الرئيس الصيني يبحث في الجزائر اليوم تعزيز العلاقات المشتركة في قطاع النفط والغاز

TT

الجزائر ـ أ.ف.ب: يبدأ الرئيس الصيني هو جنتاو اليوم زيارة دولة من يومين الى الجزائر تهدف خصوصا الى تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين في قطاع النفط والغاز. وتبدي الصين اهتماما متزايدا بالنفط والغاز الجزائريين بعد ان اصبحت خلال العقد الماضي مستهلكا كبيرا للطاقة بفضل نموها الاقتصادي المضطرد. وتحتل الصين مكانة مهمة اصلا في قطاع الطاقة الجزائري الذي يرتدي بعدا استراتيجيا بالنسبة للجزائر التي تستقي منه 96% من مداخيلها بالعملة الصعبة.

ووقعت الشركة الصينية للمحروقات «سينوبيك» في 2002 عقدا بقيمة 525 مليون دولار لتطوير حقل زرزايتين النفطي بالقرب من حاسي مسعود في الصحراء الكبرى. وستقوم شركة صينية اخرى هي الشركة الوطنية للتنمية والتنقيب عن النفط والغاز ببناء مصفاة للنفط بالقرب من ادرار، في الصحراء ايضا. كما وقعت شركة «تشاينا ناشيونال بتروليوم كورب» في يوليو (تموز) 2003 عقدا بقيمة 350 مليون دولار لاستيراد النفط الجزائري. وقالت وزارة الطاقة الجزائرية انه سيتم تعزيز هذه العلاقات بصورة اكبر خلال الاشهر المقبلة. وقال مصدر رسمي جزائري ان العلاقات بين الصين وبكين «جيدة منذ عقود» حيث تبادل المسؤولون في البلدين زيارات عدة. وخلال زيارته، سيجري الرئيس هو مباحثات مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ومع مسؤولين آخرين. وقال المصدر الرسمي الجزائري ان الهدف من المباحثات «تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين الجزائر والصين لرفعها الى مستوى قدرات البلدين». واضاف المصدر ان زيارة هو الذي انهى جولة قادته الى فرنسا ومصر والغابون، تشكل «امتدادا» لتلك التي قام بها بوتفليقة لبكين في سنة 2000.

ويشارك الصينيون حاليا في مشاريع سكنية كبيرة في اكثر من عشرين ولاية. وتقوم شركات صينية اعتمادا على الايدي العاملة التي تجلبها معها، ببناء 55 الف شقة تشكل جزءا من خطة عاجلة لحل مشكلة السكن الحادة في الجزائر.

وبعد انجاز فندق شيراتون الفخم عند المدخل الغربي للجزائر والذي افتتح باستضافة قمة منظمة الوحدة الافريقية في يوليو (تموز) 1999، تنجز الشركات الصينية بناء مستشفى جامعي في وهران، غرب العاصمة، والمرآب الجديد في مطار هواري بومدين الذي ظل مهملا طيلة 15 سنة في العاصمة.

كما بنت الصين في مطلع التسعينات مفاعلا نوويا بطاقة 15 ميغاوات مخصصاً للبحث العلمي في عين عسيرة على بعد 200 كيلومتر جنوب العاصمة. غير ان المبادلات التجارية لا تزال ضعيفة رغم التوقيع على اتفاق تعاون تجاري في 1999.

لكن المسؤولين الجزائريين يؤكدون ان «الرغبة قائمة لتعزيزها» وبلغت المبادلات في سنة 2002 قرابة 200 مليون دولار مع ميزان يميل بقوة لصالح الصين التي صدرت الى الجزائر ما قيمته 2.139 مليون دولار.