50% من المغربيات والتركيات في هولندا يعشن تحت مستوى الفقر

TT

اظهرت تقارير رسمية في بروكسل امس ان النصف البلجيكي الناطق باللغة الفلامنكية (فلاندرا) يشهد سنويا 12 ألف شخص من الذين يطلق عليهم «اشخاص بلا مأوى» مطلوب من الجهات الرسمية وغير الحكومية تقديم المساعدة لهم سواء بتقديم المعونة المالية او توفير سكن لهم.

وقال تقرير صادر عن المكتب العام للعمل الاجتماعي في (فلاندرا) نشرته امس صحيفة «جازيت فان انتويرب» على موقعها بالانترنت ان ما يقارب من 33% من هؤلاء الاشخاص هم من السيدات وأن ما يقرب من 20% منهم يحصل على دخل شهري يكفيه فقط للمعيشة وأن هناك 20% منهم لديهم عمل او وظيفة بانواع مختلفة.

وأشار التقرير الذي يحمل عنوان «الاتصال المقطوع» الى ان ما يقرب من 70% من هؤلاء الاشخاص يعانون من مشاكل مالية وأن هناك ما يزيد عن 40% منهم تقل اعمارهم عن 30 عاما. وأشار التقرير الى ان نسبة الاجانب قد ارتفعت بين هؤلاء الاشخاص الذين اضطروا الى ترك منازلهم واللجوء الى الشوارع او المعسكرات الاجتماعية او المباني المخصصة لايواء مثل هؤلاء الاشخاص نظرا لتدهور حالتهم المعيشية والاقتصادية. وقال التقرير ان عدد الاجانب بين هؤلاء الاشخاص قد وصل الى ما يقرب من 9% خلال عام 1982. اما الآن فيمثلون 15% مع نهاية عام 2002.

وأشار التقرير الى ان الظروف الصعبة التي يواجهها هؤلاء الاشخاص تعود الى عدة عوامل منها ما يتعلق بسوق العمل، الدخل، مشاكل السكن، التعليم والصحة.

ولمح التقرير الى ان نسبة السيدات وخاصة من طالبات اللجوء قد ارتفعت خلال الاعوام الاخيرة بين مجموعات «اشخاص بلا مأوى». وأضاف بأن الحالة الصحية والنفسية لأفراد تلك المجموعات متدهورة.

وطالب التقرير بضرورة سعي الحكومة البلجيكية الى انشاء المزيد من المساكن التي يطلق عليها «المساكن الاجتماعية» لمحدودي الدخل الذين يعانون من البطالة وضعف الدخل المادي.

اما في هولندا فقد اظهر تقرير تحليلي اشرف عليه كل من مكتب التخطيط الاجتماعي والسكاني ومعهد الابحاث الاقتصادية والاجتماعية في لاهاي بهولندا ان هناك 53% من السيدات الاجنبيات (غير الاوروبيات) يعيشن تحت مستوى الفقر.

وقال التقرير ان غالبية السيدات من اصول مغربية وتركية (حيث تحتل الجاليات المغربية والتركية العدد الاكبر بين الجاليات الاجنبية المقيمة في هولندا).

وقالت وكالة الانباء الهولندية ان هذا التقرير قد تم ارساله من جانب وزيري الشؤون الاجتماعية والهجرة والاجانب الى البرلمان الهولندي. وقالت الوكالة ان التقرير يتضمن الاشارة الى ان هناك اعدادا كبيرة من السيدات اللاتي يعيشن بمفردهن بين السيدات اللاتي يعانين من مستوى معيشة اقل من المتوسط.

وتضمن التقرير الاشارة الى ان هناك 68 ألف سيدة تركية و56 ألف سيدة مغربية يعشن في وضعية فقيرة وأنهن لسن من الجيل الاول من الجاليات المهاجرة، ولكن ايضا من الاجيال الجديدة الوافدة حديثا الى هولندا. وقال التقرير ان هؤلاء السيدات في الغالب ليس لديهن عمل ولا مصدر دخل شهري ثابت وليس بينهن وبين المجتمع اتصالات كثيرة ويفكرن كثيرا في مسألة التقاليد وعلاقة الرجل بالمرأة.

ولمح التقرير الى ان 25% من المغربيات والتركيات اللاتي يعشن في الاراضي الهولندية يمتلكن فرصة عمل (وظيفة). وجاء في نهاية التقرير ان امور المرأة الاجنبية بصفة عامة قد تحسنت في السنوات العشر الاخيرة واصبحت لا تقل عن المرأة الهولندية. وطالب وزير الشؤون الاجتماعية بأن تضع الحكومة ما جاء في هذا التقرير في الاعتبار عند تحديد سياساتها وخطواتها المستقبلية.