تجمع عربي ودولي في جدة يبحث مستقبل صناعة وتسويق قطاع الإعلان

سوق الإعلان في السعودية يبلغ نصف مليار دولار وتوقعات بتوسعه مستقبلا لمواكبة التطورات الاقتصادية في السوق المحلي

TT

يتوقع ان يحتل سوق الإعلان السعودي أهميته من خلال مؤتمر آفاق الإعلان العربي السادس (أدفيستا آرابيا) الذي يقام لأول مرة في مدينة جدة والسعودية ككل من خلال حضور عمالقة صناعة الإعلان والاتصالات والتسويق الدوليين منهم والمحليين في المؤتمر.

ففي غضون شهرين هي الفترة الفاصلة بين انعقاد منتدى جدة الاقتصادي الخامس وبين مؤتمر الإعلان العربي السادس الذي سيعقد في الفترة 13 ـ 16 مارس ( آذار) المقبل, اختار القائمون على المؤتمر الدكتور مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق متحدثاً رئيسياً لجلسة الافتتاح التي من المتوقع أن يحضرها وفق تقديرات المنظمين نحو ألف شخصية من دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية وبعض المشاركين من أوروبا وأميركا وعدد من الدول الآسيوية.

وقال طلال ضليمي رئيس جمعية الإعلان لمجلس دول التعاون الخليجي ورئيس اللجنة المنظمة لـ «الشرق الأوسط» إن المؤتمر الذي يعقد تحت شعار «ديناميكية التغيير.. تجربة المنتج والتفاعل مع سمته في العالم العربي» يعد أكبر تجمع من نوعه في السعودية للمعلنين ووكالات الإعلان وشركات الوسائل وعملائهم بهدف تتبع ديناميكية التغيير في الأسواق العربية وتسليط الضوء عليها سواء على صعيد الاقتصاد الكلي أو الجزئي, مشيراً إلى أنه يمثل حدثا مهما ويلعب دوراً مؤثراً في رأي المستهلك وانطباعاته.

ويبين عقد مؤتمر من هذا النوع في السعودية دلالة كبرى على أهمية هذا السوق الذي يعد من أكبر أسواق المنطقة عموماً, خاصة أن المؤتمر سبق عقده في مصر لثلاث دورات متتالية قبل أن ينتقل إلى البحرين في دورتين هما الرابعة والخامسة, وهنا يقول ضليمي أن عقد المؤتمر في السعودية سيمنح للبلد المضيف إمكانية التعريف بقدرة وإمكانيات السعودية على استضافة مؤتمرات إقليمية ودولية, وأيضاً التعريف بسوق الإعلام والإعلان في المملكة العربية السعودية والتعريف بمستجدات هذه الصناعة في السوق المحلية. وسيناقش المؤتمر على مدى ثلاثة أيام ستة محاور رئيسية هي سمة العالم العربي, والقوى المحركة للتغيير في السوق العربية وتطور المستهلك العربي, وتجربة المنتج والتفاعل مع سمته في العالم العربي, والإبداع وبناء الماركات, وآفاق جديدة تفتح أمام الاتصالات التسويقية في العالم العربي, وأخيراً تطور صناعة الإعلان وسوق الوسائل في العالم العربي.

وتمثل السعودية مركز ثقل كبير في سوق الإعلان في المنطقة ويبلغ حجم هذا السوق حسب إحصاءات أخيرة نحو 1.8 مليار ريال نحو 477 مليون دولار أميركي العام الماضي, وبالرغم ضخامة حجم الإعلانات في السوق السعودي إلا أن البعض يرى أن الحجم كان سيكون أكبر من ذلك لولا اعتبار البعض من التجار ورجال الأعمال لوسائل الإعلان بمختلف أنواعها زيادة مصروفات وبالتالي الإحجام عن رصد ميزانيات لها فيما يهتم البعض بهذا الجانب باعتباره من أهم مقومات التسويق الناجح.

وأشار ضليمي, إلى أن قطاع الإعلان من القطاعات المهمة والرائدة في السعودية, وواكب الطفرة الاقتصادية التي شهدتها البلاد في الفترة الماضية, لتنطلق إلى الأمام من خلال الفكر الابتكاري والإبداعي لعدد من رجال الأعمال في شركات كبيرة ووسائل إعلام وإعلان ضخمة سواء في الصحف أو على مستوى القنوات الفضائية أو إعلان الطرق أو وكالات الإعلان أو الشركات المساهمة, وقال إن السعودية هي المقر الرئيسي للعديد من الشركات الهامة, وتوجد فيها وكالات جديدة بخبرات إبداعية جيدة ووكالات مشتركة بين شركات عالمية ومحلية, وهذا التطور جميعه في خدمة السوق السعودي.

واعتبر عقد المؤتمر في السعودية بأنه فرصة للمهتمين بصناعة الإعلان من أجل تبادل الخبرات والإطلاع على الأفكار الجديدة والتعرف على الحلول للمشاكل التي تواجه صناعة وتسويق الإعلان في دول مختلفة مع إمكانية إجراء حوار في القضايا التي تهم السوق الإعلانية في السعودية إضافة إلى عملية الاتصال وتقوية شبكة الاتصالات في هذا المجال بين السعودية وخارجها, وقال إن عقد المؤتمر يعد تأكيدا على مكانة السعودية ومدينة جدة في استضافة مؤتمرات إقليمية في مختلف المهن.

من جهته قال أسامة عبد الله الخريجي من الشركة العربية الأهلية للتعليم والتدريب (الشركة المنظمة), إن أول أيام المؤتمر سيشهد حفل الافتتاح الذي سيقام تحت رعاية الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة, يليه افتتاح المعرض الذي سيقام على هامش المؤتمر لتتوالى عقبها مناقشة المحاور الستة التي توزع على مدى ثلاثة أيام, ويضيف: لقد وجهنا الدعوة لنحو 1000 شخصية من الشخصيات العاملة في مجال الإعلانات بصفة عامة يمثلون المنطقة العربية لحضور هذا الحدث الكبير, وأن المؤشرات تدل حتى الآن على أننا نقترب من كثيراً من هذا العدد.

يشار الى أن مؤتمر آفاق الإعلان العربي السادس كان قد تأجل العام الماضي بعد أن كان من المقرر عقده في مثل هذا الوقت من العام الماضي, وتأجل بسبب حرب الولايات المتحدة الأخيرة على العراق, وقد شهد حينها سوق الإعلان في السعودية تذبذا في الأداء مثل العديد من القطاعات نتيجة للأحداث السياسية والعسكرية التي مرت بها المنطقة وقتها, ولكن خبراء الإعلان في السوق السعودي الذي يعد الأكبر في المنطقة يستبعدون هذه الفرضية باعتبار أن الميزانيات المخصصة للإعلان من قبل الشركات والمؤسسات يتم اعتمادها في نهاية العام الميلادي وأن الحرب صادف وقوعها في الربع الأول من العام.