ينضم مركز كليمنصو الطبي الذي يقام بالتعاون مع المركز الطبي العالمي «جونز هوبكنز انترناشونال» نهاية العام الجاري الى سلسلة المستشفيات الكبرى في لبنان ويحتل مساحة 30 الف متر مربع بتكلفة تصل الى 57 مليون دولار اميركي.
واستغرقت المفاوضات لانشاء شراكة استراتيجية مع الصرح الطبي العالمي سنة، لينطلق المشروع في ابريل (نيسان) من العام 2002. وقد تولّت الدراسات الهندسية مؤسسة «خطيب وعلمي» اما التنفيذ فتتولاه شركة عبد الرحمن حورية للمقاولات.
ويتألف «مركز كليمنصو الطبي» من مستشفى تخصصي يفترض ان يضمّ 150 سريراً وتسع غرف خاصة بالعمليات الجراحية وطوابق للعيادات الخاصة، اضافة الى مبنى آخر خاص بالعيادات الخارجية والعلاج النهاري.
ويعتبر المشروع فريداً من نوعه، اذ لم يشهد لبنان انشاء مستشفى بهذا المستوى منذ العام 1975. ويقول ماهر ابو غزالة رئيس مجلس ادارة «مركز كليمنصو الطبي»: «لطالما شكّل لبنان «مستشفى العالم العربي»، اذ يعتبر مركز الاستشفاء الابرز في العالم العربي ويقدّم نوعية علاجية عالية جداً بفضل كوادره الطبية العريقة. ومنذ 30 عاماً لم يشهد لبنان انشاء مستشفى بالتعاون مع مركز عالمي، وانطلاقاً من هنا باشرنا بإنشاء المركز الذي سيشكّل نموذجاً مميزاً للاستشفاء في لبنان والعالم العربي.
وستتولى الادارة «جونز هوبكنز»، وهي واحدة من اعرق الصروح الطبية العالمية. تجدر الاشارة الى ان مستشفى جونز هوبكنز بنى لأكثر من مائة عام سمعة رائدة متفوقة في العمل الطبي واحتل على مدى ثلاث عشرة سنة متتالية المرتبة الاولى في تصنيف المستشفيات في الولايات المتحدة الاميركية. وسيكون المستشفى الوحيد في الشرق الاوسط المجهّز بأكمله بالمعدات الطبية الاميركية من جنرال الكتريك وسيضمّ معدات صنعت في العام 2004 واخرى متوقع اطلاقها في العام 2005 ولم تستعمل بعد في ابرز مستشفيات اوروبا. النظام الاداري في المستشفى بأكمله مبرمج وفق احدث اساليب التكنولوجيا والمعلوماتية. مستوى الخدمات التي سنقدّمها ستجعل المستشفى اشبه بفندق من فئة ست نجوم.
وعن الجانب الاستثماري في هذا المشروع علّق ابو غزالة قائلاً «يشتهر لبنان بكلياته الطبية العريقة التي يزيد عمرها عن مائة عام، سواء في جامعة القديس يوسف او في الجامعة الاميركية في بيروت. اذ ان الكوادر الطبية الجيّدة متوفرة ،وهذا ما شجعنا على الاستثمار في القطاع الصحي. ثم ان هذا المجال يشهد نموا مستمراً والمناخ ملائم للاستثمار فيه اذ يعاني من نقص في الاسرّة اضافة الى عدم توفّر نوعية معينة من الخدمات الطبية لذلك فإن المشروع مجز من مختلف النواحي» وينتظر ان يؤمن «مركز كليمنصو الطبي» حوالي 350 فرصة عمل كما يفترض ان يتألف طاقمه الطبي من 150 طبيباً. وفي هذا الصدد يعلق ابو غزالة: «مشروعنا يستقطب العديد من الاطباء اللبنانيين الكفوئين الذين هاجروا خلال الحرب، ويتطلعون الى العودة للعمل ضمن اطار مختلف ومميز. كما سيتم تبادل الخبرات الطبية بيننا وبين جونز هوبكنز. ويتولى الادارة التنفيذية الجراح اللبناني الدكتور مؤنس قلعاوي».
وعن مستوى اسعار «مركز كليمنصو الطبي»، قال ابو غزالة: «لن نفرض اسعاراً ترهق كاهل المواطن، وبالمقابل لن نقدم اسعاراً تنافسية، اسعارنا ستتماشى ومستوى الاسعار السائدة في البلد، لكن مقابل خدمة عالية النوعية مختلفة عن السائد والرائج. لبنان يلعب اليوم دوراً بارزاً جداً في القطاع الصحي العربي ويجب ان نكون على مستوى هذه المسؤولية ونتفوق في نوعية خدماتنا. فلا يجب ان ننسى انه بعد تداعيات الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) صوّبت انظار العرب من جديد نحو مستشفيات لبنان».
واكد ابو غزالة انه لقي تشجيعاً من جميع اطراف الحكومة اللبنانية على هذا الاستثمار.