الاسترليني يتراجع مقابل الدولار واليورو بعد تثبيت سعر الفائدة البريطانية

TT

هبط الجنيه الاسترليني امس مقابل الدولار واليورو بعد قرار بنك انجلترا ابقاء سعر الفائدة على حاله، في الوقت الذي ثبت فيه البنك المركزي الاوروبي سعر الفائدة على اليورو رغم المطالبات بخفضها للحد من ارتفاع اليورو.

وقرر بنك انجلترا امس ابقاء سعر الفائدة دون تغيير عند اربعة بالمائة بعد شهر من رفعه بمقدار ربع نقطة مئوية للمرة الثانية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) لكن الاقتصاديين يقولون إن رفع الفائدة ليس سوى مسألة وقت.

ولم تظهر اسعار المنازل وطلب المستهلكين أي بوادر على تباطؤ النمو كما يريد البنك المركزي ومع هذا توقع معظم الاقتصاديين رفع الفائدة قريبا نظرا الى قوة الاسترليني وعدم التيقن ازاء أثر رفع الفائدة على المستهلكين المثقلين بالديون.

ومع تزايد المؤشرات على تزايد قوة الاقتصاد تتعزز احتمالات رفع سعر الاقتراض الشهر المقبل أو في مايو (أيار) مع مساعي البنك للحد من ضغوط التضخم.

وقال جريمي ليتش كبير الاقتصاديين في معهد المديرين «السؤال الوحيد المطروح الان هو متى سترتفع الفائدة وليس ما اذا كانت سترتفع. يتعين أن يدرك المستهلكون وأصحاب الاعمال ان رفع الفائدة قريب».

وشهدت أسواق المال رد فعل سريعا على قرار البنك. فهبط سعر الجنيه الاسترليني أمام اليورو والدولار.

وفي خطوة مماثلة قرر البنك المركزي الاوروبي الابقاء على سعر فائدته الرئيسي عند اثنين بالمائة دون تغيير.

وارتفع حجم الائتمان الاستهلاكي في بريطانيا بنحو ملياري جنيه استرليني في يناير (كانون الثاني) الماضي مسجلا أعلى زيادة منذ ثمانية أشهر على الرغم من أن البنك رفع أسعار الفائدة مرتين منذ بداية نوفمبر.

لكن ارتفاع سعر الاسترليني في الفترة الاخيرة أضر بصادرات المصنعين مما أوجد معضلة أمام صناع السياسات بالبنك.

وقال ستيف بارو محلل أسواق الصرف في «بير ستيرنز» : أشك في أن يغير البنك أسعار الفائدة لكن الاحتمال قائم.

وأضاف «لجنة السياسات النقدية قد تكون قلقة من أن يؤدي الرفع المفاجئ ـ والذي يظل مفاجئا ـ لاسعار الفائدة اليوم الى دفع الاسترليني للارتفاع بدرجة أكبر أمام اليورو».

وبلغ سعر الاسترليني 1.8305 دولار. وكان الدولار قد ارتفع اول من أمس لاعلى مستوياته منذ شهر أمام الاسترليني عند 1.8135 دولار للجنيه. وارتفع الاسترليني بنحو ربع نقطة مئوية أمام اليورو خلال اليوم ليسجل 66.50 بنس بعد أن بلغ أعلى مستوياته منذ عام عند 66.09 بنس لليورو اول من أمس. وسجل اليورو 1.2184 دولار في حين سجل 0.6684 بنس مقابل الجنيه الاسترليني. اما بالنسبة لاسواق الاسهم العالمية، فقد فتحت الاسهم الاوروبية على ارتفاع امس مدعومة بتوقع نتائج أعمال ايجابية لشركة سويز الفرنسية الكبرى لخدمات المياه ونمو كبير في أرباح كارفور ثاني أكبر سلسلة لمتاجر التجزئة في العالم.

لكن ساد الاسواق قلقا قبيل قرارات أسعار الفائدة وبيانات البطالة الاميركية الاسبوعية.

