برودنشيال وتقرير الأيفو يهبطان بالأسهم الأوروبية ومخاوف المستثمرين تدفع بالأسهم الأميركية للانخفاض

TT

أدت أرباح شركة برودنشيال المخيبة للامال وبيانات معهد ايفو الالماني التي جاءت أضعف من المتوقع الى انخفاض أسعار الاسهم الاوروبية امس وسط مخاوف من أن تكون قوة الانتعاش الاقتصادي مبالغا فيها.

كما أثرت أسهم شركات التقنية الحديثة على السوق وقاد سهم نوكيا لمعدات الاتصالات المسار النزولي بعد أن دفعت مخاوف في الولايات المتحدة من أن تكون أسهم هذا القطاع مبالغا في سعرها، مؤشر ناسداك المجمع الى أدنى مستوى اغلاق له هذا العام.

لكن أسعار أسهم شركات النفط دعمت السوق مع ارتفاع أسهم شركات كبرى مثل شل وبي.بي وتوتال بنحو واحد في المائة لكل منها وسط مخاوف بشأن نقص امدادات البنزين وأعطال في مصاف أميركية دفعت أسعار النفط الخام للارتفاع.

وارتفع سهم شركة اكيونا الاسبانية للبناء بنسبة 2.3 في المائة بعد أن قالت الشركة ان ارتفاع معدل نمو المبيعات وتحسن هامش الربح في قطاعي الانشاءات والعقارات رفع ارباحها بنسبة 50.6 في المائة في عام 2003.

وهبط مؤشر معهد أيفو الالماني عن مناخ الاعمال لاول مرة منذ عشرة أشهر في فبراير (شباط) مخالفا توقعات بأن يرتفع قليلا مما أثار الشكوك بشأن قوة انتعاش أكبر اقتصاد في أوروبا.

وفي الاسبوع الماضي دفعت الاحاديث عن اندماجات وعمليات شراء شركات ونتائج أعمال جاءت متماشية مع التوقعات مؤشر يوروتوب ليرتفع الى أعلى مستوياته منذ 19 شهرا.

ولكن مع قرب انتهاء موسم اعلان نتائج أعمال الشركات قال المحللون إنه قد يكون من الاصعب على أسواق الاسهم ايجاد أسباب تبرر ارتفاع أسعار الاسهم بعد صعودها على مدى عام.

وجاء سهم برودنشيال ثاني أكبر شركة تأمين بريطانية على رأس الاسهم الاوروبية الهابطة أمس بعد الكشف عن انخفاض بنسبة 30 في المائة في الارباح السنوية وخفض توزيعاته النقدية لاول مرة منذ الحرب العالمية الاولى. وانخفض سهم الشركة بنسبة 3.7 في المائة.

وانخفضت الاسهم الأميركية في بداية المعاملات في وول ستريت امس وسط مخاوف من أن تكون أسعار الاسهم وصلت الى مستويات مبالغ فيها بعد موجة الصعود التي شهدتها في الاحد عشر شهرا الماضية.

وهبط مؤشر داو جونز لاسهم الشركات الصناعية الأميركية الكبرى 16 نقطة بنسبة 0.16 في المائة الى 10592 نقطة.

وتراجع مؤشر ستاندارد اند بورز الاوسع نطاقا المكون من أسهم 500 مؤسسة نقطتين بنسبة 0.20 في المائة الى 1138 نقطة.

وانخفض مؤشر ناسداك الذي تغلب عليه أسهم التقنية ست نقاط بنسبة 0.31 في المائة الى 2001 نقطة.

وفي اسعار العملات تراجع الدولار أمام اليورو بعد أن تجاهلت الاسواق بيانات معهد أيفو الالماني التي جاءت أسوأ من المتوقع عن اتجاهات الاعمال وانتظارا لشهادة ألان غرينسبان رئيس المجلس الاحتياطي الاتحادي.

وأدى فشل الدولار في الاستفادة من أول انخفاض لمؤشر أيفو منذ عشرة أشهر الى تراجعه مبتعدا عن أعلى مستوياته منذ ثلاثة أسابيع أمام اليورو ومن ثلاثة أشهر أمام الين.

