توقعات بصفقة اندماج تسفر عن قيام ثاني أكبر شركة أدوية في العالم بقيمة مائة مليار دولار

TT

بدأت أمس اكبر معركة تعرفها بورصة باريس وعدد من البورصات العالمية مثل لندن ونيويورك وفرانكفورت بعد أن أعلن مجلس إدارة شركة الأدوية الفرنسية ـ الألمانية «أفنتيس» بالإجماع وبسرعة، رفضه عرض الشراء الذي تقدمت به صباحا شركة «سانوفي ـ سانتيلابو» الفاعلة كذلك في قطاع صناعة الأدوية. ووفق معلومات من مصادر قريبة من الشركة المعنية، فإن «أفنتيس» بدأت التحضير لمعركة كبرى في البورصة ولا تستبعد الرد على العرض العدائي بالاستعانة بالشركة الأميركية العملاقة «بفايزر».وكانت شركة «سانوفي ـ سانتيلابو» التي تحتل الموقع الثاني في فرنسا والسادس في أوروبا في قطاع الأدوية قد تقدمت بعرض شراء كامل شركة «أفنتيس» في صفقة تبلغ قيمتها الإجمالية 48 مليار يورو. وفي حال تمت هذه الصفقة وهي الأكبرمنذ ثلاث سنوات فإنها سوف تؤدي الى أيجاد أكبر شركة أدوية في أوروبا وثاني اكبر شركة في العالم بعد شركة بفايزرالأميركية. وأقترحت سانوفي ـ سانتيلابو مبادلة خمسة من أسهمها بستة أسهم من شركة أفنتيس يضاف إليها مبلغ 69 يورو نقدا مما يعني أن 81من الصفقة هي كناية عن عملية مبادلة و19 في المائة منها عملية شراء تنوي سانوفي ـ سانتيلابو تمويلها من خلال قرض مصرفي قيمته الإجمالية 12 مليار يورو اتفقت عليه مع مجموعة المصارف التي تتعاون معها. وستنفق شركة سانوفي ما يزيد على تسعة مليارات يورو نقدا على عملية الشراء العدائية التي تقدمت بها.

ووفق الأرقام التي عممتها هذه الشركة، فإن عرض الشراء غير المتفاوض عليه يوفر لحاملي اسهم شركة أفنتيس علاوة قيمتها 15 في المائة من معدل قيمة سعر سهم أفنتيس في الفترة الممتدة ما بين 21 كانون الأول (ديسمبر) و21 يناير (كانون الثاني) من العام الجاري. غير أن مجلس إدارة أفنتيس رفض العرض بحجة أنه لا يتلاءم مع القيمة الحقيقية للشركة. وأمس صباحا، شهدت اسهم سانوفي ـ سانتيلابو تراجعا في قيمة أسهمها زاد على 1.7 في المائة فيما ارتفعت قيمة اسهم افنتيس أربعة في المائة قبل أن تعمد سلطات البورصة الباريسية الى وقف التعامل باسهم الشركتين المعنيتين. وبانتظار أن تعلن الشركتان المعنيتان عن المبيعات والأرباح للعام المنصرم، فإن الأرقام المتوافرة لعام 2002 تفيد أن شركة «أفنتيس» حققت مبيعات وأرباحا أعلى من مبيعات وأرباح منافستها. فقد بلغ صافي أرباحها مليارين ومائة مليون يورو فيما بلغت أرباح «سانوفي ـ سانتيلابو» مليارا وثمانمائة مليون يورو. وتملك شركة النفط الكويتية 13 في المائة من أسهم الشركة فيما يعود القسم الكبر من أسهمها الى موظفي الشركة والى حماة الأسهم من الجمهور. وبالمقابل، فإن شركة «سانوفي» تستند الى مساهمين فرنسيين رئيسيين هم شركة النفط توتال التي تملك 24 في المائة والى شركة اوريال الفاعلة في قطاع صناعة مستحضرات التجميل والسلع الفاخرة التي تملك أقل من عشرين في المائة من الأسهم. ويرأس البريطاني ليندسي اوين ـ جونز شركة اوريال فيما يرأس تييري ديماريه شركة توتال. و أفنتيس ولدت نهاية العام 1999عن طريق دمج شركة رون بولانك الفرنسية و شركة هوشت الألمانية. ويرأسها الالماني يورغن دورمان، فيما يرأس مجلس الإدارة الفرنسي إيغور لآندو. أما سانوفي ـ سانتيلابو فيرأسها جان ـ فرنسوا دوهيك. و توجد هذه الشركة في 122 بلدا وتستخدم 92 الف موظف وهي ناشطة للغاية في مجال البحث وصناعة الأدوية المجددة واللقاحات والصحة وطعام الحيوانات. وأمس، أعلن المساهمان الرئيسيان في شركة سانوفي ـ سانتيلابو دعمهما لعملية الشراء والدمج في حال نجاحها. وأمس، أعربت النقابات عن توجسها من هذا العرض لأن نجاحه يعني التضحية بآلاف فرص العمل.