الاسترليني يتجاوز 1.83 دولار بعد ابقاء سعر الفائدة البريطانية

اليورو يرتفع بعد تصريح رئيس المركزي الأوروبي الذي أبقى الفائدة على 2%

TT

ارتفع سعر صرف الجنيه الاسترليني الى أعلى مستوياته منذ أكثر من 11 عاما امس متجاوزا مستوى 1.83 دولار تدعمه توقعات باتساع فارق أسعار الفائدة بين بريطانيا والولايات المتحدة.

عاود اليورو ارتفاعه امس في اسواق الصرف، متأثرا بتصريحات رئيس البنك المركزي الاوروبي جان كلود تريشيه بعد قرار البنك الحفاظ على مؤشر الفائدة عند 2%.

وبلغ اليورو 1.2744 دولار مقابل 1.2578 قبل اربع ساعات و1.2630 مساء الاربعاء في نيويورك.

وكان البنك المركزي الاوروبي اعلن انه سيترك نسبة الفائدة على اليورو 2 في المائة من دون تغيير.

واعلن تريشيه ان النسبة الحالية للفائدة «مناسبة»، موضحا ان «البنك المركزي الاوروبي لا يؤيد التلاعب المفرط في اسواق الصرف».

وكانت اسواق الصرف تترقب تعليق تريشيه لمعرفة اتجاهات اليورو الذي سجل خلال سنة واحدة ارتفاعا بلغ 23 في المائة. وقرر بنك انجلترا المركزي امس ابقاء أسعار الفائدة دون تغيير لكن العديد من المحللين يرجحون ان يرفعها في الشهر المقبل مع تسارع وتيرة النمو الاقتصادي.

وقال كريس جوثارد خبير العملات لدى مؤسسة براون براذرز هاريمان «الاسترليني يحقق فائدة كبيرة من دوامة تراجع الدولار. وفارق أسعار الفائدة يتجه لمصلحة الاسترليني. كما ان نمو الاقتصاد البريطاني نمو صحي للغاية».

وقرر بنك انجلترا المركزي امس ابقاء أسعار الفائدة الرئيسية الرسمية دون تغيير على 3.75 في المائة.

وكان البنك رفع أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وذلك للمرة الاولى منذ ما يقرب من أربع سنوات.

وتوقع أغلب المحللين هذا القرار في اطار مساعي البنك للتأقلم مع هدف جديد للتضخم وارتفاع الجنيه الاسترليني الى أعلى مستوياته منذ 11 عاماً مقابل العملة الاميركية.

لكن المحللين يتوقعون ان يرفع البنك الفائدة في شهر فبراير (شباط) لاستمرار تسارع النمو الاقتصادي. بل ان السير اندرو لارج نائب محافظ البنك المركزي أراد رفع الفائدة الشهر الماضي للتخفيف من ارتفاع مستويات الدين الاستهلاكي.

وتراهن أسواق المعاملات الاجلة الان على أن أسعار الفائدة قد تبلغ 4.75 في المائة بنهاية العام الجاري.

وهذا أول اجتماع تعقده لجنة السياسة الائتمانية بالبنك منذ عدل وزير المالية جوردون براون تفويضه للجنة فيما يخص معدل التضخم المستهدف الى اثنين في المائة وفقا للقياسات الاوروبية بدلا من مستوى 2.5 في المائة وفقا للمؤشر الاساسي لاسعار المستهلكين.

وقرر البنك المركزي الاوروبي ابقاء أسعار الفائدة دون تغيير مثلما كان متوقعا متحديا نداءات تطالب بخفضها للحيلولة دون اي اثار سلبية لارتفاع اليورو على الانتعاش الاقتصادي.

وقال البنك المركزي ان مجلسه قرر ابقاء سعر الفائدة الاساسي المعمول به في منطقة اليورو على 2.0 في المائة في اجتماعه الشهري لبحث السياسة الائتمانية.

ويتيح ارتفاع اليورو للبنك المركزي مجالا للحركة في مساعيه لخفض التضخم بخفض أسعار الاستيراد.

وكان أغلب المحللين توقعوا قرار البنك وقالوا انه سينتظر حتى النصف الثاني من العام الجاري قبل رفع اسعار الفائدة. لكن المطالب تتزايد بان يخفض البنك كلفة الاقتراض.

