وزير الكهرباء المصري لـ«الشرق الاوسط»: شبكة كهرباء شاملة للعالم العربي خلال سنوات وسنصدر 300 ميجاوات لبغداد

لا مكان لإسرائيل في شبكة الربط الكهربائي العربية إلا بعد التسوية السلمية

TT

اعلن د. حسن يونس وزير الكهرباء المصري انه لا مكان لاسرائيل في شبكة الربط الكهربائي العربي إلا بعد التسوية السلمية للصراع العربي الاسرائيلي. وقال ان الخطط المتعلقة بالشبكة واضحة ومحددة وليس فيها اسرائيل وإنه لم يطرأ تغيير في هذا الشأن.

وأكد استمرار التعاون العربي ـ العربي في مجال الكهرباء، مشيرا الى أنه من المتوقع تعزيز أواصر التعاون في الفترة المقبلة.

وأعرب في حوار خاص مع «الشرق الأوسط» عن أمله في أن يتطور مفهوم الربط الكهربائي العربي من «بيع فائض الكهرباء أو الاحتياطي» الى انشاء مشروعات متكاملة الهدف منها مد الشبكة بالكهرباء من الدول التي يتم فيها انتاج الكهرباء بتكلفة أقل نظرا لما تتمتع به من ميزات نسبية، مشيرا الى أن هذا المفهوم هو السائد في شبكات الربط الأوروبية والاميركية.

وذكر ان التعاون بين مصر والعراق في مجال الكهرباء والطاقة مستمر سواء على صعيد التدريب أو تصدير المعدات، وان هناك استعدادات لتصدير الكهرباء الى الاشقاء العراقيين إما عبر الأردن أو سورية. وفيما لي نص الحوار:

* الى اية مرحلة وصل مشروع الربط الكهربائي العربي؟

ـ توجد في المنطقة العربية عدة مشاريع للربط الكهربائي ومن المقرر ان ترتبط معا في مرحلة لاحقة، فهناك مشروع الربط السباعي الذي يضم سورية والعراق ولبنان ومصر وتركيا والأردن وليبيا، وقد تم تشغيل الربط بين سورية والأردن ومصر وليبيا، ومن المتوقع اجراء التشغيل التجريبي لخط الربط السوري اللبناني خلال شهر ابريل (نيسان) أو مايو (ايار) المقبلين، وكذلك فإنه من المتوقع التشغيل التجريبي لخطوط الربط بين سورية وتركيا العام الجاري، وبالاضافة الى الربط السباعي يوجد مشروع الربط الكهربائي لدول المغرب العربي (تونس والجزائر والمغرب) ومن المنتظر تشغيل خطوط الربط بين ليبيا وتونس العام الجاري لترتبط الشبكة السباعية مع شبكة المغرب العربي.

وعلى صعيد الربط الخليجي سيم تنفيذ شبكتين الأولى تشمل السعودية والبحرين وقطر والكويت والثانية تضم الامارات وسلطنة عمان ثم سيتم ربط الشبكتين بحلول عام 2008، كما تم اعداد دراسة جدوى مبدئية للربط بين السعودية واليمن ويتم حاليا تحديث الدراسة ومن المقرر الانتهاء منها بحلول عام 2005 .

وفي اطار مشروعات التكامل المصرية ـ السودانية يتم اعداد دراسات جدوى لمشروع الربط بين البلدين ومن المقرر ان يسافر وفد مصري الى السودان نهاية الشهر الجاري للاتفاق على دراسة جدوى مبدئية.

* من الواضح أن المشروع يضم الدول العربية وتركيا.. فهل هذا توجه لضم دول غير عربية؟

ـ هذه المشاريع ليست نسقا عربيا فقط فنحن ننظر للجيران أيضا ولدينا مخطط لربط دول حوض البحر المتوسط، والارتباط مع الشبكة الأوروبية لأنه لا مبرر للانعزال ما دام هناك امكانية للتبادل والتعاون مع دول، وهناك أيضا مبادرة حوض النيل حول الاستغلال الكامل لموارد نهر النيل وتتضمن استخدام الطاقة الكهربائية المولدة من المصادر المائية لخدمة شعوب دول الحوض، وتشمل هذه المبادرة مجموعتين هي مجموعة دول النيل الشرقي مصر والسودان واثيوبيا واريتريا «كمراقب»، ودول مجموعة البحيرات الاستوائية وهي بوروندي والكونغو الديمقراطية ورواندا وتنزانيا وأوغندا وكينيا وتنفيذ مشروع مبادرة حوض النيل يربط الدول العربية بالدول الافريقية.

