تعمل وزارة الزراعة السعودية على إنهاء وضع الأسس القانونية للزراعة العضوية وذلك لتطوير الزراعة لجذب المستثمرين من داخل وخارج السعودية للاستثمار والاستفادة القصوى من الموارد المائية المحددة في السعودية وللظروف البيئية الملائمة لمثل تلك الزراعات.
وأعلن الدكتور فهد بالغنيم وزير الزراعة السعودي خلال افتتاح البرنامج التدريبي الأول للزراعة العضوية أمس أن وزارته بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة ستعقد ثلاثة برامج تدريبية متتابعة للعام الجاري 2004 مدة كل برنامج تتراوح بين 4 و6 أشهر في ثلاثة مجالات تم تحديدها وفقاً لمتطلبات سوق العمل سواء الحكومي أو الخاص، والمتمثلة في الزراعة العضوية وتحليل متبقيات المبيدات وعزل الفيروسات، مشيراً إلى أنه سيتم التدريب في مراكز الأبحاث التابعة لوزارة الزراعة وفي المشاريع الزراعية التي لديها إنتاج عضوي إضافة إلى التعاون مع بعض مراكز الزراعة العضوية في الدول العربية وغيرها من الدول الأجنبية التي لها خبرات طويلة في مجال الزراعة العضوية.
ويأتي التوجه السعودي لدعم الزراعة العضوية في ظل تأسيس الهيئة العليا للغذاء والدواء والتي يعمل حالياً على إنهاء كافة برامجها وبداية أعمالها، والتي ستعيد النظر في الغذاء الموجود في الأسواق السعودية وخاصة المقدم في المستشفيات، وضرورة الاتجاه نحو الغذاء الصحي لتلافي الأضرار الناتجة عن الأغذية غير الصحية وما تسببه من مشاكل مرضية.
ويتزامن التوجه السعودي نحو الزراعة العضوية مع ما طرحته وزارة الزراعة من الفرص الاستثمارية في مجال الزراعة العضوية للراغبين من المنتجين والشركات المتخصصة العالمية والمحلية على أن يتم تطبيق معايير المستخدمة في مجال الزراعة العضوية، خاصة أن دور وزارة الزراعة سيقتصر على النواحي الإشرافية والرقابية والتوعية الإعلامية للمزارعين والتنسيق بين المنتجين والقطاع الخاص الذي سيتولى مهمة الفحص والتحليل ومنح الشهادات، على أن يتم العمل بهذه الآلية تدريجياً بالاستفادة من خبرة الدول الأخرى. ويعتبر التوجه نحو الزراعة العضوية في ظل التوسع في النشاط الزراعي الذي أدى إلى استخدام بعض المبيدات والمواد الكيميائية لزيادة الإنتاج كما ونوعاً، الأمر الذي أدى إلى قلق المستهلكين في العالم بشأن سلامة الأغذية ونوعية المواد الغذائية وارتفاع الطلب على بعض المنتجات عالية الجودة والأغذية العضوية والذي يتوقع أن يكون التوجه لها قوياً لتخلق بذلك فرص استثمارية واعدة، لإنتاج محاصيل الحبوب والفواكه والخضروات والمنتجات الحيوانية من بيض الدجاج واللحوم بطريقة طبيعية وخالية من الأسمدة والكيماويات والمبيدات.