«صنين» أضخم مشروع سياحي ـ عقاري في لبنان يجتذب المستثمرين العرب ويوفر الآلاف من فرص العمل

TT

يشهد لبنان حالياً واحداً من اكبر المشاريع الاستثمارية منذ انتهاء الحرب اللبنانية. اذ تقوم شركة السلام هولدينغ اللبنانية بإنشاء مشروع عقاري وسياحي ضخم اطلقت عليه اسم «صنين زينة لبنان» الواقع على سلسلة جبال لبنان الغربية. يمتد المشروع على مساحة تفوق 60 مليون متر مربع، ويتألف من اربعة اجزاء اساسية اولها، قرية رياضية نموذجية ذات مساحات شاسعة تتوفر فيها مختلف انواع الرياضة الشتوية والصيفية على حد سواء. وتطل القرية على سهل البقاع وزحلة. كما يتضمن قرية بيئية نموذجية مع نظام يعمل على الطاقة الشمسية. وقرية نموذجية سكنية حيث سيسود نموذج بناء موحد وسيتراوح ارتفاع الابنية ما بين ثمانية وعشرة امتار كحد اقصى.

اما الجزء الرابع فهو منحدرات للتزلج تمتد على مساحة 18 مليون متر مربع وتلائم مختلف انواع التزلج. ويفترض ان يضم المشروع ايضاً قرية محاطة ببحيرات صناعية ومهبطا للطائرات المروحية.

«صنين زينة لبنان» مدينة قائمة بذاتها، إذ ستضم مركزاً للشرطة ومركزاً للدفاع المدني اضافة الى مركز للتسوق في وسط المنتجع وصالات سينما ومسرح. ويذكر ان هذا المركز وحلبات التزلج والقرية الرياضية لسن حكراً على سكان القرية انما هي مفتوحة للعامة ايضاً. ولن تتجاوز المساحة العمرانية نسبة 20 بالمائة من المساحة الاجمالية للاراضي، كما سيتم زرع مليوني شجرة. وسيتم التعاقد مع شبكات فندقية عالمية لانشاء فنادق في القرية وسترفق بالمشروع مختلف المتطلبات السياحية والترفيهية من مطاعم ومراكز تسلية. ينتظر انجاز المشروع بمعظمه في العام 2009 مما يجعل لبنان قادراً على استضافة دورة الالعاب الاولمبية الشتوية لعام 2010. وتقرر ان يتم الاعلان عن هذا المشروع خلال مؤتمر صحافي يعقد الشهر المقبل. الا ان مصدرا مطلعا في شركة السلام، خص «الشرق الاوسط» ببعض التفاصيل حول هذا المشروع الضخم، موضحاً انه سيتم الاكتتاب في «صنين زينة لبنان» عبر «شهادات الاسهم» اي ما يعرف بـ«Global deposit receipt» التي سيتولى طرحها وتسويقها مصرف «EFG» (إي إف جي) السويسري العريق ومن المنتظر ان يبدأ طرح الاسهم مع بداية فصل الصيف. ملكية هذه الاسهم تمنح صاحبها حقوقاً اقتصادية وليس حقوقا ملكية. وهناك طلب كبير من الخليج ولا سيما السعودية للاكتتاب في المشروع. وبالتالي سيكون المشروع ممولا جزئياً من رجال اعمال سعوديين فيما يتاح الاكتتاب فيه لمختلف الراغبين من لبنانيين وعرب واجانب.

تولت شركة ميلينيوم اللبنانية تصميم الخرائط الاولية والاستشارة الهندسية للمشروع كما قامت بدراسة السياسة التسويقية.

وعن الجدوى الاقتصادية تحدث المصدر قائلاً: «يشهد لبنان اليوم اقبالاً سياحياً منقطع النظير ولم يتم بعد استغلال الكثير من العوامل السياحية، اذ ما زالت الرقعة السياحية ضيقة نوعاً ما. لا سيما في ما يتعلق بمنتجعات التزلج. مشروعنا هو الاضخم في تاريخ لبنان ويتوافق تماماً مع مفهوم الدولة لتشجيع الاستثمارات ومشروعنا سيوظف مبالغ طائلة في البلد. كما ستتضافر مختلف الجهود لانجاحه وسيتيح اكثر من 10 آلاف فرصة عمل ما يساهم في تطوير الاقتصاد الوطني». في ما يتعلق بالتوقعات المستقبلية يؤكد المصدر أنه لغاية اليوم كل المؤشرات ايجابية اذ من المتوقع ان يفوق مجموع الاكتتاب في شهادات الاسهم المليار دولار. وقد سبق المشروع دراسة اقتصادية وتسويقية عميقة كما ان المشروع يشكل عامل جذب مغريا جداً للمستثمرين. يذكر ان الاراضي التي سيمتد عليها «صنين زينة لبنان» تم شراؤها من لبنانيين وقد استغرقت عملية الشراء حوالي سنة. لم يفصح المصدر عن المبلغ الذي دفع مقابل اكثر من 60 مليون متر مربع من الاراضي واكتفى بالقول ان ملاك الاراضي نالوا حقوقهم كاملة ولا يشمل المشروع اي مشاعات للدولة.

لم يفت المصدر التنويه بالأهمية البيئية للمشروع، اذ اكد أنه صديق للبيئة بشكل كامل. ولن يلحق اي ضرر بها، بل على العكس سيحمي قمم الجبال اللبنانية ويعمل على تنقية الهواء لكثرة المساحات الخضراء التي ستمتد في ارجائه.

ويقول المصدر إنه من ابرز مزايا هذا المشروع انه يمكن الوصول اليه من مختلف المناطق اللبنانية، سواء من المتن حيث مصيف برمانا او من البقاع وزحلة او من بلدتي فاريا وفقرا الجبليتين المعروفتين كمنتجعات للتزلج. ويضيف بأن المنطقة المعروفة بـ«المحور الاساسي» في المشروع حيث ستنتشر مراكز التسوق والفنادق، تقع وسط المشروع وتربطه ببعضه ويمكن الوصول اليها من نقاط انطلاق مختلفة في لبنان.