تقرير مصرفي : تحسن أسعار النفط يحول العجز إلى فائض في ميزانيات دول التعاون

القطاعات الاقتصادية لدول الخليج تحقق فائضا فعليا مقداره 16 مليار دولار رغم الحرب على العراق

TT

سجلت الموازنات الخليجية لعامي 2003 و2004 فائضا فعليا مقداره 16.1 مليار دولار رغم ا ن التقديرات عند اعداد تلك الموازانات كانت تشير الى انها ستجل عجزا تقديريا في العام الحالي مقداره 10.6 مليار دولار وعجزا تقديريا لعام 2003 مقداره 24.6 مليار دولار .

وقال تقرير لمصرف الامارات الصناعي صدر امس انه على الرغم من الحرب على العراق وما نتج عنها من زيادة حدة التوتر في المنطقة الا ان القطاعات الاقتصادية حققت مستويات اداء جيدة، حيث ساهم ارتفاع اسعار النفط في انعاش الاوضاع الاقتصادية بشكل عام .

وكانت تقديرات الموازنات الخليجية قد وضعت على اساس اسعار معتدلة للنفط تتراوح ما بين 17 و 19 دولارا للبرميل، لكن سعر البرميل سجل سعرا وسطيا بلغ 27 دولارا للبرميل مما ادى الى تحول العجز الاجمالي في الموازنات السنوية لدول المجلس الذي كان متوقعا الى فائض فعلي.

وقد تفاوتت البيانات الخاصة بكل دولة خليجية تبعا لسياسات الانفاق التي اتبعتها كل دولة وطبقا لمستويات الانتاج النفطي، ففي دولة الامارات حافظت الميزانية الاتحادية على تقديراتها للايرادات والمصروفات وقيمة العجز المتوقع ففي العام الماضي 2003 كان العجز المتوقع صفرا في حين تعادلت قيمة الايرادات المتوقعة والمصروفات. وفي العام الحالي فان التقديرات ان يقل العجز المتوقع عن مليار دولار. ويشير التقرير الى ان ميزانية الاتحاد الاماراتية تعتمد على مساهمات الامارات الاعضاء في الاتحاد وعلى موارد الاتحاد من الرسوم والاستثمارات ولذلك فأن تقديرات الميزانية لاتتأثر كثيرا بالتحسن في اسعار النفط او انتاجه، حيث ظلت مساهمات الامارات الاعضاء في الاتحاد ثابتة، اما في البحرين فكان العجز عام 2003 حوالي 100 مليون دولار وهو نفس مستوى العجز المقدر لهذا العام. وسجلت الميزانية السعودية فائضا في العام الماضي، حيث قدرت المصروفات بحوالي 66.5 مليار دولار في حين كانت الايرادات حوالي 78.5 مليار دولار بفائض فعلي مقداره 12 مليار دولار. اما في العام الحالي فان الميزانية السعودية ستحقق عجزا مقدرا بقيمة 8 مليارات دولار، حيث تقدر الايرادات بحوالي 53.3 مليار دولار والمصروفات التقديرية 61.3 مليار دولار. وسجلت الميزانية الكويتية فائضا فعليا العام الماضي بلغ 5 مليارات دولارفي حين يتوقع ان تسجل عجزا هذا العام يقدر بمليار دولار. وسجلت الميزانية القطرية فائضا فعليا العام الماضي بلغ 1.1 مليار دولار ويتوقع ان تسجل هذا العام فائضا مقدرا بحوالي 1.6 مليار دولار. وحافضت الميزانية العمانية على مستوى متقارب بين العجز الفعلي الذي حققتة العام الماضي والذي بلغ حوالي مليار دولار وبين العجز المتوقع هذا العام والذي يقدر بحوالي 1.3 مليار دولار. ويشير التقرير الى ان الايرادات الاجمالية المتوقعة لدول التعاون في هذا العام ستصل الى حوالي 90.8 مليار دولار في حين كانت الايرادات الفعلية التي حققتها هذه الدول في العام الماضي 120.3 مليار دولار . ويتوقع التقرير ان تنخفض المصروفات بشكل طفيف خلال هذا العام لتصل الى 101.1 مليار دولار مقابل 104.1في العام الماضي ووفق التقرير فإن الفائض الذي حققتة الموازنات الخـــليجية في العام الماضي كان الاعلى منذ انتهاء حرب الخليج الثانية في بداية التسعينات. ويرى التقرير ان تقديرات حدوث عجز في الموازنات الخليجية هذا العام هو أمر نظري قياسا لتجربة سنوات سابقة، اذ ان التقديرات مبنية على اسعار النفط التي تشكل نسبة تتراوح بين 70 و80 في المائة من الميزانيات الخليجية .