محافظ المركزي الكويتي: المنطقة تواجه تحديات جديدة تفرضها عمليات إعادة إعمار العراق

أكد أن الاقتصاد حقق أسرع نمو وحجم أصول القطاع المصرفي يتجاوز 64 مليار دولار

TT

قال محافظ بنك الكويت المركزي الكويتي الشيخ سالم عبد العزيز الصباح: إن المنطقة تواجه حاليا تحديات وفرصاً جديدة تفرضها عمليات اعادة اعمار العراق التي تتطلب حسب تقديرات الامم المتحدة نحو 36 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة.

واوضح الشيخ سالم الصباح في كلمة القاها في الحفل السنوي لجمعية الصداقة الكويتية ـ البريطانية الليلة قبل الماضية ان الكثير من دول المنطقة ومن بينها الكويت لديها فرص جيدة للمشاركة في اعادة الاعمار والبناء، موضحاً ان الكويت لديها البنية الاساسية التي تجعلها تطرح نفسها كبوابة رئيسية لاعادة اعمار العراق وأنها تمتلك نظاما مصرفيا متقدما ونظم اتصالات حديثة وهو ما يجعلها قادرة على جذب المستثمرين الاجانب الراغبين في العمل في السوق العراقي عبر طرف ثالث.

واشار الى ان سرعة انتهاء العمليات العسكرية في العراق أثّر بشكل ايجابي على الاقتصاد الكويتي، فالتقديرات الاولية الخاصة بعام 2003 تشير الى ان الاقتصاد حقق اكبر واسرع نمو له خلال عقد من الزمان. وفي حديثه عن القطاع المصرفي الكويتي قال الشيخ سالم انه مع نهاية عام 2003 فان حجم اصول البنوك الكويتية بلغ 18.8 مليار دينار كويتي (حوالي 64 مليار دولار). واستعرض بعض الجهود التى تهدف الى مواكبة الاقتصاد الكويتي للاقتصاد العالمي وذلك من خلال برنامج الاصلاح الاقتصادي الذي يهدف الى تفعيل دور القطاع الخاص وزيادة رقعة مشاركته في الاقتصاد المحلي، فقال ان البرنامج يتضمن كذلك جذب الاستثمارات الاجنبية وزيادة الدخل من القطاعات غيرالنفطية ورفع مساهمتها في الناتج المحلي الاجمالي. واشار الى عدد من القوانين التي تم اقرارها في السنوات الاخيرة ومن بينها قانون الاستثمار الاجنبي الذي صدر في ابريل (نيسان)2001 والذي يعطي المستثمرين الاجانب مساهمات في المشروعات تصل الى 100 في المائة وقانون البنوك الاجنبية الذي اقره مجلس الامة مؤخرا مع اعطاء البنك المركزي صلاحيات منح التراخيص اللازمة للبنوك الاجنبية الراغبة في العمل في الكويت. واكد المحافظ ان صدور هذا القانون من شأنه رفع حدة المنافسة بين البنوك المحلية بعضها البعض وبينها وبين البنوك الاجنبية مستقبلا، وهو ما سيرفع من مستوى الخدمات التي تقدم في السوق الكويتي.

وتطرق محافظ البنك المركزي الى الخطوات التي تتخذها دول مجلس التعاون الخليجي بهدف التوجه نحو الوحدة النقدية، مشيرا الى الاتفاق الذي تم بين تلك الدول في العام الماضي والذي ينص على ان تكتمل الوحدة النقدية بحلول عام 2010. وقال ان الكويت في هذا الاطار قامت بربط سعر صرف الدينار بالدولار بدءا من مطلع العام الماضي على ان يتم التحرك وفق هامش 3 في المائة زيادة ونقصان.

وحول العلاقات الكويتية البريطانية قال الشيخ سالم الصباح انه على الرغم من عمق هذه العلاقات تاريخيا وعودتها الى القرن الثامن عشر، الا ان ابرز ما فيها هو الدور الهام الذي لعبته بريطانيا خلال الغزو العراقي للكويت عام 1990 ودورها البارز في عملية التحرير. واضاف ان الجميع يتابع الان دورها في اعادة اعمار العراق بعد ان ساهمت بفاعلية في تحريره من براثن النظام السابق.

يذكر ان جمعية الصداقة الكويتية ـ البريطانية يترأسها الدبلوماسي عبدالله بشارة رئيس المركز الدبلوماسي للدراسات الاستراتيجية وتعتبر من الجمعيات التي تتخذ من تطوير العلاقات بين البلدين على كافة المستويات لا سيما المستوى الشعبي هدفا رئيسيا لها.