* وما هو الموقف تجاه اسرائيل؟

ـ الخطط المتعلقة بالشبكة واضحة وليس فيها اسرائيل، ولم يحدث تغير بهذا الشأن لأن انضمام اسرائيل يجب أن يسبقه التسوية السلمية، ولا مكان لاسرائيل في شبكة الربط إلا بعد التسوية.

* ما هي التكلفة الاجمالية المقررة لشبكة الربط العربي؟

ـ من الصعب تحديد التكلفة الشاملة لأن كل دولة مسؤولة عن شبكتها الداخلية حتى حدودها ويتم الربط على الحدود، وقد قام الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماع باقراض بعض الدول بفائدة معتدلة مما مكنها من انجاز شبكاتها.

* ومتى ستكتمل شبكة الربط التي تشمل كل الدول العربية ؟

ـ الشبكة الكاملة ستستغرق بعض الوقت لكن نأمل أن يتم انجازها في خلال 10 سنوات، لكن الصورة الآن أفضل كثيرا مما سبق لأن شبكة الربط السباعي ستكتمل العام الجاري ثم سيتم ربطها مع شبكة المغرب العربي وهناك دراسات بشأن ربط مصر والسودان ودراسات أخرى بشأن السعودية واليمن، والشبكة الخليجية سيتم انجازها عام 2008 .

* وما هو العائد الاقتصادي الكلي لشبكة الربط الكهربائي؟

ـ الربط الكهربائي في الدول العربية بوضعه الحالي هو عملية بيع الاحتياطي من دولة لأخرى، وفكرة الربط لها شقان احدهما تأميني لتعويض أي عطل أو خلل في شبكة دولة ما عن طريق الاحتاطي الموجود لدى دولة أخرى، أما الشق الثاني فهو اقتصادي لأن الاحتياطي لا يستخدم إلا في حالة الضرورة، ولذلك فبدلا من تركه بدون استخدام معظم فترات السنة يتم بيعه للدولة التي تحتاجه وهي عضو في الشبكة.

أما من سبقونا في موضوع الربط الكهربائى «أوروبا واميركا» فقد اهتموا بالميزت النسبية لدى كل دولة، حيث انه يمكن انتاج الكهرباء بكلفة أقل في دولة ما نظرا لظروف معينة مثل توافر مساقط مائية كبيرة على سبيل المثال، ومن هنا يتم انشاء محطات توليد كهرباء للشبكة وليس للدولة المتميزة فقط، ويتم توقيع عقود طويلة الأجل بين الدولة منتجة الكهرباء والدول المستوردة وبالتالي يمكن انتاج كهرباء بتكلفة أقل للجميع. وقد وقعت اميركا مع كندا عقودا طويلة الأجل بهذا الشأن، وتحدث أمور مشابهة في أوروبا ونأمل أن يتطور الربط الكهربائي العربي ليصل الى هذا المستوى الموجود في أوروبا واميركا.

* مشروع الربط يهتم به المتخصصون والمعنيون، فكيف يمكن ان يتماشى هذا المشروع مع اهتمامات المواطن العربي؟

ـ وجدت في العديد من الدول العربية الكثير ممن يدركون أهمية مشروع الربط، فنحن نتحدث منذ سنوات عن سوق عربية مشتركة، وهذا الربط هو نواة هذه السوق، كما ان الربط يؤدي الى تنمية الشبكات الداخلية في حد ذاتها، وعلى سبيل المثال فإن الربط بين مصر والأردن أدى في الوقت نفسه الى تعزيز الشبكة المصرية في سيناء خصوصا في نوبيع ودهب.

* عرقلت الخلافات السياسية العربية ـ العربية مشاريع اقتصادية طموحة في فترات سابقة فإلى أي مدى يستطيع مشروع الربط الكهربائي تجاوز أي ظروف غير مواتية في المستقبل؟

ـ العالم العربي حاليا يتجه نحو التكامل الاقتصادي ومشروع الربط الكهربائي من مظاهر هذا التكامل، وقد تم انجاز مراحل دراسات الجدوى المبدئية والفنية والبحث عن التمويل وطرق التنفيذ ومتابعة التنفيذ في مشروع الربط السباعي، على المستوى الفني والاقتصادي البحت.

