هل قلبت فيات الجريحة صفحة المتاعب؟

TT

مجموعة فيات، عملاق صناعة السيارات الايطالية، تمر منذ سنتين بظروف صعبة ادت لتدهور الماركة الشهيرة، التي طالما نافست ماركة فولكسفاغن الالمانية على قمة قوائم بيع السيارات في اوروبا، الى المرتبة السابعة وفق آخر الاحصائيات.

الأوضاع في فيات ليست على ما يرام، وموثوقية سياراتها اهتزت منذ بعض الوقت رغم تحسن تصاميمها الخارجية وتألق بعض موديلاتها وطرازاتها لفترات قصيرة من طرحها في الأسواق.

والحقيقة التي أبت فيات ان تواجهها بواقعية وحصافة هي انها ظلت تتعامل مع فلسفة انتاجها وتسويقها بالاسلوب ذاته، بينما العالم يتغير من حولها باستمرار.

* أوهام مكلفة

* فقد توهمت فيات ان تدني السعر في قطاع سيارات الركوب الصغيرة كاف للتغطية على تواضع مستويات الجودة، ولكن هذا الوهم كشفته الموثوقية العالية لمنتجات اوروبية وغير اوروبية تباع اليوم بأسعار منافسة جداً لطرازات فيات. وتوهمت فيات انه مهما حصل من تقلبات في اسواق السيارات في العالم فانها ستظل تتمتع بشبه احتكار في السوق الايطالية (سوقها المحلية) الكبيرة، غير ان هذا التوهم أيضاً انهاه سقوط الحواجز في اوروبا مع تسارع وتيرة الوحدة. ثم ان اكتفاء فيات بالتركيز على سوقها المحلية لفترة طويلة جعلها رهينة لتقلبات العرض والطلب في هذه السوق... وبالتالي صارت عاجزة عن تعويض اي تراجع في الطلب الايطالي باستفادتها من ارتفاع الطلب في الأسواق الأخرى.

* بداية سنة مشجعة

* على أي حال، اعلن أخيراً ان فيات نجحت خلال شهر يناير (كانون الثاني) الفائت بالاستحواذ على حصة 30.9% من السوق الايطالية للسيارات. وهذا بلا شك نبأ سار جداً لأنه يشير الى أكبر حصة تحققها فيات في سوقها المحلية منذ مايو (أيار) عام 2002 كما سبق لـ«الشرق الأوسط» ان أشارت اليه مطلع فبراير (شباط) الحالي. وللعلم، ارتفعت مبيعات فيات الاجمالية خلال يناير بـ6.1% عن الفترة نفسها من السنة السابقة، كذلك ازدادت المبيعات في السوق الايطالية ـ ثالث أكبر أسواق اوروبا ـ بنسبة 5.7% بالمقارنة مع السنة الماضية وفق الاحصاءات الحكومية.

* الموديلات والطرازات الجديدة

* الا ان مما يثير السعادة أكثر في نفوس محبي فيات ان الموديلات الجديدة التي طرحتها فيات في السوق، وعلى رأسها الجيل الجديد من طراز«باندا» الصغير والناقلة متعددة المهام الصغيرة «ايديا» بجانب سيارة لانشيا «ايبسيلون» (قسم لانشيا أحد أقسام فيات)، تحقق رواجاً طيباً جدا. وبينما يواصل الموديل الجديد من طراز«بونتو» نجاحاته داخل ايطاليا وخارجها، تشير فيات ـ التي تبيع عادة 40% من انتاجها داخل ايطاليا ـ الى ان أكثر من نصف الطلب على «باندا» الجديدة و«ايديا» الجديدة جاء من الأسواق الخارجية.

لقد حظيت «باندا» الجديدة التي طرحت في الأسواق خلال سبتمبر(ايلول) الماضي بـ 140 الف طلب، بينما حظيت «ايديا» التي أطلقت هذا الشهر بـ 29 الف طلب، وأوصى 55 الف مشتر على لانشيا «ايبسلون»، 80% منهم ايطاليون.

في هذه الاثناء ما زالت «بونتو» السيارة الأكثر رواجاً في ايطاليا تليها «باندا» ثم «ايبسيلون» متقدمة بفارق واضح على صاحبة المرتبة الرابعة الفرنسية سيتروين «سي 3» والمرتبة الخامسة رينو «ميغان». الا ان التحسن الملحوظ في اداء فيات كشركة صانعة وتألقها المتجدد كماركة ونجاحها في زيادة حصتها السوقية ـ بعدما تراجعت في ايطاليا خلال العام الماضي الى نحو 27% ـ تواجه حالياً داخل ايطاليا منافسة شرسة من الماركات غير الأوروبية. فقد رفعت مازدا مبيعاتها هناك بنسبة 222.6% ومواطنتها اليابانية نيسان مبيعاتها بنسبة 152%. يبقى ان نشير الى ان شركة فيات للسيارات تشكل حجر الزاوية في المجموعة الصناعية الايطالية الضخمة، وهي تضم بجانب ماركة فيات ماركات ألفاروميو ولانشيا وايفيكو للشاحنات بجانب سيطرتها على شركة فيراري، التي تضم بدورها ماركة ماسيراتي. جانب من مصانع فيات في مدينة تورينو