وتردد المستثمرون في الجلسات الاخيرة في الرهان على الدولار بعد ارتفاعه بنحو أربعة في المائة الاسبوع الماضي عن أدنى مستوياته أمام اليورو وأقل مستوى له أمام الين منذ ثلاث سنوات ونصف السنة.

لكن المتعاملين لم يرصدوا دلائل تذكر على أن اتجاه الدولار الهابط منذ عامين قد انتهى.

وقبيل الظهر جرى تداول الدولار بانخفاض بنحو نصف نقطة مئوية عند مستوى 1.2610 دولار لليورو بعد أن بلغ أعلى مستوياته منذ ثلاثة أسابيع عند نحو 1.2450 دولار في أول المعاملات اول من أمس.

وظل الدولار أقل بقليل من 108.23 ين. وسجل أعلى مستوى له منذ ثلاثة أشهر عند 109.40 في وقت سابق اليوم بارتفاع بنسبة أربعة في المائة عن أدنى مستوياته منذ ثلاث سنوات ونصف السنة الذي سجله قبل أسبوعين قبل أن يتراجع وسط عمليات بيع لجني الارباح.

وانخفض الدولار كذلك بمقدار نصف نقطة مئوية أمام الاسترليني والفرنك السويسري.

ومن المنتظر صدور بيانات ثقة المستهلكين الأميركيين في الساعة 1500 بتوقيت غرينتش وشهادة الان جرينسبان رئيس المجلس الاحتياطي الاتحادي أمام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ في الساعة نفسها.

وقال معهد أيفو الالماني ان الانخفاض في مؤشره لمناخ الاعمال الى 96.4 نقطة من 97.5 نقطة في يناير (كانون الثاني) يوجه «اشارة تحذير صغيرة عن الانتعاش وحث على العمل على الابقاء على سعر صرف اليورو تحت السيطرة».

لكن المتعاملين قالوا ان الاسواق بدأت تتوقع بيانات أقل من هذه قبل صدور البيانات مما أعطى الدولار بعض الدعم فيما بعد.

وتجاهلت الاسواق كذلك بيانات البنك المركزي الاوروبي التي أظهرت خروج رؤوس الاموال من منطقة اليورو في ديسمبر (كانون الاول) بمعدل أسرع بكثير من نوفمبر. ودعمت تدفقات رؤوس الاموال سعر اليورو بدرجة كبيرة العام الماضي.

وارتفع الجنيه الاسترليني قليلا امام الدولار في اوروبا صباح امس ليبتعد عن ادنى مستوياته في اسبوعين التي بلغها اول من امس في حين ظل داخل نطاق ضيق امام اليورو في جلسة لا ينتظر متعاملون اي بيانات اقتصادية رئيسية فيها.

وبعد ان صعد الاسبوع الماضي الى اعلى مستوى في 11 عاما امام الدولار واعلى مستوى امام اليورو في عام تعرض الاسترليني لضغوط بيع لجني ارباح في الجلسات الاخيرة مع انتعاش العملة الأميركية. لكن المتعاملين قالوا ان الموجة الاخيرة من البيانات البريطانية القوية والتصريحات المتشددة من بنك انجلترا المركزي عززت التكهنات برفع اسعار الفائدة في بريطانيا مما منح الاسترليني دعما اساسيا.

وهبط مؤشر نيكاي القياسي للاسهم اليابانية اثنين في المائة امس ليسجل اكبر خسارة في يوم واحد منذ شهرين مع اقبال المستثمرين على بيع اسهم ادفانتست كورب وغيرها من اسهم شركات التقنية في ضوء التوقعات القاتمة لمؤشر ناسداك الأميركي.

كما دفع توقف انتعاش الدولار المستثمرين الى جني ارباح في قطاع اسهم السيارات وغيرها من اسهم المصدرين التي حققت مكاسب دسمة اول من امس الاثنين اثر ارتفاع الدولار الى اعلى مستوى في ثلاثة أشهر مسجلا نحو 109.40 ين.

واغلق مؤشر نيكي على 10644.13 نقطة بانخفاض 224.83 نقطة توازي2.07 في المائة مبددا مكاسب امس التي بلغت 1.38 في المائة. وتعد خسائر المؤشر اليوم الاكبر بالنسبة المئوية منذ 16 ديسمبر (كانون الاول). وفقد مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 1.79 في المائة ليغلق على 1048.88 نقطة.