* ما زال نصيب المواطن العربي من الطاقة أقل من المعدل العالمي. فما دلالة ذلك في نظرك؟

ـ لا بد من النظر الى كل دولة عربية على حدة لأن كل دولة لها قدراتها الاقتصادية واستهلاكها من الكهرباء يعبر عن المستوى الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع، وتوجد دول عربية ذات مستوى عالي في استهلاك الطاقة ودول قريبة من المعدل العالمي ودول اقل بكثير ودول أقل قليلا من المعدل العالمي، والربط الكهربائي سيسهم في انتشار واستخدام الكهرباء والطاقة في الاغراض المختلفة مما يرفع متوسط الاستهلاك بالنسبة للفرد.

* وماذا بشأن التعاون المصري ـ العراقي في مجال الكهرباء؟

ـ تجري محاثادت بين الطرفين بشأن تصدير قرابة 300 ميجاوات الى بغداد إما عن طريق الأردن أو سورية ولا بد من اجراء محاثات ثلاثية أي بين القاهرة وبغداد وسورية أو الأردن لتحديد مدى قدرات شبكة الدولة الوسيطة، وقد قام وزير الكهرباء العراقي بزيارة مصر مرتين لبحث أوجه التعاون، كما أجري مسؤولون عراقيون محادثات مع شركات مصرية لشراء معدات كهربائية.

من ناحية ثالثة يوجد تعاون في مجال التدريب وهو تعاون ثلاثي حيث تمول اليابان برنامج تدريب كوادر قطاع الكهرباء العراقي.

* يوجد طموح لانشاء سوق عربية مشتركة للطاقة. فما هي آليات نجاح هذه السوق؟

ـ هناك عدد من الآليات منها ما تضمنته قرارات القمة العربية التي عقدت في عمان وفي بيروت حيث أكدت على السعي لاستكمال مشروع الربط الكهربائي الشامل واختيار الأسلوب الأمثل للاستفادة من مصادر الطاقة باجراء دراسات الجدوى التفصيلية مع الأخذ في الاعتبار العوامل الجغرافية والبيئية. كما تشمل الآليات اعادة هيكلة قطاعات الكهرباء العربية وتحديث وتوسعة المنظومات وتطوير مستويات الأداء وتشجيع الاستثمار في قطاعات الكهرباء والوصول الى مستويات عالية من الشفافية والارتفاع بمستوى العاملين وكفاءتهم واتخاذ العديد من الاجراءات الفنية والقانونية والمالية من الدول العربية لتتوافق مع المتطلبات العالمية، ووضع سياسات التحفز ورفع كفاءة الأداء للشركات العاملة في قطاع الكهرباء وتوحيد معايير القياس والأداء وتبني تكنولوجيا للتقليل من تكاليف انتاج ونقل وتخزين الغاز واعادة هيكلة قطاع الغاز في الدول العربية وتعظيم دور الطاقات الجديدة والمتجددة في توليد الكهرباء في الوطن العربي.

* وماذا بخصوص استخدام طاقة الرياح في مصر؟

ـ لاستخدام طاقة الرياح لا بد من اعداد «أطلس الرياح» وهو عبارة عن مسح لسرعات الرياح وعلى مدى عدة سنوات حتى لا تنشئ محطة في منطقة تهب عليها رياح موسمية لمدة شهر أو شهرين تتوقف بعدها المحطة، وقد تم اعداد أطلس الرياح لساحل البحر الأحمر والزعفرانة وحتى شمال الغردقة، والرياح في هذه المناطق لها سرعات عالية مما يتيح توليد الطاقة، وهذا بالاضافة الى التوجه للصحراء، وتخطط مصر أن تصل الطاقة المولدة من الرياح الى 650 ميجاوات عام 2010 وقد تم توفير تمويلات لهذه المشروعات، حيث وقعت اتفاقية قرض مؤخرا مع اليابان بما يعادل 120 مليون دولار بفائدة منخفضة جدا 0.75 بالمائة.

* ما هو حجم دعم الكهرباء للمستهلك في مصر؟

ـ الكهرباء في مصر مدعومة بنحو 2.5 مليار جنيه (416 مليون دولار).