وزيرا السياحة في سورية وتركيا يعدان لطرح البلدين إقليما سياحيا واحدا

سعد الله آغا القلعة: إعفاء السياح الأتراك من تسديد أجور الإقامة بالقطع الأجنبي

TT

علمت «الشرق الأوسط» أن وفداً سياحياً تركياً كبيراً برئاسة وزير السياحة التركي أركان مومجو ومشاركة رئيس اتحاد مكاتب السياحة التركي وعدد كبير من أصحاب الشركات السياحية التركية والشركات العالمية العاملة في تركيا سوف يزور سورية في شهر مايو (أيار) المقبل بهدف الاطلاع على المنتج السياحي السوري تمهيداً لطرح البلدين كإقليم سياحي واحد نظراً لتكامل المقومات السياحية ووجود رؤية مشتركة حول الصناعة السياحية وأهميتها.

وأعلن وزير السياحة السوري الدكتور سعد الله آغا القلعة عن ارتفاع نسبة القدوم من تركيا الى سورية حيث وصلت الى 45% خلال أشهر اغسطس (آب) وسبتمبر (ايلول) واكتوبر (تشرين الاول) من عام 2003 مقارنة مع الاشهر نفسها من عام 2002، منوهاً بالاجراءات التي اتخذت أخيرا وشجعت على زيادة القدوم أهمها اعفاء السياح الاتراك من تسديد أجور الاقامة في سورية بالقطع الاجنبي، حيث أصبحوا يدفعون بالليرة السورية ويحصلون على حسم 40% من تسعيرة الاقامة. ولفت آغا القلعة في معرض تقييمه لتطور العلاقات السياحية بين سورية وتركيا بعد الزيارة الناجحة التي قام بها الرئيس السوري بشار الاسد الى تركيا مطلع الشهر الحالي.

وكان النشاط السياحي الذي أقامته وزارة السياحة السورية في كل من أنقرة واسطنبول ضمن الفعاليات الخاصة لزيارة الدولة التي قام بها الرئيس السوري بشار الأسد وعقيلته إلى الجمهورية التركية قد تميز بمشاركة وفد سياحي كبير برئاسة الوزير سعد الله آغا القلعة ضم ممثلي الإدارات المعنية في الوزارة وأعضاء غرفة السياحة وأصحاب المكاتب السياحية والمستثمرين والعاملين في المجال السياحي، وتضمنت النشاطات السياحية توقيع «بروتوكول» التعاون السياحي وإقامة المعرض السياحي السوري وورشة العمل السياحية المشتركة واجتماع اللجنة السياحية المشتركة بالإضافة إلى العروض الفنية لفرقة انانا. وقد تضمن البروتوكول بنوداً عديدة أهمها تفعيل الحركة السياحية بين البلدين وتنشيط حركة النقل والسياحة البحرية وتفعيل الاستثمارات المشتركة في القطاع السياحي وتسهيل إقامة عروض سياحية لكل بلد في البلد الآخر وتبادل الزيارات للشركات السياحية واتحادات وغرف السياحة والوفود الإعلامية للوصول لمنتج سياحي مشترك.

وخلال اجتماع اللجنة السياحية المشتركة برئاسة وزيري السياحة في البلدين تمت مناقشة العديد من القضايا التي تهم تطوير هذا القطاع الحيوي والهام منها تفعيل الاستثمارات المشتركة وتسهيل إقامة عروض سياحية لكل بلد في البلد الآخر واستقدام رحلات سياحية مباشرة من الصين واليابان والبلدان البعيدة إلى البلدين وإزالة العوائق أمام حركة النقل التي تحول دون قدوم البواخر التركية إلى المرافئ السورية. كما تم التركيز بشكل أساسي على النقل السياحي خاصة عبر السكك الحديدية من اجل تسهيل نقل المجموعات السياحية إلى سورية وتقديم خدمات افضل في القطارات التي تنقل الركاب بين حلب واسطنبول، وتطرقت اللجنة للقوانين السياحية في البلدين وعناصر المنتج السياحي في سورية ومدى تكاملها مع عناصر المنتج السياحي في تركيا من حيث الآثار والمواقع الطبيعية والأنشطة الموجودة وإمكانية التكامل في ذلك، إضافة إلى الاستفادة من الخبرة التركية في مجال التدريب والتأهيل إذ لديها باع طويل في ذلك حيث يوجد فيها حالياً 600 ألف سرير فندقي مصنف وتسعى للوصول إلى مليون سرير في خططها للأعوام المقبلة. وقد وصل عدد السياح الذين يأتون إليها حوالي 11 مليون وهؤلاء السياح في تزايد مستمر.

وفي هذا الاطار افتتح وزير السياحة السوري الدكتور سعد الله آغا القلعة ورشة العمل التي أقامتها وزارة السياحة السورية في اسطنبول بحضور أركان وزارة السياحة التركية ورئيس اتحاد مكاتب السياحة التركية وأكثر من 200 من أصحاب الشركات السياحية السورية والتركية، وتحدث فيها عن الرؤية الجديدة للسياحة في سورية باعتبارها أحد محركات الاقتصاد الوطني وفعل حوار إنساني تنطلق من مقومات حضارية وطبيعية وزيادة في عدد القدوم باعتبارها متحفاً مكشوفاً يرسم تاريخ الإنسانية وغناها بالجبال والغابات والشواطئ والبادية والمدن القديمة منها مدينتا دمشق وحلب أقدم مدينتين مأهولتين احتفظ بهما للبشرية، كما اعلن ان عدد السياح ازداد بنسبة 17 في المائة بين عامي 2001 و2002 حيث وصل إلى 2.186 مليون سائح عام 2002. واستطاعت سورية أن تحافظ على هذا الرقم عام 2003 رغم الشهور الصعبة التي مرت بها المنطقة بسبب الحرب على العراق وتداعياتها.

وفي مجال الاستثمار السياحي أشار الوزير آغا القلعة إلى محفزات الاستثمار التي تعتمد على ازدياد حركة القدوم والليالي السياحية المتحققة حسب النموذج الرقمي للسياحة السورية والحاجة الواضحة لزيادة عدد المنشآت الفندقية في المواقع الأثرية والطبيعية، لافتاً إلى الإجراءات التي تمت في مجال تشجيع الاستثمار وخاصة في المواقع القابلة للاستثمار على الساحل السوري وما تم تقديمه للمستثمرين العرب والأجانب من إعفاءات وتسهيلات تخولهم امتلاك أراضي المشاريع السياحية.

ورأى وزير السياحة السوري أن الاتفاقات التي تتم بين الشركات السياحية السورية ـ التركية وبين المستثمرين من كلا الجانبين ستؤسس لنوع من التكامل في المقومات السياحية وستسمح بانطلاقة كبيرة في جميع المجالات الاقتصادية الأخرى، موضحاً أن الأجواء الأخوية والودية التي سادت بفضل الزيارة التاريخية المميزة للرئيس السوري بشار الأسد ستكون انطلاقة جيدة في القطاع السياحي والقطاعات الأخرى، حيث تشكل سورية وتركيا إقليماً سياحياً واحداً نظراً للمراحل التاريخية المشتركة التي جمعت البلدين لمئات السنين وللقرب الجغرافي الذي يساهم في تسهيل حركة السياح بينهما. المقبلون إلى القطر يحصلون على تأشيرة الدخول في المعابر الحدودية والمطارات مجاناًَ أو عبر شركة سياحية في بلدهم أو مكتب سياحي سوري.