الأردن يبدأ بتحديث خارطة الخطورة الزلزالية وتعديل كودة البناء

TT

بدأ مركز بحوث البناء في الجمعية العلمية الملكية الاردنية تنفيذ مشروع بحثي بهدف تحديث خارطة الخطورة الزلزالية في الأردن.

وكان الاردن قد تعرض لهزة ارضية في مطلع الشهر الحالي بلغت قوتها 5 درجات على مقياس ريختر ومركزها شمال البحر الميت. وقال مدير المركز الدكتور خالد كحالة ان المشروع الذي تموله الوكالة السويسرية للتنمية والمعرفة يستند الى أحدث الاسس العلمية في حساب التسارع الارضي الاعظم ومن ثم إعداد خارطة تعبر عن قيم التسارعات الطبقية وهي الافضل تعبيرا عن قوى الزلازل المحدثة لها باعتبارها تضم في حسابها قيم التسارعات جميعها في مدى الاهتزاز وليس القيمة العظمى المفردة كما انها اكثر ارتباطا بالاضرار الحاصلة في المباني. واوضح ان النشاط الزلزالي في الاردن هو نشاط معتدل حسب طبيعة الحركة التكوينية وخصائص التصدع وتقل خطورته عما حدث في كل من تركيا وايران وولاية كاليفورنيا الاميركية واليابان. وقال انه لم يرد في تاريخ الاردن وقوع زلازل عنيفة لدينا بقوة تلك الزلازل في هذه الدول مما يساعد في التخفيف من القلق وتوليد الاحساس بالطمأنينة لدى المواطنين. وفيما يتعلق بقوة الزلازل المتوقعة ومدى خطورتها على الاردن، اكد الدكتور كحالة انه سبق ان تم تحديد الخطورة الزلزالية في الاردن على اساس الشدة العظمى للزلازل التي حدثت قديما وحديثا واثرت على المناطق المختلفة من الاردن باعتماد مقياس ميركالي لشدة الزلزالية.

وقال ان مركز بحوث البناء في الجمعية العلمية الملكية وضع عام 1985 اول خارطة للتقسيم الزلزالي للاردن مستخدما هذه الطريقة بالتشاور مع خبراء الزلازل آنذاك وتم ضمها في اول كودة بناء اردنية اعدها المركز وصدرت عن وزارة الاشغال العامة والاسكان بعنوان كودة الاحمال والقوى لتكون المرجع الاول للمهندسين لتصميم المباني لمقاومة الزلازل.

واشار ان المركز أعد مسودة كودة جديدة خاصة بالمباني المقاومة للزلازل بناء على تكليف من مجلس البناء الوطني يجري حاليا مناقشتها واجراء التعديلات عليها في ضوء ملاحظات لجنة متخصصة مشكلة من قبل وزارة الاشغال العامة والاسكان.

وقال ان هذه الخارطة تبين ان منطقة العقبة جنوب الاردن تقع في المنطقة ذات الرمز أ وهي الاشد بين المناطق الاخرى حيث يتوقع ان تزيد الشدة الزلزالية العظمى فيها عن درجة 8 على مقياس ميركالي المكون من 12 درجة.

واوضح مدير مركز بحوث البناء انه نظرا لمرور حوالي 20 عاما على اصدار هذه الخارطة وتقدم العلوم الهندسية في مجال تقييم الخطورة الزلزالية في الدول الاكثر تعرضا للزلازل شرع المركز بالتعاون مع فريق من المتخصصين الاردنيين من خلال بحث علمي مدعوم من المجلس الاعلى للعلوم والتكنولوجيا في تقييم الخطورة الزلزالية في الاردن على اساس حساب التسارع الارضي الافقي الاعظم باستخدام الطرق الاحصائية المعتمدة على نظرية الاحتمالات.

وقال انه تم اعداد خارطة كنتورية للاردن تبين تدرج قيم التسارع الارضي الاعظم لطبقة الصخر الاساسية كنسبة من قيمة تسارع الجاذبية الرأسي ولاغراض التصميم فقد اخذت قيمة التسارع الارضي الاعظم التي تبلغ احتمالية تجاوزها 10 بالمائة في مدة 50 عاما تمثل العمر التشغيلي المفترض للمبنى عند التصميم.