بداية جديدة لماركة ميركوري مع طراز «مونتيغو»

TT

من أشهر مقولات الأديب الاميركي الساخر مارك تواين تعليقه بعد تلقيه عددا من رسائل التعازي بعد إشاعة وفاته «لقد بولغ كثيراً في خبر وفاتي». الحالة نفسها تنطبق على ماركة ميركوري، التي تناقل كثيرون خلال السنوات العشر الأخيرة كلاماً يفهم منه انها باتت تمثل عبئاً على شركتها الأم بعدما قلصت «عولمة» سوق السيارات شريحتها في السوق. وبالفعل، لفترة غير قصيرة ابان رئاسة جاك نصر لفورد، ولا سيما بعد تأسيس فورد «مجموعة بريميير اوتوموتيف غروب» للماركات الفاخرة وضمها ماركة لنكولن اليها طرحت علامات استفهام جدية حول مستقبل ميركوري.

السبب الأول، ان فصل ميركوري عن «توأمها» لنكولن ـ بعدما شكلت الماركتان قسماً موازياً لقسم ماركة فورد ـ وضم لنكولن الى المجموعة الجديدة مع كل من جاكوار وآستون مارتن وفولفو ولاندروفر، عزلها تماماً وضيع هويتها المميزة كماركة وسطية تجسر الهوة بين شريحة لنكولن الفاخرة وفورد الشعبية.

والسبب الثاني، ان الشركات الأميركية الصانعة عادت لأول مرة منذ مطلع عقد الستينات الى الغاء الماركات المتراجعة الرواج في الشرائح والفئات السوقية المنكمشة بفعل تسارع ايقاع «العولمة». فجنرال موتورز وجدت نفسها مضطرة لالغاء ماركة اولدزموبيل العريقة نهائياً بجانب وقفها تصدير ماركة بونتياك خارج اميركا الشمالية، وقصر ماركة بيويك على أميركا الشمالية والصين، والاكتفاء بشيفروليه وكاديلاك وجي ام سي كماركات أميركية للتصدير. وشركة كرايسلر (الذراع الأميركي من مجموعة دايملر كرايسلر الالمانية ـ الأميركية) ألغت نهائياً ماركة بليموث الشعبية التي كانت في يوم من الأيام أكثر ماركاتها رواجاً.

وإذا كان المتشائمون بمستقبل ميركوري على حق، فان مسؤولي فورد دأبوا على تجاهل التساؤلات المطروحة حولها.

غير ان التغييرات التي شهدتها فورد خلال السنوات الثلاث الفائتة ضمنت على ما يبدو مستقبل ميركوري، وأكدت أهميتها بالنسبة للشركة الأم.

* بشائر المستقبل

* وبالفعل كانت بشائر «مستقبل» ميركوري ظاهرة امام العيان في معرضي ديترويت الأخيرين، مجسدة بعودة الرابط القوي مع لنكولن، معززاً بنماذج مفهومية وموديلات جديدة. كذلك اعلنت ميركوري انهاضها اسم «مارودر» العريق من مستنقع النسيان وجعلته في سيارة صالون (سيدان) جبارة القوة وعالية الاداء. وها هي في «معرض شيكاغو للسيارات» في مدينة شيكاغو الأميركية (نظم بين 6 و15 فبراير (شباط) قد عرضت طراز «مونتيغو» الجديد تماماً الذي سيدرج ضمن موديلات عام 2005 وهو عبارة عن سيارة صالون من الحجم المتوسط بدفع رباعي.

* مبتكرات.. وراديكالية

* الـ«مونتيغو» الجديدة تضج بأحدث المبتكرات التقنية، بدءاً بأرقى ما توصل اليه مهندسو فورد على صعيد مستلزمات السلامة، مروراً بناقل السرعات التواصليCVT الجديد كلياً بست نسب الذي يؤمن الاداء الممتاز مع الاقتصادية في استهلاك الوقود، انتهاء بالهيكل السفلي (الشاسيه) الاوروبي السمات ـ مقتبس من خبرة فولفو ـ الذي يوفر للسائق أفضل مستويات الاستجابية.

ولم ينس مهندسو فورد بالطبع مقصورة الركاب، وهنا حرصوا على الرحابة والراحة والحيز الحركي الملائم في «توليفة» مدروسة بعناية. الا انهم في كل لمساتهم اهتموا بأن تعبر السيارة الجديدة عن هويتها كـ ...ميركوري! ولا شك منذ النظرة الأولى هناك المشبك الأمامي (الشعرية) المميز لميركوري يختصر كل المواصفات الفخمة الاخرى التي تعمد ادسل فورد، ابن المؤسس هنري فورد، ان تميز الماركة الوحيدة التي ابتكرتها شركة فورد، ولم تحصل عليها عن طريق الشراء والاندماجات منذ تاسيس الشركة عام 1903 . ففلسفة ميركوري قامت منذ البداية على الجمع بين الجودة المتوخاة من السيارة العملية المستخدمة كل يوم، والذوق الراقي والكماليات المترفة المتوقعة من ماركة فوق مستوى السيارات الشعبية العادية. والـ«مونتيغو» الجديدة تنجز هذه المعادلة بنجاح كبير.