وقال وزير الاقتصاد الالماني فولفجانج كليمنت امس ان قوة اليورو تمثل مشكلة لاقتصاد منطقة اليورو وتضع النمو المتوقع في ألمانيا خلال 2004 في خطر.

كما دعا رئيس وزراء بلجيكا ورئيس اتحاد الغرف التجارية والصناعية في المانيا الى خفض أسعار الفائدة للمساعدة في خفض سعر صرف اليورو أمام الدولار.

وارتفع الجنيه الاسترليني بعد ظهر امس الى 1.8322 دولار مسجلا أعلى مستوى منذ سبتمبر (ايلول) عام 1992 بزيادة أكثر من ثلثي نقطة مئوية عن مستواه في أواخر المعاملات في نيويورك اول من أمس. وبلغ سعر العملة البريطانية 1.8300 دولار.

كما ارتفع الجنيه الاسترليني نحو ثلاثة أرباع نقطة مئوية مقابل العملة الاوروبية الموحدة ليصل الى 69.51 بنس لليور.

وواصل اليورو تراجعه عن اعلى مستوياته على الاطلاق امام الدولار وسط قلق الاسواق من احتمال ان يبدأ المركزي الاوروبي في التحذير من الارتفاع الاخير للعملة الموحدة بعد اجتماعه لتحديد اسعار الفائدة.

وانخفض اليورو صباحا ثلث نقطة مئوية الى 1.2591 دولار مقارنة مع اعلى مستوى على الاطلاق الذي بلغه يوم الثلاثاء عند 1.2812 دولار.

كما نزل اليورو نحو نصف نقطة مئوية امام الين الى 133.68 ين. وانخفض الدولار قليلا امام العملة اليابانية ليصل الى 106.14 ين مقتربا من ادنى مستوى في ثلاث سنوات دون 106 ينات. اما بالنسبة لاسواق الاسهم العالمية، فقد ارتفعت الاسهم الرئيسية في بورصة لندن للاوراق المالية امس يدعمها ارتفاع أسهم القطاع المالي وسلسلة من تقارير السماسرة برفع تصنيفات بعض الاسهم بينما تتركز أنظار المستثمرين على الولايات المتحدة في بداية موسم اعلان النتائج الفصلية للشركات.

ورفع بنك «يو.بي.اس» اسهم شركتي «كابيتا» و«سيركو» للخدمات من بين اسهم الدرجة الثانية مما أدى الى ارتفاعها بشدة.

وتصدر سهم "يونيليفر" للمنتجات الاستهلاكية قائمة الاسهم الصاعدة على موءشر فاينانشال تايمز الرئيسي وذلك بعد ان رفع بنك دويتشه تصنيفه لها.

وارتفع المؤشر المكون من اسهم 100 مؤسسة بريطانية كبرى 23.4 نقطة أي بنسبة 0.52 في المئة الى 4496.4 نقطة.

وقفزت أسهم شركة اميك للخدمات الهندسية بنسبة تتجاوز خمسة في المائة بعد ان قالت انها تتوقع تحقيق مزيد من التقدم في العام الجديد بفضل انتعاش سوقها في أميركا الشمالية واحتمالات الفوز بعقود في العراق. الا ان أسهم «أم.ام.او.تو» لاتصالات الهاتف الجوال انخفضت بعد ان خفض بنك ليمان براذرز الاستثماري تصنيفه لها.

وفي طوكيو انهى مؤشر نيكاي القياسي للاسهم اليابانية موجة خسائر استمرت يومين ليغلق على ارتفاع بعد ان عزز ارتفاع مؤشر ناسداك المركب الاميركي ثقة المستثمرين ودفع اسهم شارب كورب وغيرها من اسهم التكنولوجيا للصعود.

وارتفع مؤشر نيكاي 0.74 في المائة ليغلق على 10837.65 نقطة.

وقال محللون ان نيكاي فقد 0.62 في المائة في الجلستين السابقتين مما يبدد تقريبا الارتفاع الحاد الذي سجله في بداية العام ويوحي بان المؤشر انخفض بما يكفي في الوقت الحالي.

كما ارتفع مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 0.51 في المائة لينهي اليوم على 1056.92 في المائة.