تقوم الجهات المختصة في السعودية خلال الفترة المقبلة بإجراء مسح للكشف عن بقايا الأدوية والمضادات الحيوية في اللحوم الحمراء التي غالباً ما تحدث نتيجة لعدم الالتزام بفترة الانسحاب الدوائي من جسم الحيوان قبل عرضه أو عرض منتجاته للمستهلكين. وابلغ مصدر مسؤول في اللجنة الزراعية في غرفة الرياض «الشرق الأوسط» أن المسح يهدف إلى اجراء تحاليل مخبرية عشوائية في عينات عدد من الحيوانات المذبوحة للاستهلاك الآدمي للكشف عن مدى وجود بقايا في أنسجتها للمضادات الحيوية والبكتيرية والشائع استخدامها في مشاريع الإنتاج الحيواني.
وحسب المصدر فإن مشروع المسح سيقتصر على جمع العينات من الأنسجة العضلية، بالإضافة إلى عينات الكبد أو الكلى بالنسبة لبعض المركبات التي قد توجد بتركيزات عالية في الكلى، وذلك بمعدل عينتين من كل حيوان مع ضرورة اخذ عينة من الأنسجة العضلية من جميع الحيوانات التي تشملها عملية المسح. منوهاً بأن إجمالي الفحوصات المخبرية التي يلزم إجراؤها في إطار هذا المشروع لعدد 300 عينة التي سيتم جمعها تبلغ 1800 فحص مخبري، وذلك بمعدل ستة فحوصات في كل عينة. وذكر المصدر أنه سيتم في هذا المسح استخدام جهاز «شارم» الذي تستخدمه عدد من الدول للكشف عن بقايا المضادات الحيوية وغيرها من المواد الكيميائية في العديد من المنتجات الحيوانية والزراعية، مشيراً إلى أن هذا الجهاز يمكن من معايرة الاختبارات للمقارنة بمواصفات الجهات الرقابية الرسمية في عدد من دول العالم مثل نيوزيلندا وغيرها، خاصة ان نتائج التحاليل المخبرية لهذا الجهاز معتمدة من قبل ستة مختبرات مركزية تابعة لإدارة الأغذية والدواء الأميركية، بالإضافة إلى 55 مختبراً آخر بالولايات المتحدة الأميركية و7 مختبرات تابعة لوزارة الدفاع الأميركية. ومن المعروف أن المضادات الحيوية تستخدم حالياً بكثافة في الحيوانات المنتجة للغذاء وذلك لعلاجها من الأمراض في إطار مكافحة الأمراض المعدية والوبائية أو لتقليل العبء الجرثومي على أجهزة الحيوان وتهيئة ظروف ملائمة للرفع من كفاءة التمويل الغذائي وتحسين النمو والإنتاج بطريقة غير مباشرة، وتختلف الأدوية والمضادات الحيوية في محركاتها داخل جسم الحيوان وفي كيفية تخلصه من آثارها وما تستغرقه من وقت لخروجها من الجسم، لذا فقد تظل آثار بعض الأدوية والمضادات الحيوية متبقية في جسم الحيوان لفترات طويلة وبتركيزات عالية في بعض الأنسجة أو المنتجات الحيوانية، الأمر الذي قد يترتب عليه إضرار بصحة الإنسان المستهلك لتلك المنتجات الحيوانية.