أوبراين: بريطانيا تريد الاستفادة من العلاقات الكويتية مع جنوب العراق لاستغلال الفرص التجارية المتاحة

TT

قال وزير الدولة البريطاني لشؤون التجارة مايك اوبراين ان بريطانيا لا ترى أي تهديد لمصالحها جراء مفاوضات التجارة الحرة بين المغرب والولايات المتحدة.

واكد الوزير اوبراين في حديث لـ «الشرق الأوسط» عقب عودته من زيارة للمغرب اهمية فرص الاستثمار التي يقدمها المغرب. ولفت اوبراين الى النظرة التقليدية لقطاع الاعمال البريطاني للمغرب على اعتباره محتكرا من قبل الفرنسيين، مشيرا الى ان حكومته تسعى لتبديل هذه النظرة وتأسيس علاقات على مستوى عال مع المغرب. واعتبر الوزير البريطاني ان لتعزيز العلاقات مع المغرب فوائد تتمثل بالعائد الاقتصادي المربح من جهة، وتقديم المغرب «كنموذج للمجتمع المسلم الليبرالي المنفتح الناجح» من جهة اخرى.

ومع امتناع الوزير اوبراين عن الخوض في تفاصيل محادثاته مع المسؤولين المغربيين لفت الى انه تم الاتفاق على تنظيم مؤتمرات في بريطانيا لتعريف قطاع الاعمال البريطاني بفرص الاستثمار واهميتها في المغرب. وقال في هذا الاطار ان الهدف من هذه المؤتمرات يرمي الى تشجيع قطاع الاعمال البريطاني على الاستثمار في المغرب كما يستثمرون في دول كالصين والهند. وقال اوبراين «نستثمر في الهند بسبب العلاقات التاريخية معها لكن علينا النظر الى الفرص في المغرب القريب جغرافيا». وعن الموقف البريطاني تجاه مفاوضات التجارة الحرة بين المغرب والولايات المتحدة والتي اثارت انتقادات اوروبية، خاصة فرنسية، قال اوبراين ان بريطانيا لا ترى أي تهديد لمصالحها جراء هذا المفاوضات. ولفت الى انه على الرغم من تفضيل بريطانيا للتفاوض التجاري ضمن اطار منظمة التجارة العالمية، الا انها لا تعارض هذه المفاوضات الثنائية.

ولفت اوبراين الى انه بحث موضوع مفاوضات التجارة العالمية التي تعرقلت في كانكون، المكسيك، نتيجة الخلاف بين الدول الفقيرة والنامية من جهة، والغنية من جهة اخرى. وقال ان الجانب المغربي شدد على النقاط التي تثير قلق الدول الافريقية من نتائج المباحثات. واعتبر اوبراين ان مباحثاته من الجانب المغربي في هذا الاطار كانت بناءة «لاهمية الاطلاع على وجهة نظر دول مجموعة التسعين» التي تضم معظم الدول النامية والفقيرة. وتأتي زيارة اوبراين للمغرب في اطار الاهتمام البريطاني بتعزيز العلاقات مع منطقة شمال افريقيا ككل. واخر دليل على هذا الاهتمام، التطور السريع في العلاقات البريطانية ـ الليبية التي توجت مؤخرا بزيارة وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم الى لندن خلال الاسبوع الماضي. واعلن اوبراين في رد على سؤال "الشرق الأوسط» ان وفودا تجارية بريطانية ستزور ليبيا «في المستقبل غير البعيد»، لافتا الى ان قطاعي النفط والغاز يشكلان نقطة اهتمام للشركات البريطانية. ولفت اوبراين الى ان فرصا تجارية كثيرة تلوح للشركات البريطانية في ليبيا التي تسعى لرفع العقوبات التجارية التي مازالت قائمة والتي تؤثر في قدرة الشركات البريطانية على استغلال هذه الفرص. ولعل الخطوات التي تقوم بها الحكومة البريطانية لتعزيز العلاقات مع ليبيا تصب في اطار بناء الثقة التي يحتاجها قطاع الاعمال لاخذ قرار التعامل مع ليبيا. وفي هذا الاطار، قال الوزير اوبراين فيما وصفه «كلام غريب ان يأتي من سياسي بريطاني» ان المجتمع الدولي «رأى في العقيد معمر القذافي رجل دولة حقيقيا يضع تقدم ورخاء شعبه في مقدمة الاولويات». لكن المغرب يحتل موقعا مهما في التقارب البريطاني مع منطقة شمال افريقيا. وفي هذا الاطار قال الوزير اوبراين انه بالنظر الى وضع منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا «رأينا ان دولا عديدة قادرة على تعزيز الازدهار والديمقراطية في وقت قصير ويأتي المغرب في طليعة هذه الدول». من جهة ثانية، اكد الوزير مايك اوبراين ان بريطانيا تريد الاستفادة من روابط الكويت مع جنوب العراق لاستغلال الفرص التجارية المتاحة للشركات البريطانية. وقال اوبراين في حديث خاص لـ «الشرق الأوسط» عقب لقائه مساء اول من امس وزير التجارة والصناعة الكويتي عبد الله الطويل في لندن ان الكويت تملك علاقات قوية مع منطقة جنوب العراق لا تتوفر للشركات البريطانية، ومن البديهي ان تسعى بريطانيا للاستفادة من هذا الموقع للكويت، التي اعتبرها من «اقرب دول المنطقة لبريطانيا».

واشار اوبراين الى ان استهداف جنوب العراق تجاريا يأتي نتيجة الاستقرار النسبي فيه، الامر الذي يسهل الاعمال التجارية ومشاريع اعادة الاعمار، لافتا الى ان الفرص التي تتراءى للشركات البريطانية تتمثل في حاجة المنطقة للسلع الاستهلاكية. واعتبر ان الطلب المرتفع على هذا النوع من السلع يحتم وجود الشركات البريطانية المهتمة بهذه الفرص.

وبحث الوزير البريطاني مع وزير التجارة الكويتي سبل تعزيز روابط النقل بين الكويت والعراق، لكنه قال لـ «الشرق الأوسط» انه لا يريد الدخول في تفاصيل هذه المحادثات.

كما لفت اوبراين الى انه بحث موقف الكويت من مباحثات التجارة العالمية التي تعرقلت في الاجتماع الاخير في كانكون، المكسيك نتيجة الخلاف بين الدول الفقيرة والنامية من جهة، والدول الغنية من جهة اخر. وقال اوبراين ان بريطانيا تسعى الى تطوير موقف عربي موحد من المباحثات.