مصر: الريال السعودي يحافظ على سعره والمصرفيون يستبعدون انتعاش المضاربة على الدولار مجددا

TT

خالف الريال السعودي كل التوقعات التي رجحت انخفاضه بشدة أمام الجنيه المصري بعد انقضاء موسم الحج وانتهاء زيادة الطلب الموسمي عليه. ورغم التراجع الحاد لسعر الدولار في السوق غير الرسمية المصرية بحوالي 35 قرشا خلال أقل من أسبوعين إلا ان الريال السعودي حافظ نسبيا على أسعاره السائدة. وكان تراجعه في السوق غير الرسمية محدودا من 186 قرشا الى ما يتراوح بين 178 و180 قرشا فيما لم يطرأ على سعر الريال في البنوك أي تغير سواء بالارتفاع أو الهبوط مسجلا 163 قرشا للشراء مقابل 165 قرشا للبيع.

وتوقع مصرفيون مصريون ان تشهد الفترة المقبلة حالة من الاستقرار والهدوء في تعاملات الريال السعودي لا سيما أن موسم العمرة وبداية تحرك معدلات الطلب على الريال نحو الصعود ما زال أمامها حوالي ثلاثة أشهر. وقال العضو المنتدب لبنك التجارة والتنمية «التجاريون» فتحي ياسين ان حالة الجنيه المصري أمام الدولار خلال الفترة المقبلة ستحدد بشكل كبير سعر الريال السعودي في سوق الصرف المصرية حيث ان قيمة الريال ثابتة أمام الدولار بينما تتسم العلاقة بين العملتين المصرية والاميركية بالتغيير. واستبعد حدوث طفرات قريبة في سعر الريال أمام الجنيه المصري، خاصة في حالة التوازن الحالية بين المعروض منه في السوق ومعدلات الطلب عليه. الى ذلك لم يرصد المصرفيون أي تغيرات في التعاملات المصرفية المتعلقة باليورو والجنيه الاسترليني على خلفية صعودهما المتواصل أمام الجنيه خلال الفترة الماضية نتيجة ارتفاعهما أمام الدولار في الأسواق العالمية.

من جهة أخرى، استبعد خبراء اقتصاد ومصرفيون مصريون انتعاش المضاربة على الدولار مجددا على الأقل خلال الأسابيع القليلة المقبلة، واعتبروا ان تراجع الدولار المتواصل في سوق الصرف غير الرسمية وفقده 35 قرشا من سعره الذي استقر عليه لمدة أربعة اشهر البالغ 7 جنيهات محصلة طبيعية للاجراءات التي اتبعتها سلطات النقد في مصر منذ بداية العمل بمقتضى آلية تحرير سعر الصرف في يناير العام الماضي. وحسبما يرى المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء وعضو مجلس ادارة البنك المركزي الدكتور حاتم القرنشاوي فإن التراجع المتواصل في سعر الدولار بالسوق غير الرسمية، واستقرار التعاملات عليه في البنوك دون طفرات شاذة أو مفاجئة يؤكد سلامة الاجراءات المتبعة ونجاح آلية تحرير سعر الصرف كما ثبت بما لا يدعو مجالا للشك في أن البنك المركزي فاعل في السوق ويمتلك الادوات اللازمة للتدخل وضبط التعاملات في الوقت المناسب.

كما توقع أن يتردد المعروض من الدولار في سوق الصرف المصرية خلال الايام القليلة المقبلة حيث ان تراجع سعر العملة الاميركية في السوق غير الرسمية سوف يحرض الافراد على التخلص من الدولارات التي بحوزتهم ويقلل من عمليات الاكتناز التي انتعشت خلال الفترة الماضية، وأضاف رئيس بنك مصر محمد بركات ان معظم البنوك المصرية باتت قادرة عل تلبية طلبات فتح الاعتمادات المستندية اللازمة للاستيراد، خاصة بعد عمليات الترشيد الناجحة التي شهدها الاستيراد، واضاف ان التزام معظم المصدرين بتوريد 75 في المائة من حصيلة صادراته بالنقد الأجنبي للبنوك، بالاضافة لانتعاش السياحة والارتفاع الملحوظ في ايرادات قناة السويس، كل ذلك ساهم في تقليص الفجوة الدولارية وجعل البنوك أكثر مرونة في مواجهة متطلبات السوق من النقد الأجنبي، الأمر الذي أدى الى هذا الاستقرار الواضح في سعر صرف الدولار وانكماش عملات المضاربة عليه.