى مشكلاتنا الكبيرة في المكسيك فالسلع المهربة تعني استيراد ملابس صينية من خلال طرف ثالث يطلق على نفسه بلد المنشأ». وكان من المقرر ان يتناول وين امس طعام الافطار مع رؤساء شركات مكسيكية ويزور شركة «بيمكس» النفطية الحكومية.

من جهة ثانية، نقلت وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) عن احصاءات جمركية ان الصين حققت فائضا تجاريا حجمه 4.86 مليار دولار في شهر نوفمبر، وهو تقريبا ضعف الرقم المسجل في نفس الفترة من العام الماضي وقدرها 2.5 مليار دولار.

والفائض المسجل في نوفمبر ثاني اكبر فائض هذا العام بعد تحقيق فائض في اكتوبر قدره 5.7 مليار دولار. وتصدر الفائض التجاري المتزايد مع الولايات المتحدة المحادثات خلال زيارة رئيس وزراء الصين وين جياباو لواشنطن الاسبوع الماضي.

وزادت صادرات الصين هذا العام مع تحويل شركات اجنبية الانتاج للصين للاستفادة من رخص العمالة في اكبر بلاد العالم من حيث تعداد السكان. وتمد المصانع الصينية شركات تجارة التجزئة في الولايات المتحدة بمنتجات رئيسية، الا ان منتجين اميركيين يشكون من ان المنافسة غير العادلة من الصين كلفتهم مئات الالاف من الوظائف.

وجاء في البيانات التي نشرتها شينخوا في ساعة متأخرة من مساء اول من امس، ان حجم الصادرات من يناير (كانون الثاني) الى نوفمبر بلغ 390 مليار دولار بارتفاع نسبته 33 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، بينما زادت الواردات بنسبة 39 في المائة الى 371 مليار دولار.

وانخفض الفائض في 11 شهرا باكثر من الربع مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، في ما يعزز رأي بعض المسؤولين الصينيين بان البلاد ستسجل عجزا تجاريا في المستقبل.