وتراجع سهم «اريكسون» السويدية بعد أن نشرت صحيفة تقريرا قالت فيه ان أحد مدققي حسابات الشركة ترك عمله دون أن يوقع على حسابات عام 2003.

وفي اسبانيا نشرت الصحف أن شركة تليفونيكا تجري محادثات بشأن شراء أصول الجوال الخاصة بشركة بلساوث كورب في أميركا اللاتينية مقابل ما يزيد على خمسة مليارات دولار.

وقال متعامل «تغطية شركة بلساوث في اميركا اللاتينية كبيرة اذ تشمل 10.5 مليون مشترك في عشر دول... والاندماج سيوجد كيانا ضخما في القطاع».

وارتفع مؤشر يوروتوب ـ 300 بنسبة 0.17 بالمائة الى 1023.11 نقطة في حين زاد مؤشر يورو ستوكس ـ 50 بنسبة 0.36 بالمائة الى 2937.94 نقطة.

وارتفع سهم «سويز» بنسبة 2.4 بالمائة بعد أن قالت انها تتوقع العودة لتحقيق أرباح هذا العام مع سعيها لخفض التكاليف بدرجة أكبر على الرغم من تكبدها خسائر صافية أكبر من المتوقع في عام 2003.

وزاد سهم سلسلة متاجر «كارفور» الفرنسية بنسبة 1.2 بالماائة بعد اعلانها ارتفاع ارباحها الصافية بنسبة 18.6 بالمائة في عام 2003 وتتوقع مزيدا من النمو هذا العام.

والى جانب بيانات البطالة الاسبوعية الاميركية، كان المستثمرون يترقبون بيانات الاجور في القطاعات غير الزراعية بالولايات المتحدة خلال فبراير وهو مؤشر رئيسي على صحة الاقتصاد الاميركي في الاجل الطويل.

ويترقب قطاع التكنولوجيا أنباء شركة انتل أكبر صانع لرقائق الكومبيوتر في العالم. وهبط سهم انتل بنسبة 1.9 بالمائة الى 29.04 دولار اول من أمس الاربعاء بعد أن قالت مؤسسة ليمان براذرز ان المستثمرين يتوقعون من الشركة أن تخفض مستوى عائداتها المستهدف في توقعاتها المقبلة الى الحد الادنى للنطاق المستهدف السابق بسبب ضعف سوق الكومبيوتر المحمول.

وفي طوكيو، أغلقت الاسهم اليابانية على أعلى مستوى لها منذ 21 شهرا مدعومة بمواصلة مجموعة ميزوهو المالية مكاسبها وصعود أسهم بنوك أخرى وسط تنامي الامال بشأن انتعاش اقتصادي قوي في البلاد.

لكن حد من الارتفاعات تراجع أسهم شركات الصلب مع تراجع افاق ربحيتها.

وأغلق مؤشر نيكاي على ارتفاع 49.87 نقطة أى بنسبة 0.44 بالمائة الى 11401.79 نقطة وهو أعلى مستوى له منذ 11 يونيو (حزيران) عام 2002.

وأغلق مؤشر توبكس الاوسع نطاقا على ارتفاع 0.42 بالمائة الى 1120.67 نقطة وهو كذلك أعلى مستوى له منذ 21 شهرا.

واستقرت الاسهم الاميركية في بداية المعاملات في وول ستريت امس بعد أن أظهرت بيانات رسمية انخفاض طلبات اعانات البطالة الاسبوعية مثلما كان متوقعا.

وينتظر المستثمرون التقرير الشهري لسوق العمل الذي يصدر اليوم.

وهبط مؤشر داو جونز لاسهم الشركات الصناعية الاميركية الكبرى عشر نقاط بنسبة 0.10 في المائة الى 10582 نقطة. وتراجع مؤشر ستاندارد اند بورز الاوسع نطاقا المكون من أسهم 500 مؤسسة 0.29 نقطة بنسبة 0.01 في المائة الى 1150 نقطة. وارتفع مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا نقطة واحدة بنسبة 0.07 في المائة الى 2034 نقطة.