يبدأ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الامارات العربية المتحدة في الثاني عشر من ابريل (نيسان) المقبل جولة آسيوية واسعة هي الاولى لمسؤول اماراتي بهذا المستوى منذ الجولة الآسيوية التي قام بها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات قبل ما يزيد على عشر سنوات.
ويعكس نطاق الجولة الجغرافي وتشكيلة الوفد المرافق أهداف جولة الشيخ حمدان التي من المنتظر ان تشمل على التوالي كوريا الجنوبية والصين واليابان. ومن المنتظر ان يرافق الشيخ حمدان وفد كبير يضم الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس الدائرة الاقتصادية في أبو ظبي والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي في الامارات والشيخ فاهم بن سلطان القاسمي وزير الاقتصاد والتجارة وعبيد بن سيف الناصري وزير النفط والثروة المعدنية والدكتور محمد بن خلفان بن خرباش وزير الدولة لشؤون المالية والصناعة، ومجموعة كبيرة من رجال الاعمال والخبراء الاقتصاديين.
وقالت مصادر أماراتية ان الجولة تهدف الى تعزيز المظلة السياسية والدبلوماسية للتعاون الاقتصادي مع أهم الشركاء التجاريين الرئيسيين لدولة الامارات في آسيا، مشيرة الى ان علاقات الامارات السياسية بالدول الثلاث التي تشملها الجولة ليست بمستوى الشراكة الاقتصادية وهي تحتاج الى تصحيح الهوة الكبيرة بين العلاقات الاقتصادية الضعيفة والعلاقات السياسية القوية.
واشارت المصادر في هذا الصدد الى اهتمام دولة الامارات للاستثمار في مجالات استراتيجية في الدول الآسيوية مثل صناعة التكرير ومشروعات بتروكيماوية وهو الاهتمام الذي تجلى في الزيارات التي قام بها وزير النفط الاماراتي لدول في شرق آسيا قبل حوالي العامين والتي اسفرت عن توقيع بعض الاتفاقيات الاقتصادية المهمة. تجدر الاشارة الى ان اليابان هي ثاني اكبر شريك تجاري للامارات على مستوى العالم وكانت لسنوات عديدة اكبر الشركاء التجاريين للامارات قبل ان تتناوب على الترتيب الاول الولايات المتحدة واليابان، وتبيع الامارات معظم انتاجها النفطي البالغ 2.4 مليون برميل يوميا، كما ترتبط باتفاق طويل الاجل لبيع الغاز الطبيعي المسال الذي يجري تجميعه بعد تسييله في جزيرة داس، كما تبيع الامارات معظم انتاجها من الالومنيوم في السوق اليابانية.
ومع ان الميزان التجاري مع اليابان يميل لصالح الامارات بسبب الصادرات النفطية فإن الامارات تعد من الاسواق المهمة للسلع اليابانية وخاصة السيارات والمعدات الثقيلة.
وقد اصبحت دولة الامارات وجهة سياحية لليابانيين بسبب التسهيلات الفندقية التي توفرها الامارات للعابرين من اليابان الى اوروبا وبالعكس، ويعكس العدد الكبير من ملاعب الغولف في الامارات والتي زادت عن عشرة ملاعب في الدولة تطور حجم السياحة اليابانية للامارات حيث تعد لعبة الغولف احد اهم عناصر جذبها.
اما الصين فإن العلاقات التجارية معها دخلت الآن مرحلة المليارات لتصبح ثالث شريك تجاري للامارات في آسيا بعد اليابان والهند، وهناك فرص كبيرة لتعاون البلدين خاصة في ضوء الاحتياجات النفطية المتزايدة للصين والزيادة المضطردة في الصادرات الخارجية الصينية، وبالنسبة لكوريا الجنوبية فهي ايضا من الاسواق الواعدة للامارات على المستوى النفطي ومن اهم الاسواق التي تعتمد عليها الامارات في استيراد السلع والخدمات وبالخصوص في مجال الانشاءات والمقاولات. وكانت الهند ثاني اكبر الشركاء للامارات في آسيا والتي لها اكبر جالية أجنبية في الامارات ضمن الدول التي تشملها جولة الشيخ حمدان الا ان ظروف الانتخابات البرلمانية التي تتزامن مع الجولة أدت الى استثنائها من الجولة الحالية على ان تكون ضمن جدول الزيارات المقبلة. وتعد جولة الشيخ حمدان الآسيوية ثاني ابرز مهمة دولية منذ توليه منصب نائب رئيس مجلس الوزراء في العام الماضي حيث كانت زيارته الاولى بصفته الجديدة للبيت الابيض في رمضان الفائت حيث التقى هناك الرئيس جورج بوش وكبار المسوؤلين في الادارة الاميركية.