جنون البقر يفرض البحث عن مصادر لحوم بديلة في الولايات المتحدة

الطلب يرتفع على لحم الثور البري الأميركي لكن استهلاكه ما زال حوالي 31 ألف رأس سنويا

TT

دنفر (كولورادو) ـ رويترز: يقول مسؤولون في صناعة اللحوم ان اكتشاف اول حالة اصابة بمرض جنون البقر في الولايات المتحدة ربما يدفع اكلة لحوم الابقار الى التفكير في طرح لحوم بديلة وقد ينصب التركيز على الثور البري الاميركي.

والثور البري الاميركي اكبر حيوان ثديي في قارة أميركا الشمالية وهو من الرموز المحببة في الغرب. وعادة ما يشير الاميركيون الى هذا الثور باسم الجاموس البري.

ولعب الثور البري دورا اقتصاديا بالغ الاهمية في حياة الهنود الحمر في تاريخ نشأة الولايات المتحدة وذلك في مناطق السهول العظمى إذ كانوا يستغلون كل جزء منه في مجالات تمتد من الغذاء والمأوى وحتى الوقود.

الا ان المستوطنين الذين غزوا قارة اميركا الشمالية بالغوا في الصيد الجائر لهذا الحيوان حتى كاد ينقرض في القرن التاسع عشر الامر الذي اسهم في تغيير اسلوب حياة الهنود الحمر.

وخلال العقود الاخيرة راجت صناعة لحوم الثور البري الاميركي تجاريا وربما اجتذبت مستهلكين جددا ممن يبحثون عن بديل للحوم الابقار منذ ظهر مرض جنون البقر (مرض اعتلال الدماغ الاسفنجي للبقر) الشهر الماضي في الولايات المتحدة.

ويمكن لمرض جنون البقر الانتقال الى البشر الذين يأكلون منتجات لحوم ابقار مصابة به فيصابون بمرض نادر مماثل يدعى كروتزفيلد ياكوب. وليس هناك علاج لهذا المرض الذي يصيب البشر وهو قاتل في جميع حالاته.

وفيما طمأن مسؤولون حكوميون المستهلكين بالولايات المتحدة الى سلامة اللحوم الاميركية ينتاب البعض قلق من تناولها فيما حظرت عشرات الدول استيراد لحوم الابقار الاميركية.

وقال ديف كارتر المدير التنفيذي للاتحاد القومي للثيران البرية «نفضل لو ان يتصل الناس ويسألون بشأن لحم الثيران لأنهم يسمعون ان مذاقه طيب. لا يتعين على احد القلق من تناول اللحوم في الولايات المتحدة».

وشهدت صناعة لحوم الثيران البرية التي برزت من منتصف الثمانينات صعودا وهبوطا الا انها انتعشت العام الماضي بسبب زيادة الاهتمام بالوجبات التي تحتوي على معدلات مرتفعة من البروتين. وتتغذى الثيران على العشب الاخضر ثم الحبوب او البطاطس (البطاطا) لفترة تتراوح بين ثلاثة اشهر واربعة اشهر قبل ذبحها عندما يصل وزنها الى 900 كيلوغرام.

ولا تتم تغذيتها باي مضادات حيوية او هرمونات لزيادة الوزن او منتجات حيوانية. وقيل ان استخدام علف من بقايا حيوانات في اطعام بعض الحيوانات ادى لانتشار مرض جنون البقر في بريطانيا.

وقال كارتر انه يتوقع ان يصل عدد الثيران التي ذبحت في العام الماضي الى 31 ألف رأس بزيادة عن تقديرات وزارة الزراعة الاميركية الرسمية التي تقول انه ذبح في عام 2002 نحو 25641 رأسا. ويتكلف الرطل من لحم الثيران البرية نحو 4.99 دولار مقارنة بأربعة دولارات لأفخر انواع اللحم البقري. ويقول البعض ان لحم الثيران له مذاق اللحم البقري الا انه اكثر طراوة وأطيب، وسعراته الحرارية ومستوى الكوليسترول والدهون فيه اقل من اللحم البقري ويحتوي على مستويات مرتفعة من البروتين والحديد.

وكان عدد الثيران البرية في اوائل القرن التاسع عشر نحو 60 مليون رأس الا ان المستوطنين البيض ذبحوها حتى وصل العدد الى ما يتراوح بين 1500 و2000 رأس. والان وصل العدد الى 350 الف رأس.

ومع هذه الزيادة الا ان حجم صناعة لحوم الثيران يعد ضئيلا للغاية مقارنة بحجم صناعة اللحم البقري التي تتعامل في 130 الف رأس يوميا.

الا ان الامور تتغير. قال باول برناردو نائب رئيس قسم المبيعات والتسويق في شركة «روكي ماونتين ناتشرال» بدنفر ان متاجر «سيف واي» في دنفر «زادت هذا الاسبوع من الطلب على لحوم الثيران بنسبة 65 في المائة».

واضاف «بعض عملائنا الكبار يطلبونا للتأكد من ان لحوم الثيران غير مخلوطة بلحم بقري».

وتتعامل الشركة في ثمانية الاف رأس من الثيران سنويا وزاد الانتاج بنسبة 70 في المائة خلال العام الماضي.

وقال كارتر ان الصناعة ربما تشهد نموا مطردا وليس انتعاشة كبيرة. وأوضح «التحدي الرئيسي امامنا هو اقناع الناس بتذوق قضمة». ويظن مستهلكون ان لحم الثيران سميكا وذو نكهة كريهة.

ويتركز جزء كبير من صناعة لحم الثيران في ولايات نورث داكوتا وساوث داكوتا ومونتانا ووايومنج ونبراسكا وكولورادو ونيومكسيكو. وتلعب القبائل الهندية دورا ايضا في اعادة الثيران البرية للاضواء.

وقال فريد ديباري المدير التنفيذي لمجموعة «انتر ترايبال بيسون كوبيراتيف» في رابيد سيتي بولاية ساوث داكوتا «اغلب جهودنا التسويقية تتركز على تزويد شعبنا اولا» بلحم الثيران. ويوجد لدى الجماعة المؤلفة من 54 قبيلة قطيع من ثمانية الاف رأس. واضاف «الناس بصحة جيدة ما دام لحم الثيران البرية بات متاحا وتبدأ المشاكل عندما يختفي». مضيفا ان المجموعة تتجه الى البيع للجمهور بعدما تأخذ القبائل احتياجاتها.