انخفاض مؤشرات الاستهلاك تحير المراقبين المتفائلين بشأن أداء الاقتصاد الأميركي خلال الربع الأخير

TT

يتابع المراقبون للاقتصاد الاكبر في العالم (الأميركي) البيانات والمؤشرات الاقتصادية خلال الربع الأخير من العام الحالي عن كثب سعيا لتثبيت التنبؤات بدخول الاقتصاد الاميركي فترة نمو. الا ان تضارب البيانات والمؤشرات يقلق الاقتصاديين والمحللين ويصعب عملية التنبؤ بأداء الاقتصاد الاميركي الذي يؤثر بشكل مباشر على اداء الاقتصاد العالمي. وفي حين يتفاخر الرئيس الاميركي جورج بوش بنجاحات ادارته الاقتصادية خصوصا في مجال تخفيض الضرائب والعمالة والانتاجية، تظهر بيانات الاستهلاك الاميركي توجه حذرا وغير متوقع من المستهلكيين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) وهو موسم الاعياد والتسوق الأمر الذي يشكك في التوقعات بموسم تسوق منتعش خلال اجازات أعياد الميلاد. وأظهر مؤشر جامعة ميتشيغين للمستهلكين الاميركيين انخفاضا ملحوظا في ديسمبر ليصل الى 89.6 نقطة من 93.7 في نوفمبر (تشرين الثاني) بالرغم من تحسن أوضاع العمالة والاسواق المالية الأميركية. وحسب الاقتصاديين فانه من الصعب الاعتماد على بيانات شهر واحد الا انه من الواضح ان المستهلكين سواء في مجال الاعمال أو الاستهلاك العائلي يبقوا متخوفين وغير مطمئنين للاوضاع الاقتصادية ويفضلون عدم الانفاق حتى تتبين الصورة بشكل أوضح.

وكان الرئيس الاميركي جورج بوش أعرب عن ارتياحه الكبير لما وصفه بنجاحات ادارته خصوصا على الصعيد الاقتصادي في حين سيترشح لولاية رئاسية ثانية في نوفمبر 2004. وذكر بوش في كلمته الاذاعية الاسبوعية أول من امس بان «مجلسي النواب والشيوخ صوتا في مايو (آيار) الماضي على خطتي من اجل النمو والعمالة التي تنص على تخفيضات جوهرية للضرائب بالنسبة لـ91 مليون اميركي». واكد «والآن نحن نرى النتائج. في الفصل الثالث بلغ نمو الاقتصاد اسرع وتيرة له في خلال ما يقرب من عشرين عاما. كما ان الانتاجية والنشاط الصناعي والبناء في تقدم. وقد زدنا اكثر من 300 الف وظيفة منذ شهر اغسطس (اب). وتخفيضات الضرائب تسير على ما يرام واقتصادنا يقوى». وبشأن ملف البيئة الذي يعتبره الديمقراطيون بمثابة احدى النقاط السوداء في حصيلة ادائه، اكد ان التشريع الخاص باقتلاع النباتات اليابسة من الغابات الموقع مطلع ديسمبر سيسهم في تخفيف عدد الحرائق. واكد على ان توفير فرص العمل واصلاح النظام الصحي والمدارس العامة تشكل اولويات العام 2004.